نيزافيسيمايا غازيتا : طهران والرياض قاب قوسين من الحرب
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى مسألة توتر العلاقات الإيرانية-السعودية بعد اعدام الامام النمر، مشيرة الى استنكار جامعة الدول العربية تدخل ايران في شؤون دول الشرق الأوسط.
جاء في مقال الصحيفة:
شجبت جامعة الدول العربية تدخل إيران في شؤون بلدان الشرق الأوسط والتساهل مع الهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران. من جانبها اتهمت طهران الرياض بالمغامرة. موقف جامعة الدول العربية يهدد بفشل المفاوضات بشأن الأزمة السورية وبدفع المعارضة الى رفض الاتفاق مع الأسد.
وقد اتهم المشاركون في الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية الذي انعقد يوم الأحد الموافق 10 من الشهر الجاري في القاهرة إيران بالهجوم على سفارة المملكة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد. فاكد وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان إيران تعمدت عدم اتخاذ أي اجراءات لحماية البعثة الدبلوماسية السعودية وان مهاجمة السفارة تمت أمام انظار قوات الأمن. وأضاف وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير ان إيران تتدخل في شؤون البلدان العربية وتقوض الأمن الاقليمي وتحرض على الفتنة الطائفية.
لبنان كان الدولة الوحيدة التي رفضت الموافقة على هذا القرار، وقد انزعج ممثلها جدا من ادراج “حزب الله” في قائمة المنظمات الارهابية، مع العلم ان للحزب ممثلين في البرلمان والحكومة.
من جانبها اتهمت إيران السلطات السعودية بقصف مبنى سفارتها في اليمن ومحاولة افشال المفاوضات بشأن الأزمة السورية. كما بعثت برسالة الى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون تتضمن شكوى من الاستفزازات السعودية.
وقرر الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية في ختام اعماله تشكيل لجنة استشارية بمشاركة ممثلين عن مصر ودولة الامارات العربية المتحدة والعربية السعودية والبحرين لتحديد ما ينبغي عمله لاحقاً. كما تقرر ان تعقد الجامعة اجتماعها القادم في الامارات العربية المتحدة يوم 25 يناير/كانون الثاني الجاري، بالتزامن مع اجتماع فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية.
من جانبه ينشط المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا هذه الأيام. وقد التقى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي تعهد بألا يؤثر فتور العلاقات مع السعودية في سير مفاوضات التسوية. كما ان ممثل الحكومة السورية ابلغ دي ميستورا بأنها جاهزة للمشاركة في المفاوضات بعد اطلاعها على قائمة المنظمات المعارضة التي ستحضر المفاوضات، في حين عبرت مجموعة من المنظمات السورية المعارضة عن شكها في ان يساعد نشاط الأمم المتحدة على بلوغ تسوية سلمية للنزاع.
وتقول “Foreign Policy “استنادا الى مصدر دبلوماسي غربي، إن الظروف الحالية غير ملائمة عموما للمفاوضات. كما تشير وكالة رويتر الى تصريح مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه ان “الأزمة الحالية عقدت جدا عملية المفاوضات”.
أما جيورجي ميرسكي فيقول “شكليا لن يحصل أي تغير في الأزمة السورية، ولكن الجميع يدركون جيدا أن اجتماعات جنيف لن تخرج بنتيجة. فلن تتوقف الحرب في سوريا هذه السنة، وبشار الأسد سيبقى في السلطة لأن هذا يمس مصداقية بوتين وإيران وهذا يدركه السعوديون جيدا”.
من جانبه صرح الخبير في شؤون الشرق الأوسط فواز جرجس لقناة “سي ان ان” التلفزيونية أن “الأوضاع الحالية التي نتجت عن المواجهة بين البلدين الأكثر تأثيرا في المنطقة لا يمكن التكهن بنتائجها. الحرب في اليمن مستمرة، وقد تخرج عن نطاق السيطرة عليها خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”. واضاف في تصريح لقناة الجزيرة ان مفاوضات جنيف المقبلة “لن تعطي أي نتيجة” إذا بقي العداء مستحكماً بين السعودية وإيران.
الخبير في الشؤون الإيرانية سعيد جولكار من مجلس شيكاغو للشؤون العالمية يقول “تزداد الفجوة اتساعاً والأزمة تعمقاً بين السعودية وإيران يوما بعد آخر”.
ومع هذا لا يتوقع الخبراء نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة، ويقول ميرسكي بهذا الخصوص: ” ليس في الشرق الأوسط من يريد خوض حرب”. أما الخبير في مؤسسة كارنيجي لشؤون الشرق الأوسط فصرح لوكالة رويتر قائلا: “منذ عام 1979 خاض الجانبان حروبا محلية مختلفة في الشرق الأوسط وكانا يتبادلان الاتهامات والتهديدات. ولكن في النهاية كانا يتوقفان على بعد خطوة من النزاع المباشر ويتحول الأمر الى صلح بارد”.
المخاوف من عدم تسوية الخلافات ليست عبثا، لأن السعودية وإيران هما عمليا في حالة حرب غير معلنة في اليمن. الرياض تساند الحكومة السنّية في حربها ضد الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم ايران. كما ان إيران حرضت الشيعة في السعودية والبحرين. ويجب التذكير بأن حقول النفط السعودية تقع في المناطق الشيعية.
سيريان تلغراف