زاوية معمارية

جورجيا ومدينة كاملة من العدم على البحر الأسود

لاقت فكرة التخطيط الرئيس في سنوات القرن المنصرم الكثير من الاهتمام؛ حيث فشلت بعض الأفكار في التحقق على أرض الواقع فشلاً ذريعاً، ونجحت أخريات.

لكن اليوم تكشف الحكومة الجورجية عن خطط بناء مدينةٍ كاملةٍ من العدم على شواطئ البحر الأسود، تحمل اسم مدينة لازيكا.

في الوقت الذي رأى فيه كثيرون أن غموضاً كبيراً قد لف تفاصيل الخطة مع عدم نشر أية وثائق رسمية حولها، تبيّن الصور التي نُشرت حول هذه الخطة مدينةً عمرانيةً ضخمة مليئةً بناطحات السحاب ذات البُنى التحتية المذهلة.

حيث جاء اقتراح إنشاء هذه المدينة على أمل بناء حاضرة من شأنها أن تمثّل العقدة الاقتصادية والمالية لجورجيا بمينائها التجاري الكبير الذي سيربط جورجيا بروابط تجارية هامة عبر البحر الأسود.

ويبدو من المخططات المطروحة على الورق أن هذه الخطة يمكنها المساعدة في تطوير سمعة جورجيا الدولية، كما من شأنها الإسهام في بناء اقتصاد جورجيا القوي المتماسك.

ويُذكر أن فكرة بناء هذه المدينة قد استُمدت من النمو الهائل الذي تشهده الصين، ومن المدن العديدة التي ظهرت فيها نتيجة التزايد السكاني الكبير والمتسارع والتطور العمراني الهائل الذي تعيشه البلاد منذ السنوات القليلة الماضية وحتى الآن.

لكن من جهةٍ أخرى يرى البعض أن جورجيا لا تواجه ما تواجهه الصين، وهذا ما يدفع للتشكيك بأهمية وجدوى مشروع إنشاء مدينة لازيكا.

كما طُرحت العديد من القضايا بخصوص الموقع؛ فالامتداد الشرقي على البحر الأسود قد لا يمثل خياراً صائباً لهذا المشروع نظراً لظروفه التي لا تعد مثاليةً لبناء بنى تحتية ضخمة وناطحات سحاب شاهقة.

أما عن كلفة المشروع فقد قُدّرت بما يتراوح بين 600 مليون دولار و 900 مليون دولار، والتي تأمل الحكومة الجورجية تمويلها من الاستثمارات الأجنبية بشكلٍ أساسي.

على الرغم من ذلك، ادعى بعض النقاد أن مثل هذه المبالغ المالية يجب أن تُصرف في تطوير وتحسين مدن جورجيا الحالية التي تشهد هبوطاً في تعدادها السكاني وارتفاعاً في معدلات الفقر.

وبالنسبة لوجهة النظر المعمارية فيُذكر أن فكرة التخطيط على نطاق بمثل هذا الحجم هي فكرةٌ مثيرةٌ للاهتمام؛ فوحدها المدن الجديدة كلياً هي القادرة على تطبيق خطط رئيسةٍ نظامية تماماً.

لذا سيكون من المثير حقاً أن نرى مدى جدوى ونجاعة خطة مدينة لازيكا في الحياة الواقعية ومدى قدرتها على تحقيق آمال الحكومة الجورجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock