الرئيس الأسد : الصراع مع سوريا لا عليها .. سنواصل ضرب الإرهاب ولست أنا من يتخلى عن مسؤولياته
أكد الرئيس بشار الأسد بأن سوريا ستبقى عربية التوجه في وجه مؤامرات الآخرين، لافتا إلى أن الأحداث التي أصابت الوطن أدمت قلب كل سوري وفرضت ظروفا تمثل لنا جميعا امتحانا جديا في الوطنية.
وفي خطاب له من على منبر جامعة دمشق، أكد الرئيس الأسد أن فصول المؤامرة على سوريا تكشفت ولم تعد خافية على أحد. مشيرا في هذا السياق إلى أن الواقعية والوضوح مع الشعب منذ بداية الأحداث وعدم تبسيط الأحداث كان له دور في تعزيز قدرة الشعب على مواجهة فصول المؤامرة.
وأضاف الرئيس الأسد أن “الأقنعة سقطت عن وجوه المتآمرين وبتنا نعي كيفية عملهم”، لافتا إلى محاولات أعداء سوريا، بمساعدة عشرات وسائل الإعلام التي كانت أداتهم في المؤامرة، لزعزعة الحالة النفسية للسوريين، وكان آخرها محاولة إيهام السوريين بأن الرئيس يتخلى عن المسؤولية… ورد الرئيس الأسد على هذه المحالوات “خسئتم لست أنا من يتهرب من المسؤولية”، مؤكدا أن معرفة السوريين بنقطات ضعف الخصوم “وهي كثيرة” أيضا مكنت سوريا شعبا ومؤسسات على التعامل مع كل مرحلة من مراح الهجمة غير المسبوقة في تاريخ سوريا الحديث.
واستعرض الرئيس الأسد المواقف العربية المختلفة تجاه ما تشهده سوريا والمؤامرة عليها، قائلا إن دولا وفت على الحياد وأخرى لعبت دور الأداة في المؤامرة، وهناك دول أخرى تقف معنا في قلوبها لكن تقول إنها غير قادرة على اتخاذ مويف بسبب “ضغوط خارجية”.
واستطرد الرئيس الأسد بالقول إنه كان من المفترض بالدور العربي المفاجىء هذا ألا نراه في حال تعرضت دولة عربية لأزمة، وإنما نراه في حال تعرضت دولة أجنبية لمشكلة فتعمل دول على تدميرها، لكن هذا ما حصل ضد سوريا للأسف.
وقال الرئيس الاسد “البعض تفاجىء بموقف العرب بعد الوقوف لجانب سوريا، لكن نحن لم نتفاجىء.. فلم يقفوا يوما إلى جانبنا لا في قضية اتهامنا باغتيال الحريري ولا عندما استهدفنا بمسألة الطاقة الذرية.. وحالات أخرى كثيرة”.
وكشف الرئيس الأسد عن أنه هو من طرح فكرة المراقبين العرب أمام وفود عربية، مؤكدا في هذا السياق أن الهم الأكبر للقيادة السورية هو الحفاظ على سيادة سوريا مع الحرص على العمل العربي المشترك، مشيرا إلى أن هناك “أطرافا عربية ادعت حرصها على الشعب السوري ونصحتنا بالإصلاح وهم لايدركون معنى الإصلاح، وعندما بدأنا بالإصلاح ارتبكوا وبدأوا التصعيد”.
وذكر الرئيس الأسد بأن أول برلمان سوري عام 1919، فيما هؤلاء لايملكون برلمان حتى اليوم “فعلى من ينظرون؟!”.
وأكد الرئيس الأسد “أنا لم أغضب من موقف الدول التي دخلت في المؤامرة، فهم ليسوا إلا أدوات وصراعنا مع من يحكمهم”. وقال الرئيس الأسد أن الدول العربية تاريخيا لاسيادة لها ولم تحقق يوما طموح شعوبها أو تستعيد حقوق العرب المغتصبة، مستائلا “هل استعادت الجامعة حقا لشجرة انتزعتها اسرائيل في أرض فلسطين أم هل أطعمت جائعا في الصومال.. أم.. أم.. أم؟!”.
وشدد الرئيس الأسد على أن سوريا هي قلب العروبة النابض “فلا عروبة دون سوريا.. وأقول لكم أن الكثير من العرب اليوم لديهم هذه القناعة . العروبة بالنسبة لسوريا ليست شعارا وإنما هي هم واهتمام”، داعيا إلى “مراجعة التاريخ والشواهد كثيرة فإن حاول بعض العرب تعليق عروبتنا بالجامعه فهم يعلقون عروبة الجامعة وليس عروبة سوريا.. فالعروبة تاريخ وليست قرار سياسي أو موقف يشترى بالمال”.
وتابع الرئيس الأسد أن الجامعة تتساهل مع ممارسات إسرائيل وحين طالبنا بتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل لم يرتضوا.. فهم يريدون وضع سوريا مكان إسرائيل وأن يقاطعوها.
وأكد الرئيس الأسد أن سوريا لم ولن تغلق الباب أمام أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة سوريا وقرار شعبها، مضيفا أن الوطن العربي يرتكز على دعامتين رئيسيتين هما العروبة الإسلام.. كلاهما عظيمين ولا يمكن تحميلهما وزر ممارسات البعض.. وكما رفضنا تعميم أخطاء بعض المسؤولين السوريين على الكل يجب ألا نعمم ممراسات البعض على العروبة والإسلام… وأنه يجب ألا نفعل كما الغرب عندما عمم حربه على الإسلام بدلا عن الإرهاب، كذلك لا يمكن أن يعمم على دين المسيحية دين المحبة والسلام.
ولفت الرئيس الأسد إلى ما يطرح حول “سوريا أولا” مشيرا إلى أن هذا الطرح صحيح لكنه لا يعني أبدا “سوريا فقط… فنحن ننتمي لسوريا ثم للعروبة والانتماء لسوريا لايمنع انتماءنا للعروبة، فالعلاقة بين سوريا والعروبة وثيقة فما يربطهما تاريخ ومستقبل وصمالح وليس رومانسيات”.
وقال الرئيس الأسد: “البعض هو مستعرب ولا يمكن تعميم عاره على العروبة، فهي حالة حضارية من حيث اللغة والمصالح والدين والتاريخ والآمال المشتركة بين شعوبها، والعروبة تحمل قدرا كبيرا من الغنى وهي ليست معزولة بل تنفتح على الجميع، فمن صنع العروبة ليس العرب فقط، ولا يصح اتهام العروبة بالشوفينية بل هي فعل منفتح بشكل كبير”.
وحول طبيعة الأحداث التي تشهدها سوريا، أكد الرئيس الأسد أن التعامل مع ما تشهده سوريا يكون من منبع التعقل لإرادة الفعل ومن مبدأ المسؤولية لا مبدأ الهروب من الواقع… ولا يمكن إحداث الإصلاح بمعزل عما يحدث على الأرض.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن هناك من يكون منفعل بالأحداث فيطالب بأي حل، وهذا لا يصح.. نحن نعمل على خطين: الإصلاح ومكافحة الإرهاب الذي توسع وجوده.
وشدد الرئيس الأسد على ضرورة عدم ربط القرارات الإصلاحية بالأحداث على الأرض.. متسائلا: هل إذا تم الإصلاح سيتوقف الإرهاب ويتغير الموقف الخارجي؟، مضيفا: “أقول لك أبدا… فهناك من أتى منذ البداية يطالب بتنازلات سياسية لتغيير الموقف وهذا أيضا لن نرضى به”.
وأكد الرئيس الأسد أن قرار الإصلاح الداخلي في سوريا بدأنا فيه قبل أن يكون هناك أية ضغوط خارجية في هذا الشأن أو أحداث ميدانية في الداخل السوري.. لهذا يجب ألا نربط الأمرين ببعضهم كي لا نحصل على إصلاح مبتور وعندها نعطي القوى الخارجية مبررا للتدخل من هذا المنطلق.
وذكر الرئيس الأسد بحديث الإصلاح الذي جرى تحدث عن برنامج زمني له منذ حزيران العام الماضي… لا فتلا إلى أن حالة الطوارىء تم رفعها بقرار “انتقدنا عليه بعض السوريين بأنه يجب ألا يتخذ مثل هذا الموقف.. وأن رفع حالة الطوارىء تحتاج لتأهيل أجهزة الأمن و الشرطة وبمثل هذه الظروف من المستحيل تأهيليهم لأنه في مثل هذه الحالة لن يكون هناك ضبط للفوضى وستتضاعف الأخطاء عشرات المرات. وأضاف الرئيس الأسد بأنه من الضروري أن نميز بين الأخطاء والقتل، وأنه تم إلقاء القبض على عدد محدود ممن ينضوون لجهاز الدولة لكن العدد محدود لارتباطه بوثائق… مؤكدا أنه يجب عدم إطلاق النار على أحد وفقا للقانون إلا عند الاشتباك مع إرهابيين.
وبالنسبة للأحزاب، أكد الرئيس الأسد أنه ظهر ترخيص لأول حزب وهناك حزب آخر استكمل شروطه وقد يصدر ترخيص له اليوم… نحن لا نشكل أحزاب ونمارس نشاطات نيابة عن أحد لذلك الأمر يحتاج إلى زمن.
وبخصوص الإدارة المحلية، أشار الرئيس الأسد إلى أن انتخاباتها جرت في ظروف استثنائية لذلك لم تحصل بالحالة المثالية، وأنه كان هناك رأي لتأجيلها، لكن كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن تقييمه إلا إذا كان هناك منافسة بالترشيح والانتخاب.
وحول قانون الإعلام، ذكر الرئيس الأسد بأن القانون بات جاهزا للتنفيذ وهناك طلبات تحت ا لتأسيس.
وحول قانون الانتخاب، أكد الرئيس الأسد أن الفيصل به هو صندوق الانتخاب وهذا أمر محسوم.
وحول قانون محاربة الفساد وهو الأهم، أكد الرئيس الأسد بأنه أعيد موضوع هيئة التفتيش من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة التي عليها أن تراقب أداء الدولة بشكل عام وأنه لامكن أن تتم مكافحة الفساد دون تنظيم الإدارة للدولة. ولفت الرئيس الأسد غلى أن ضم هيئة التفتيش مع مكافحة الفساد يحتاج إلى مناقشة قبل إصدار القانون، مشيرا إلى أنه من السهل على الدولة مكافحة الفساد على مستويات عليا لكن أداءه على مستويات دنيا يحتاج لمساعدة شعبية إضافة لمساعدة وسائل الإعلام.. فالأمر يحتاج لوعي شعبي.
أما عن الدستور، فأكد الرئيس الأسد بأنه سيقول صراحة أن مصدر السلطات هو الشعب وسيقر التعددية السياسية والحزبية.
أما عن حكومة الوحدة الوطنية، فأكد الرئيس الأسد أنها تحدث عندما يكون هناك انقسام وطني ويكون هناك أمراء طوائف وأمراء حرب ونحن ليس لدينا هذا الأمر في سوريا، وإنما لدينا خريطة سياسية جديدة، وهناك من يركز على دخول هذه الأطراف من المعارضة أو تلك.. وأنا أقول أننا سندخل هذه الأطراف وأطراف أخرى كالوسط… لا أعرف ما أسمي هذه الحكومة، لكنها تحمل كل التسميات. لافتا إلى “أننا بدأنا مشاورات مع الأطراف المختلفة ولقينا تجاوبا كبيرا”.
أما حول ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، قال الرئيس الأسد أن الأنسب هو الاستفتاء، حيث سيتم الاستفتاء أولا على الدستور في أوائل آذار، وبعدها سيتم انتخابات لمجلس الشعب، ولجدول الزمني مرتبط بالدستور ولذلك أتوقع أن يكون في أيار أو حزيرا حسب الدستور وإقراره.
