تحقيقات وتقارير

ثمن الحرب على “داعش” من المدنيين

ذكرت مصادر إعلامية أمريكية أن البنتاغون قرر الاعتراف بأن حصيلة غاراته في العراق وسوريا من المدنيين أكثر بـ6 أضعاف وتبلغ 35 بينهم 21 قتيلا.

وأوضح موقع “بيلي بيست” الإخباري الالكتروني أن الجيش الأمريكي كان يعترف بقتل 6 مدنيين أبرياء فقط خلال غارتين وذلك منذ انطلاق الحملة العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” لإرهابي في خريف عام 2014.

لكن البنتاغون أعلن الأسبوع الماضي عن مقتل 8 مدنيين وإصابة آخرين في 5 وقائع جديدة في الفترة الممتدة من الـ12 أبريل/نيسان الماضي إلى الـ4 من يوليو/تموز.

آثار-غارات-جوية-في-سوريا

وقال الموقع إن البنتاغون سيعلن الجمعة عن 5 وقائع أخرى، وفي القريب العاجل عن 4 وقائع إضافية.

وذكر الموقع الإخباري أنه بذلك يدور الحديث عن إقرار واشنطن بـ 14 واقعة جديدة أسفرت عن قتل أو إصابة مدنيين في سياق غاراته في العراق سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع لـ”ديلي بيست” إن الوقائع الجديدة الـ14، أدت إلى 15 حالة وفاة على الأقل و14 إصابة.

لكن هذه الحصيلة المتدنية تثير تساؤلات حول مدى تناسبها مع الواقع، نظرا لتوجيه الجيش الأمريكي ما يربو عن 7500 ضربة جوية منذ اندلاع الحملة العسكرية قبل 17 شهرا.

وأصر المسؤول الأمريكي الذي تحدث لـ”ديلي بيست” على أن الوقائع الـ14 المذكورة لم تؤد إلى مقتل أطفال، علما أن أطفالا كانوا بين ضحايا الواقعتين الأولى والثانية في العراق وسوريا اللتين تبناهما الجيش الأمريكي سابقا.

وأوضح الموقع أنه بذلك تبلغ حصيلة القتلى في صفوف المدنيين في العراق وسوريا جراء الغارات الأمريكية 21 قتيلا، وأعاد إلى الأذهان أن البنتاغون أعلن في الـ28 من أغسطس/آب الماضي أنه كان يحقق آنذاك في 71 واقعة قيل أنها أسفرت عن سقوط مدنيين.

ولفت “ديلي بيست” إلى أنه على الرغم من إصرار واشنطن على بذلها الجهود القصوى من أجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، إلا أنه من الصعب للغاية تلقي تأكيد مستقل لمثل هذه الحصيلة المتدنية.

وحسب المسؤول الأمريكي المذكور، تعتمد إحصاءات البنتاغون حول مقتل وإصابة المدنيين على شهادات الطيارين أنفسهم الذين أدركوا بعد توجيه الضربات أنهم أخطأوا، لكن الوضع في مناطق القتال يبقى خطيرا للغاية ولا يسمح بنشر أي مراقبين مستقلين للتحقق من جميع الادعاءات المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين.

وأعاد الموقع إلى الأذهان أن واشنطن بعد إطلاق حملتها العسكرية في العراق وسوريا كانت ترفض لأشهر طويلة الإقرار بمقتل مدني واحد جراء غاراتها.

ونفذت الطائرات الأمريكية منذ بدء الحملة ضد “داعش”، حسب المعلومات المتوفرة، 7551 غارة في العراق وسوريا، فيما نفذ التحالف الدولي بالكامل 65492 طلعة قتالية، ولم تتوفر حتى الآن أي معلومات رسمية عن مقتل مدنيين جراء معظم تلك الطلعات.

أما روسيا فأعلنت في الـ15 من يناير/كانون الثاني أن طائراتها منذ الـ30 من سبتمبر/أيلول الماضي، نفذت في سوريا 5662 طلعة قتالية.

وتنفي وزارة الدفاع الروسية نفيا قاطعا جميع الاتهامات المتعلقة بقتل مدنيين جراء الغارات الروسية، مؤكدة أن كافة الضربات في سياق العملية الجوية الروسية توجه إلى أهداف تقع بعيدا عن أي منشآت مدنية بعد التحقق بدقة من إحداثيات الأهداف.

وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن الطيارين الروس يمتنعون عن توجيه ضربات إلى مواقع الإرهابيين في حال كان هناك خطر، ولو ضئيلا، خوف إلحاق الضرر بالمدنيين.

 وأضاف كوناشينكوف خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الروسية الجمعة 15 يناير/كانون الثاني قائلا: “في حال وجود خطر سقوط ضحايا مدنيين، يمتنع سلاح الجو الروس حتى عن التخطيط لتوجيه ضربات إلى مثل هذه الأهداف، أما التحالف الغربي فيعتبر مقتل 49 مدنيا أمرا قليل الأهمية”.

 وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أن مراسلة “CNN” باربرا ستار العاملة في البنتاغون نقلت عن ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن القيادة العسكرية الأمريكية تتخذ القرارات بتوجيه غارات جوية، شريطة ألا تتجاوز الحصيلة في صفوف المدنيين 50 شخصا.

 وعرض كوناشينكوف مزيدا من النماذج على تزوير معلومات عن مقتل مدنيين جراء الغارات الروسية في سوريا، بما في ذلك معلومات جاءت في تقرير لمنظمة العفو الدولية، ومنها أنباء عن استهداف مدرسة في بلدة عنجارة في ريف حلب الغربي من قبل طائرات روسية، ما أسفر عن مقتل ما بين 8 و20 شخصا.

وعلى الرغم من أن النشطاء لم يذكروا أي تفاصيل عن المدرسة المستهدفة أو أسماء القتلى والمصابين، إلا أن الخبراء العسكريين الروس درسوا صورا للمدرسة المدمرة نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، واستنتجوا أن طابع الدمار الذي لحق بالمدرسة يشير إلى أنها تعرضت لضربة بصاروخ “جو-ارض”.

ولا يستخدم سلاح الجو الروسي مثل هذه الصواريخ خلال حملته في سوريا، لكن الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن تستخدم تلك الصواريخ في سوريا والعراق، على حد سواء.

وذكر كوناشينكوف بأن أكثر من عشر طائرة تابعة للتحالف الدولي بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، كانت تنفذ مختلف المهام القتالية فوق ريف حلب في اليوم الذي استهدفت فيه المدرسة.

وتابع أن قيادة التحالف لم تكشف عن الأهداف التي قصفتها في ريف حلب على الرغم من أن طائرات التحالف تعمل في تلك المنطقة على نطاق يومي بدءا من 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وذكر بأن الجانب الروسي يملك معلومات كثيرة عن النتائج الحقيقية لعمل طيران التحالف الدولي في سوريا، مضيفا أن تلك المعلومات لا تتطابق في العديد من الحالات مع ما يعلنه التحالف عن أهدافه في سوريا.

وشدد قائلا: “إننا في المستقبل قد نضطر لنشر تلك لمعلومات لنفي الإشاعات والاتهامات الموجهة إلينا، وفي حال لازم شركاؤنا الصمت بشأن نتائج غاراتهم في سوريا”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock