آثار سورية في مخيم الزعتري بالأردن
تعكف مجموعة من الفنانين السوريين بمخيم الزعتري في الأردن على نحت نماذج مصغرة من المعالم الأثرية التي دمرتها أيدي تنظيم “داعش”، من خلال مشروع أسمته المجموعة “سوريا تاريخ وحضارة”.
وهذه النماذج المصغرة من صروح سوريا المعمارية الأثرية التي لم يتوان عناصر التنظيم الإرهابي عن تدميرها وتدنيس تاريخها، جاءت ضمن مشروع ترعاه الأمم المتحدة ومؤسسة التنمية والإغاثة العالمية في محاولة للحفاظ على الهوية السورية وحماية التراث.
ووفقا لتقرير نشره موقع “بزفيد” الأمريكي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني، أكد منسق المشروع أحمد الحريري “أن الآثار المدمَرة خسارة كبيرة للعالم بأسره وليس لسوريا فحسب.. هدفنا تعريف الشعب السوري بآثاره، ولعل الرسالة الأهم هي وقف الحرب”.
وقال الحريري في مدونة نشرها موقع الأمم المتحدة، إن أهمية المشروع تكمن في أن أطفالاً سوريين بمخيم الزعتري “لم يروا سوريا، وليس لديهم ذكريات عنها، ويعرفون عن الأردن أكثر مما يعرفونه عن بلدهم”.
الفنان السوري أحمد الحريري البالغ من العمر 25 عاما كان مدرسا لمادة التربية الفنية قبل لجوئه إلى الزعتري عام 2013، ولم يعتقد آنذاك أن بإمكانه مواصلة العمل بالمخيم، غير أنه أدرك لاحقا أن الأمر(اللجوء) سيستغرق سنوات وليس مجرد أسابيع.
المشروع الهادف ضم العديد من الأعضاء على غرار إسماعيل حريري البالغ من العمر 44 عاما، وهو فنان آخر في المجموعة، كان مترددا في الانضمام منذ البداية، غير أن التجربة ساعدته على استعادة عشقه للفن واستكشاف مهاراته من جديد.
وكان إسماعيل يعمل في الهندسة والتصميم الداخلي قبل الحرب. ثم انتقل إلى مخيم الزعتري مع زوجته وأطفاله السبعة عام 2013.
وأشار إلى أن قطعته المفضلة في المشروع هي البوابة النبطية التي نحتها من حجر بركاني في المخيم، لأن هذا الحجر هو بالفعل الحجر الأصلي الذي نحتت البوابة منه.
ويستغرق عمل النموذج من 15 يوما إلى 3 أشهر لإتمامه، بحسب الوقت المتاح والأدوات المتوافرة. ويتكون الفريق من 8 فنانين يشكّلون المرحلة الأولى من المشروع.
أما الخطوة التالية فستكون العمل على نماذج طبق الأصل من تقاليد شعبية سورية، وتجسيداً لـ”جحيم الحرب”.
يذكر أن عناصر تنظيم “داعش” قد دمّروا، في أغسطس/آب 2015، بعض معالم مدينة تدمر التاريخية وأعدموا خالد الأسعد، أحد أهم علماء آثار سوريا، الذي كرّس حياته لدراسة المدينة الأثرية وعمل فيها لمدة 50 عاماً.
وأدرجت المدينة القديمة على لائحة اليونيسكو لمدن ومواقع التراث العالمي، حيث كانت تدمر أهم مراكز الإشعاع الحضاري والثقافي في العالم خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين.
سيريان تلغراف