موسكوفسكي كومسوموليتس : الهدنة في سورية إلام ستؤدي في نهاية المطاف ؟
تطرقت صحيفة “موسكوفسكي كومسموليتس” الى اتفاقية وقف اطلاق النار في سوريا، مشيرة الى ان عددا من المجموعات المعارضة وقع على الاتفاقية وقبل المشاركة في الحوار الوطني.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان عدد المجموعات المعارضة التي وقعت على اتفاق وقف اطلاق النار والمشاركة في الحوار الوطني بلغ 35 مجموعة.
وعلى الرغم من ان سريان مفعول اتفاقية وقف اطلاق النار في سوريا بدأ في 27 فبراير/شباط الماضي، إلا أن الاتفاقية تنتهك يوميا، في حين تلقى محاولات روسيا خلق ساحة للحوار السياسي ترحيبا في داخل سوريا وخارجها. ويجب القول إن الحوار الدبلوماسي هو عموما افضل بكثير من اصوات المدافع، رغم عدم وضوح النتيجة النهائية لهذا الحوار.
وقد افتتحت وزارة الدفاع الروسية في قاعدة حميميم مركز مصالحة لاستلام المعلومات عن انتهاكات اتفاقية وقف اطلاق النار وتحليلها، كما تجري لقاءات مع المجموعات المعارضة المستعدة لوقف اطلاق النار والمشاركة في الحوار الوطني، إضافة الى تنظيم عمليات توزيع المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المفاوضات جارية مع زعماء اربع مجموعات مسلحة تنشط في مناطق درعا ودمشق وحماة. كما تم الاتفاق مع رؤساء 42 بلدة بشأن المصالحة. ولكن انتهاك اتفاقية وقف اطلاق النار في سوريا يجري يوميا وخاصة في ادلب وحماة وحلب.
يقول مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيمون باغداساروف ان الأوضاع في سوريا بعد وقف اطلاق النار لا تزال معقدة “فاتفاقية وقف اطلاق النار وقعت حاليا مع مجموعات صغيرة، مهمتها حماية بلداتها او مناطق معينة. هذه المجموعات يصل عددها في سوريا الى حوالي 1200 مجموعة. وهذه المجموعات المتفرقة ليس لها ذلك التأثير المطلوب”.
ويضيف: إن اتفاقية وقف اطلاق النار لا تشمل أكبر مجموعتين وهما “داعش” و”جبهة النصرة” اللتين يقدر عدد مسلحيهما بـ 70 بالمائة من مجموع مسلحي المعارضة في سوريا. كما ان مجموعات كبيرة أخرى لم تدرجها الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الارهابية مثل “احرار الشام” و “جيش الاسلام”، لا تزال مترددة في موقفها وليس ثمة اي اتفاق واضح معها.
ويقول: “خلال أسبوعين ستعزز المجموعات مواقعها، وقد بدأت الولايات المتحدة وروسيا تبادل الاتهامات بشأن من يحاول افشال الهدنة. الوضع معقد ومربك”.
ويؤكد باغداساروف انه التوصل الى اتفاق مفصل مع الاطراف المتنازعة يفترض صياغة معادلة واضحة وهي: كيف ستكون سوريا بعد انتهاء جميع المفاوضات. “حاليا بدأ الحديث عن سوريا فيدرالية. كما أن هناك اصواتاً عديدة تدعو الى منح الأكراد الحكم الذاتي. وإذما تمت مناقشة هذه المسألة فأنا متأكد من أن الدروز والسنة وغيرهم سوف يطالبون بمنحهم الحكم الذاتي”.
وان الهدنة المؤقتة ليست هي حسب قوله الهدف المنشود، فيجب ان ندرك ونفهم الى ماذا ستؤدي هذه الهدنة، وماذا ستجني روسيا منها. هنا الأسئلة أكثر من الأجوبة.
سيريان تلغراف