واشنطن تعود عن قرار سحب طائرة “A-10″ من الخدمة نظرا لـ”انبعاث روسيا”
عادت القيادة العسكرية الأمريكية عن خطة سحب طائرة “A-10” الهجومية من الخدمة على خلفية “انبعاث روسيا” وبروز تهديدات جديدة تواجهها الولايات المتحدة في مقدمتها الإرهاب.
ففي حديث أدلى به الجنرال ديفيد جولدفيد النائب الأول لرئيس أركان القوات الجوية الأمريكية لـDefense News الأسبوعية المتخصصة التي نشرت مقتطفات منه الخميس 21 يناير/كانون الثاني قال: إن طائرتنا الهجومية من طراز “A-10” قد أظهرت فعاليتها في دعم قواتنا البرية أثناء العملية الجوية لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق.
وأضاف: “يمكن وصف ما يحدث الآن بأن المياه عادت إلى مجاريها على طريق خطة لا تخيب. فعندما قررنا سحب الطائرة من الخدمة، لم يكن “داعش” قد ظهر، وكنا قد انسحبنا من العراق، وكنا قد شارفنا على الانسحاب النهائي من أفغانستان، كما لم نكن نواجه حينها انبعاث روسيا من جديد”.
وفي ما يتعلق بالخطط الجديدة بشأن الطائرة الهجومية الأمريكية المشار إليها، تواصل الولايات المتحدة نشرها في أوروبا، وأعلنت نيتها نشر 12 طائرة إضافية من هذا النوع في هناك ورفدها بـ300 عسكري.
وإبان الحرب الباردة كانت تنشر الولايات المتحدة في القارة الأوروبية 140 طائرة من هذا النوع. وحلقت “A-10” في أول طلعة جوية سنة 1972، حتى دخلت الخدمة واعتمدت في سلاح الجو الأمريكي رسميا سنة 1977، فيما لا تزال في الخدمة حتى يومنا هذا.
وكان من المرجح مؤخرا سحب الطائرة المذكورة من الخدمة، على خلفية ترشيد الميزانية العسكرية وتحول الأولويات الاستراتيجية الأمريكية من أوروبا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي، فضلا عن اعتبارات عسكرية أكدت انخفاض الجدوى من استخدام مثل هذه الطائرات في آسيا والمحيط الهادي نظرا لتطور الدفاعات الجوية فيها والتي تجعل طائرة “A-10” عديمة الفائدة.
وأكدت القوات الجوية الأمريكية ضعف هذه الطائرة في تفادي الوقوع في مرمى صواريخ “أرض جو” الدفاعية، قياسا بالأنواع الجديدة من الطائرات الأمريكية، ناهيك عن بروز مقاتلات الجيل الخامس التي تستخدم الذخائر عالية الدقة، مما حمل البنتاغون على المراهنة على طائرة “أف-35” وتبني قرار التخلي عن “A-10”.
الكونغرس من جهته، عارض بشدة فكرة سحب “A-10” من الخدمة، مسوغا ذلك بعجز طائرات الجيل الخامس عن تنفيذ جميع المهام القتالية التي تؤديها “A-10” المدرعة القادرة على تدمير الأهداف المعادية على ارتفاعات منخفضة.
سيريان تلغراف