وبالعودة للحكومة، أكد الرئيس الأسد أن المعارضة حالة مؤسساتية وهي ترتبط بالانتخابات.. الآن لا يوجد انتخابات فكيف نحدد المعارضة!
الآن سنحدد معايير خاصة وليست شعبية، سنحدد أن المعارضة هي الوطنية وليست من تتعامل مع الخارج أو من يتعاملون سرا مع الخارج والآن حددنا من هم المعارضة الوطنية، وليسموا الحكومة المنبثقة ما شاؤوا.
أما عن الحديث عن شكل الحكومة سياسية أو تقنية، وهناك من طرح حكومة سياسية مصغرة لكن لا يمكن للسياسي أن يقود أورا تقنية، فالحل الأنسب هو حكومة موسعة تضم الجانبين السياسي والتقني لكن دائما النقاش هو الحكم.. والأقرب هو هذا الشكل.
وحل الحوار الوطني.. أكد الرئيس الأسد أن الأفضل كان حوارا موسعا ثم حوارا مركزيا، لكن حسب المطالب بدأنا بالحوار المركزي فكان ذلك.. ثم بدأ حوار موسع وكان مفيدا جدا، والآن هناك مطالب بالحوار المركزي من جديد، ونحن مستعدين لحوار من يريد إن كان ذلك حقيقيا وعلنيا فهناك من يريد أن يحاور بالسر وهذا غير مطروح فكل من لديه وجهة نظر ليطرحها للحوار ونحن جاهزون لذلك.
وأكد الرئيس الأسد من يتحدث عن تغييرات في الدولة فأقول لهم نعم التغييرات بدأت من خلال الإعلان عن المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي والحكومة الجديدة المطعمة.
وأكد الرئيس الأسد أن سوريا تحتاج كل أبنائها الصادقين دون النظر إلى انتماءات السياسية، ومن يتحدث عن سوريا جديدة نقول له أننا أمام سوريا متجددة وليست جديد.
وقال الرئيس الأسد أن الأشهر الـ10 الأخيرة بكل مآسيها كانت مفيدة، حيث أثبت الشعب السوري قدرته على سبق الآخرين ليس مئات الأعوام بل آلاف الأعوام… ونحن نيريد أقصى حد من الايجابيات ولا نريد الجهل والسلبيات.
الآن نحن ننتظر الدستور الجديد لكن حتى بعد ذلك تستمر عملية التجدد فهناك ثغرات في القوانين يمكن أن تصحح من جديد.
وبالعودة للسياسة، أكد الرئيس الأسد أن الصراع ليس على سوريا بل الصراع هو مع سوريا وما نشهده من سايكس بيكو جديد خطط له منذ عشرات السنوات بهدف إيجاد سوريا منشغلة بذاتها وتصفية قضية فلسطين. فهم أرادوا أن يغيروا قناعاتنا بالإيمان بالمقاومة لكنهم فشلوا وسيفشلون فعندما لم يتمكنوا من ذلك من الخارج وجدوا في الداخل الحل لتنفيذ مأربهم.
وأكد الرئيس الأسد أن الدولة السورية لن تتساهل مع الإرهاب فلا مهادنة مع من امتهن الإرهاب وسوريا شعبا وحكومة ستضرب على الإرهاب بيد من حديد، وبمقدار ما علينا أن نضرب الإرهابيين علينا أن نستعيد من وقع في طريق الخطأ ونفتح لهم مجال العودة للمواطنة حفاظا على الاستقرار…. هذا ما مادفعنا لإصدار قرارات العفو عن كثيرين ومن اعتقد أن هذه القرارات زادت المشكلة انوا مخطئين فهذه الخطوة ساعدت على إعادة من انحرف عن الطريق إلى صوابه.
