قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الخميس 18 فبراير/شباط إن التصريحات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد لا تنسجم مع الجهود الدبلوماسية لروسيا.
وأكد تشوركين خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “كوميرسانت” وراديو “كوميرسانت إف إم” أنه في الوقت نفسه يعتبر أن هذا مجرد تقييمه الشخصي.
وقال إن “روسيا بذلت الكثير من الجهود في هذه الأزمة، سياسيا، دبلوماسيا وعسكريا ولذلك، بالطبع آمل على الرئيس الأسد أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار”.
لكن تشوركين دعا بالمقابل إلى عدم تهويل تصريحات الرئيس السوري، وقال: “يتصرف الرئيس السوري وفق نظام معين من الإحداثيات السياسية، وهنا أعتقد أننا يجب أن نركز ليس على ما يقوله، مع كامل الاحترام لتصريحات شخص في هذا المستوى الرفيع، بل على ما سيقوم به في نهاية المطاف”.
وقال تشوركين إنه “إذا ما حذت السلطات السورية حذو روسيا بالرغم من التصنيفات السياسية الداخلية وخط الدعاية السياسية التي يجب عليهم العمل بها، فسيكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة بكرامة، لكن إذا ما ابتعدت عن هذا الطريق على نحو ما فسيكون الوضع صعبا للغاية وبالنسبة لهم أيضا”.
وأضاف: “مرة أخرى أقول أن هذه تقديراتي الشخصية”.
وأشار تشوركين إلى أن موسكو لاحظت تغيرا واضحا في لهجة الولايات المتحدة فيما يخص مصير الأسد.
وقال تشوركين: “تستمر أكثر المعارضة الراديكالية في الحديث عن أنه سيكون من الأفضل تعجل الرئيس السوري بشار الأسد في التخلي عن الحكم، لكن الأمريكيين بدأوا مؤخرا بصياغة موقف مختلف خاص بهم، هم يقولون إن على الأسد الرحيل لكنهم يوضحون أن هذا الأمر يجب ألا يتم دفعه بعجلة”.
وأضاف أن السوريين بأنفسهم هم من يجب أن يتفقوا مع بعضهم البعض على هذه النقطة كما ورد ذلك في وثائق (المجموعة الدولية لدعم سوريا وقرارات مجلس الأمن)، مشيرا إلى أنه لم تتم مناقشة هذا الموضوع (رحيل الأسد).
تشوركين: آمل ألا يحدث تصادم بين روسيا وتركيا
وذكر تشوركين أنه لا يدور حديث عن تصادم بين روسيا وتركيا بسبب الوضع في سوريا. وقال : “الحديث لا يدور حول تصادم بين روسيا وتركيا باستثناء الحالة البشعة، عندما أسقطوا (الأتراك) طائرتنا في الأجواء السورية.. آمل عدم حصول تصادم روسي تركي”.
وحول مشاركة الأكراد في المفاوضات السورية، ذكر تشوركين أن على أنقرة دعوة الأكراد للمشاركة في المفاوضات السورية السورية، مشيرا إلى أن ذلك ضروري من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وقال تشوركين: “أصرينا عشية المفاوضات السورية السورية في يناير/كانون الثاني بجنيف على إشراك الأكراد في وفد المعارضة، فمن دونهم لا يمكن الحديث عن مستقبل سوريا، لكن الأتراك عارضوا ذلك بشدة، الأمر الذي اعتبره ببساطة أمرا غير عقلاني”.
وذكر تشوركين أنه إذا ما أرادت تركيا أن يبقى الأكراد في سوريا، بدلا من أن يفكروا في دولة لهم، فيجب على أنقرة تشجيعهم على المشاركة في المفاوضات السورية السورية عكس ما تفعله الآن.
وأضاف: “لكن تركيا فعلت ما أرادت وهم الآن قلقون جدا من أن ينتزع أكراد سوريا مساحة موحدة وينسقون فيما بعد بطريقة ما مع الأكراد في تركيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج جيوسياسية خطيرة”.
وأكد تشوركين أن روسيا تحترم الأكراد، لكنها في نفس الوقت تدعو إلى وحدة الأراضي السورية والعراقية.
وقال تشوركين خلال إجابته عن طبيعة الموقف الروسي تجاه إنشاء دولة كردية: “يجب أن أقول إنهم (الأكراد) حصلوا بالفعل في العراق، على مساحة خاصة بهم، وهم الآن على الأرجح يعيشون بشكل مريح أكثر من بقية البلاد، بمعنى أننا مع أن يحصل الأكراد على بعض احتياجاتهم ..، لكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى تفكك الدول، لأن عكس ذلك يعني تفاقم الأزمة”.
سيريان تلغراف