ديلي ميل : بلغاري يطارد اللاجئين ويسلمهم للشرطة
يعاني اللاجئون شتى أنواع الاضطهاد في رحلة البحث عن وطن جديد يضمهم، وفي أسلوب مبتكر لممارسة الاضطهاد، تقمص مواطن بلغاري دور الصياد لاقتناص اللاجئين ومنعهم من اللجوء إلى أوروبا.
تجهد الدول الأوروبية في وضع حزمة من الإجراءات والتدابير لمنع تدفق اللاجئين نحو القارة الأوروبية، لكن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية سلطت الضوء على مبادرات البعض لمنع اللاجئين من التسلل إلى أوروبا حتى وإن كانت بصفة لا إنسانية.
“دينكو فاليف” بلغاري يبلغ 29 عاما نصب نفسه “صيادا للاجئين” على طول الحدود التركية البلغارية، وتحديدا بمقاطعة يامبول جنوب شرق بلغاريا المتاخمة لتركيا، وما يثير الاستغراب أن دينغو البلغاري كلف نفسه بمهمة ملاحقة طالبي اللجوء غير الشرعيين معتمدا على عربتين مدرعتين للمناطق الوعرة، واستخدام الكلاب لتتبع وقنص اللاجئين.
ويتحدث دينكو عن مهمته بفخر واعتزاز معربا عن أمله بأن تقوم الحكومة البلغارية بتمويل عمليات إلقاء القبض على اللاجئين، معتبرا أن ما يقوم به مجرد نشاط رياضي، ولا يمكن وصف الرياضة بالعنف، فأنا أقوم بالخدمة العامة، وبنفس الوقت أحمي بلغاريا، على حد تعبيره.
ويسترسل دينكو في الحديث بالقول: إن أي مهاجر يعبر الحدود من تركيا سوف يتم اعتقاله، وبحسب البلغاري فإن جميع المهاجرين هم “إرهابيون”.
وكشف البلغاري أن مواطنين بلغار ساندوه في مهمته، وتطوعوا للعمل معه في اصطياد اللاجئين، وقام البعض باستخدام الخيول وكلاب الصيد، لتقفي أثر اللاجئين والقبض عليهم، وتسليمهم لاحقا للشرطة.
وفي مقابلة تفزيونية، روى الصياد البلغاري بداية مهمة القبض على اللاجئين، زاعما “أنه وقع ضحية لهجوم حيث حاول بعض اللاجئين سرقة دراجته وهم يهتفون باسم الله”.
عمليات الصيد التي يقوم بها البلغاري دينكو أثارت استياء المنظمات الحقوقية ومن بينها منظمة هلسنكي لحقوق الإنسان، وهي منظمة أوروبية غير حكومية وغير ربحية، لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف البلدان ومنها بلغاريا.
إذ اعترضت المنظمة على ما يقوم به “دينكو” ورفاقه وصنفت تصرفاتهم بالعمليات “الإجرامية”.
ونقلت المنظمة عن أحد الشهود قوله إن دينكو روع مجموعة من اللاجئين السوريين بينهم أطفال ونساء وأجبرهم على الانبطاح أرضا لمدة نصف ساعة مع تهديدهم بالقتل.
وأضاف الشاهد في رسالته بحسب المنظمة أن البلغاري يسعى لزيادة عدد المنضمين إليه، كذلك يعمل على تشويه صورة اللاجئين بين البلغاريين، ويسعى للقبض على أكبر عدد منهم، ويعمل على أن تمول الدولة أعماله ماديا.
وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ من انتشار مجموعة يجري تنظيمها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتأييد ممارسات دينكو، وقالت إنه أمر مخيف حيث حصل دينكو خلال بضع ساعات على أكثر من 2000 مؤيد حتى الآن.
ورصدت المنظمة تعليقات بعض المؤيدين لدينكو بينها من كتب: “نحن لا نملك حكومة تحمي البلغاريين، حان الوقت لنتوحد، وأنا فخور بما يقوم به دينكو”.
وبالرغم من الضجيج الإعلامي حول قناص اللاجئين دينكو وظهوره المتكرر في الوسائل الإعلامية المحلية، إلا أن الشرطة لم تقم بأي إجراء ضده، ولكن وزير الداخلية البلغاري طالب السكان المحليين بالإبلاغ عن أي أنشطة غير قانونية.
سيريان تلغراف