وقال الرئيس الأسد: حاورنا كل القوى إلا من تمرس الإجرام، فناك من أجوم بحق السوريين ووقف ضد الدولة وعاد إلى السكة الصحيحة.. لكن هناك من اصيب بالعمى العقلي ويعتقد إلى الآن أنه “ثائر”… وتساءل الرئيس الأسد: هل يمكن للثائر أن يكون لص ومخرب يغتال شخصيات ويعتمد الغدر في ممارساته؟! هل يمكن لمن يدعي أنه ثائر أن يمنع التعليم عن المدارس والجامعات؟!
في بعض المناطق التي منع فيها البعض التعليم خاطر المسؤولون عن العملية التربوية بحياتهم لاستمرارها، مشيرا إلى أنه حتى نهاية 2011 كان هناك أكثر من 30 شهيد من المؤسسة التربوية وحرق أكثر من 1000 مؤسسة تربوية من مدارس وغيرها… وتساءل الرئيس الاسد مجددا: هل يمكن أن يكون هناك ثورة ضد العلم والمواطنة… هل يمكن أن يمنع “الثائر” عن المواطن الغاز والمازوت والأدوية ويحرق المعامل ويعمل لمصلحة العدو؟
وقال الرئيس الأسد: ثائر وخائن معا غير منطقية… ولو كان هناك ثائر حقيقي لكن أول الناس الذين يقفون معه.
وعن السؤال الذي يطرحه الكثيرون من السوريين: متى ستنتهي؟ قال الرئيس الاسد أنه الإجابة عن هذا السؤال تبدو صعبة.. مؤكدا أن المؤامرة قد تنجح عندما يتنازل الشعب السوري عن مبادئه ويمتثل الخنوغ، وعندما تتخلى سوريا عن تاريخها في حرب تشرين ومقاومة العدو الصهيوني ودعم المقاومة، عندما تقبل سوريا أن تسكت عن تهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى، لا أعتقد أن الجامعة العربية تهتم لهذا الأمر.
وتابع الرئيس الأسد.. أعراض المرض لدى بعض الدول العربية لم تظهر إلى الآن لكنها ستظهر قريبا والأمر المحوري هو كرامة سوريا التي ستفشل كل هذه المؤامرة… فكرامتنا أقوى من جيوشهم وستحبط أموالهم وغاياتها.
وأضاف الرئيس الأسد أن المؤامرة ستتوقف عندما يتوقف تهريب السلاح من الخارج ودعم الإرهاب من الخارج…. تنتهي المؤامرة عندما نعود للعقل والحالة الصحية التي كانت تعيشها سوريا دائما.
وأكد الرئيس الأسد أن قوة سوريا موجودة لكن مناعتها انخفضت عندما ضرب الإرهاب أرضها وأوجد الفوضى التي انتشرت نتيجة ضعف الوعي الوطني… عندما قلنا مؤامرة قالوا هذا رمي للسمؤولية.. عندما قلنا تهريب السلاح قالوا هذا اختلاف إعلامي، وهذا كله جعل الفوضى تنتشر، لكن الآن تكشف كل شيء ولم يفوتنا القطار… فعلينا الآن أن نلتقي ونبحث خلافاتنا بطريقة مسؤولة، الآن ليس هناك لون رمادي فإما يكون الشخص مع سوريا أو ضدها وهكذا يكون الحل.
الحل يكون بوقوف الجميع ضد الإرهاب وعلى المقلب الآخر، أن يقف الجميع أيضا مع الإصلاح… كلنا التمس استياء وقلق وغضب الناس.. طالب السوريون بالحسم وهذا قرار موجود أصلا.. لكن الدولة حريصة على دماء كل السوريين الأبرياء وهنا كان العائق فهم تغلغلوا في كل الأمكنة ولا يمكن ضرب الأمكنة..
ولفت الرئيس الأسد إلى تعاون أهالي بعض المناطق التي تدخل الجيش لضرب الإرهاب فيها، حيث قام أهالي تلك المناطق بتشكيل فرق أهلية لحماية جنبات الجيش من هؤلاء الإرهابيين وهذه الطريقة هي تفيد جدا… اي مساعدة المواطن للدولة.
