الصحف العالمية

نيزافيسيمايا غازيتا : المصالحة على الرف

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى تهديد تركيا والمملكة السعودية باستمرار قصف سوريا، مشيرة إلى أن هذا احد الأسباب المعرقلة للتسوية السلمية.

جاء في مقال الصحيفة:

اجتمعت مجموعة العمل الدولية (روسيا والولايات المتحدة والبلدان الأعضاء في مجموعة دعم سوريا)، يوم 19 فبراير/شباط الجاري في جنيف، لمناقشة “طرائق” وقف اطلاق النار في سوريا. ولكن تنفيذ اتفاق ميونيخ لم يعد ممكنا، ليس فقط بسبب الأعمال العدوانية التركية، بل ايضا بسبب نهج بشار الأسد الذي يتعارض مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا.

المصالحة-على-الرف

بعد العمليات الارهابية التي وقعت في تركيا، كثفت أنقرة من قصفها لمواقع وحدات الحماية الكردية في سوريا، وأرسلت فصائل من المرتزقة الى داخل الأراضي السورية. وقد حذر رئيس وزراء تركيا أحمد داود اوغلو روسيا من مغبة تنفيذ عمليات إرهابية جديدة من قبل وحدات الحماية الكردية، داعيا الى اعتبارها منظمات إرهابية.

من جانبها أخذت وحدات الحماية الكردية التهديد التركي بالتوغل في الأراضي السورية على محمل الجد، فقد صرح ممثل كردستان سوريا لدى موسكو رودي عثمان لوكالة بلومبيرغ قائلا بأن روسيا وعدت بالدفاع عن شعبه إذا قامت تركيا بعمليات حربية برية. واضاف: الغزو التركي سيتحول الى “حرب واسعة النطاق” لأن روسيا تنوي حماية ليس فقط الأكراد، بل وحدة الأراضي السورية أيضاً.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قد اعلنت خلال مؤتمرها الصحفي الدوري، أن أي غزو لأراضي دولة أخرى أمر غير قانوني، وقالت “اعتقد ان هذه حقيقة بديهية”.

وتشير صحيفة فايننشال تايمز الى أن بإمكان السعودية أن تخلط الأوراق أكثر. السعودية تدرس إمكانية القيام بغزو بري لسوريا بدعم من الأردن في منطقة الحدود الجنوبية – الشرقية لسوريا.

من جانبها اعلنت وكالة رويترز استنادا الى تصريحات الجنرال تشارلز براون أن هناك قوات امريكية ترابط في سوريا، وقد أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية الجانب الروسي بمواقع مرابطة هذه القوات الخاصة وطلبت عدم مهاجمتها.

ولكن لا يمكن التقليل من جهود مجموعة العمل التي اجتمعت في جنيف. يقول رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو: “لم يتضمن اتفاق ميونخ آلية المصالحة. لأنها لم تكن قد صيغت بعد. أي ان هذا الاتفاق هو – بروتوكول نوايا. ويوم أمس ناقشت مجموعة العمل آلية وقف إطلاق النار، وليس مستبعدا ان تتوصل المجموعة في النهاية الى طريقة تسمح بتنفيذ المصالحة على ارض الواقع”.

أما الرئيس السوري بشار الأسد فإنه ينوي الاستمرار في محاربة المتمردين، حتى النصر النهائي. مما اضطر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الى إعلان ان هذه التصريحات، تتعارض والجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا. وقال: “لقد دخلت روسيا هذه الأزمة بجدية، سياسيا ودبلوماسيا وحربيا”.

وحسب رأي الخبراء، لا يستوجب اعطاء اهمية كبيرة لتصريحات الأسد. ويشير إيغناتينكو الى ان ” الأسد صرح بذلك عبر التلفزيون المحلي موجها كلامه الى انصاره. أي ان هذه التصريحات هي من باب الدعاية السياسية والشعارات التي لها علاقة غير مباشرة بالحرب. تسوية الأزمة شيء وما قاله الأسد شيء آخر، وما يفكر به شيء ثالث”.

ان تصعيد النزاع في الشرق الأوسط تسبب في صعوبة استمرار لقاءات فيينا. فإذا كان الممثل الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا قد أعلن بأن الجولة الجديدة من المفاوضات بين أطراف النزاع في سوريا ستنعقد في 25 فبراير/شباط الجاري أو حتى قبل هذا التاريخ، فإنه الآن أعلن أن استئناف المفاوضات في موعدها المعلن سابقا سيكون من الصعوبة بمكان.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock