مقتل علوش .. بداية أم نهاية الحل السياسي في سورية ؟
بينما يرى كثيرون أن مقتل قائد تنظيم “جيش الإسلام”، زهران علوش بداية للحل السياسي في سوريا، تؤكد جهات سياسية ذات علاقة بالمفاوضات مع الحكومة أن الحل السياسي يبتعد.
ليس سرا على أحد أن سيناريوهات إطلاق الصواريخ من قبل التنظيم على العاصمة دمشق من حين إلى آخر، ودك القوات الحكومية للغوطة الشرقية، معقل التنظيم، يجب أن ينتهي إما بحل ميداني أو بآخر سياسي تسبقه هدنة كان يحضر لها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل مقتل علوش سيغير قواعد اللعبة؟
يختار التنظيم قائدا عاما خلفا لعلوش، وهو عصام بويضاني الذي سيقود تنظيما يعد من أكبر التنظيمات المسلحة والأكثر حضورا في ضواحي دمشق خاصة في الغوطة، ويقدر عدد مقاتليه بنحو عشرة آلاف مقاتل.
ويبدو أن التنظيم المدعوم من تركيا ودول خليجية وبعض الدول الغربية، سيتغيب عن أي محادثات إطلاق نار أو مفاوضات المرحلة الانتقالية، نتيجة التطورات الأخيرة.
في جميع الأحوال، معارضو الحكومة السورية كما يبدو سيستغلون هذا الحدث كورقة ضغط في محادثات مستقبلية وكان هذا جليا في تصريحات رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات.
حجاب علق على اغتيال علوش، قائلا إن “جيش الإسلام” هو أحد أهم مكونات الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض هذا العام، معتبرا أن استهداف أي مكون من مكونات الهيئة العليا للمفاوضات هو استهداف للهيئة بأكملها. ولا يخفي المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن للحادث ستكون تبعات على المعترك السياسي والدبلوماسي.
المعركة مستمرة في سوريا، وكل يحاول إدراج الانتصارات في سلته، والانتصار هذه المرة للقوات الحكومية في الميدان، فقد تمكنت الأخيرة من تصويب ضربة مؤلمة للمعارضة المسلحة يصعب تنفيذها دون معلومات استخباراتية دقيقة، وهي في هذا تكون قد أعادت للموالين الثقة بالقدرة على تنفيذ عمليات نوعية جريئة ترتكز على استراتيجية عالية شُكك فيها بالآونة الأخيرة.
المكاسب العسكرية في الميدان واضحة للعيان، لكن كيف ستتكافئ هذه الانتصارات مع موافقة “جيش الإسلام” الذي شارك ممثلوه في مؤتمر الرياض على الحل السياسي للأزمة السورية عبر التفاوض على أساس مرجعية جنيف -1، وهو ما يتوافق عليه المجتمع الدولي، لا سيما روسيا والولايات المتحدة.
لم ينتظر الائتلاف الوطني السوري المعارض الإجابة على هذا السؤال بأن مقتل “علوش” لا يخدم سوى مصالح التنظيمات المتطرفة وتحديدا داعش عن طريق إضعاف فصائل “الجيش الحر” الذي يتصدى للإرهاب وبذلك يتم إجهاض الجهود الأممية لاحلال السلام في سوريا كما يقول بيان الإئتلاف.
في هذه الاثناء قالت وسائل إعلام إن “جيش الإسلام” أعلن انسحابه من “الهيئة العليا للمفوضات”، المنبثقة عن مؤتمر الرياض على خلفية مقتل علوش. وتعهد التنظيم برد عنيف داخل دمشق.
الأيام القليلة المقبلة ستكون شاهدة على تطورات جديدة، على المسارين الميداني والسياسي، فإما أن تكون عمليات تصفية القيادات من سيناريوهات الحل المعروفة تاريخيا في الأزمات والحروب، وإما أن تكون بداية النهاية قد اقتربت فعلا.
سيريان تلغراف | ضرار نفاع
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)