وحول فكرة المصالحة الوطنية قال الرئيس الأسد: المصالحة حالة ضرورية لكن هذه الخطوة تتخذ عندما يكون هناك شعور شعبي بأن الوقت قد حان لها فهي ليست قرار يتخذه رئيس الجمهورية لكن أقول لكم أننا بدأنا الاقتراب من الوصول لهذه المرحلة مع حسم الحالة الميدانية مع الإرهابيين على الأرض.
أما من يبث فكرا انهزاميا فقد خاطبه الرئيس الأسد بالقول: لا مكان لمثل هؤلاء بين السوريين، فليس سوريا من يبيع شرفه وعرضه بالمال وهذا ليس شعارا فحسب، فسوريا لم يهمها المال يوما وهي أطعمت دولا عربية في زمن العجاف وهذا حدث مع 4 دول عربية في السنوات القليلة الماضية حيث شاركت سوريا قمحها مع هذه الدول، وأقول أن سوريا مرت بظروف أصعب بكثير مما تعيشه الآن لذلك لا يخاف أحد لكن من الضروري ألا تظهر طبقة محتكرة في هذه الظروف حيث تنشط وتتسلق على مصالح الشعب وهنا تكون مهمة الدولة ووجهنا بحزم لذلك.
أما من الجانب الإقتصادي فقال الرئيس الأسد: التركيز على الصناعات المتوسطة ضروري جدا، فهذه الصناعات لا تتأثر بالحصار الخارجي ولعل أهم هذه الصناعات هي الصناعات الحرفية التي لم نكن نوليها اهتماما كبيرا أما الىن فقد اختلف الوضع، حيث كنا مهتمين بالزراعة والآن أضفنا الصناعات الحرفية إضافة للزراعة الدعومة أساسا.
واستطرد الرئيس: عندما تنخفض الليرة ترتفع الأسعار لكن هذا ليس سببا رئيسا لارتفاع الأسعار فالإنتاج ومستواه يلعبان دورا رئيسا بتحديد قوة الليرة وهذا يجب أن يتعزز، كما أن مستوى المديونية في سوريا منخفض بما يساعد على الإقلاع بالإنتاج وزيادة قوته ونحن نملك نقاط قوة لا يمكن لاحد محاصرتها.
وبالنسبة للحصار الغربي على سوريا أكد الرئيس الأسد أن: الحصار على سوريا لن ينجخ لأن هناك توجها سوريا منذ 2005 نحو الشرق لأن سوريا أدركت منذ زمن ان الغرب لن يغير طبيعته الإستعمارية، والآن سوريا “تسبح” تجاه الشرق، كما يجب على القطاع الخاص في سوريا ان يزيد اعتماده على التعامل الاقتصادي مع العالم الشرقي وأقول أيضا أن كل ذلك يرتبط بالحالة الأمنية التي تشكل أساسا للاقتصاد.
وختم الرئيس الأسد خطابه بالقول: رغم كل الظروف المعقدة ثقتي كبيرة بمستقبل سوريا، فمستقبل سوريا مشرق وهذه الثقة منبعها ما سمعت مما أصدرته حنجر السوريين من تمسك بعزة سوريا وكرامتها وعدم ركوعها أمام عدو تشبث باستهدافها، ثقتي تنطلق أيضا من رجال قواتنا المسلحة “رجال الضمائر الحية” والعزائم الصلبة الذين يحموا تطلعات الشعب ويقدمون التضحيات في سبيلها، وأقول أنهم واقفون على أهبة الاستعداد لحماية سوريا.
وتابع الرئيس: أما دماء شهدائنا ستثمر أمنا وحرية ومستقبلا مشرقا تنعم به سوريا، ودماؤهم جعلتنا أكثر تصميما وتشبثا بكرامة سوريا واستقلالها.
وفي نهاية كلامه وجه الرئيس كلامه لشعب سوريا قائلا: أوجه التحية لكل أبناء شعب سوريا الصامد اتجاه المؤامرات التي تستهدف وحدته وكرامته، بناءً على تصميمكم وإبائكم وكرامتكم يا شعب سوريا أقول سننتصر.