نيزافيسيمايا غازيتا : بغداد تهدد بـ”حرق الأرض تحت اقدام الجنود الأتراك”
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى الأوضاع في الشرق الأوسط ودخول الوحدات العسكرية التركية الى العراق والأزمة السورية مشيرة الى محاولة السعودية تقويض مساعي تسوية الأزمة السورية.
جاء في مقال الصحيفة:
اصبحت المفاوضات التي جرت في روما بشأن ليبيا محاولة سياسية لمواجهة المتطرفين الذين ينشطون في شمال افريقيا والشرق الأوسط. وفي ذات الوقت اجهضت أنقرة والرياض عملية فيينا بشأن سوريا من خلال “تدخل دبلوماسي”، حيث عقدتا الأمور بما يدفع ايران الى التحالف مع الولايات المتحدة والعراق إلى التحالف مع روسيا. وأكثر من هذا، تبدو الأوضاع في العراق على وشك الانفجار، والشيعة استعدوا للحرب مع تركيا.
وتمخض لقاء مجموعات المعارضة السورية في العربية السعودية عن اقرار مذكرة بشأن ارسال وفد الى دمشق للحوار مع الرئيس بشار الأسد، الذي سيكون عليه بموجبها تقديم استقالته مع بداية المرحلة الانتقالية. وإضافة الى هذا تحتوي المذكرة على نقاط معادية لإيران وروسيا.
ايران وروسيا وكذلك زعيم “جبهة النصرة” ابو محمد الجولاني انتقدوا هذا اللقاء، حيث وصفه الجولاني بأنه مؤامرة هدفها المحافظة على سلطة الأسد. أما إيران فأعلنت ان هذا اللقاء ضم المجموعات المرتبطة بـ “داعش”. في حين أشارت الخارجية الروسية الى انه لم يشمل كافة أطياف المعارضة السورية، فيما حضره ممثلو منظمتي “جيش الإسلام” و”احرار الشام” اللتين هاجمتا مبنى السفارة الروسية في دمشق. أما بشار الأسد فقال في تصريح لوكالة EFE بأنه لن يجري اي مفاوضات مع المتمردين.
يقول الخبراء ان ما فعلته السعودية ما هو إلا تقويض لعملية فيينا بشان سوريا وبهذا الصدد يقول رئيس معهد الدين والسياسة، ألكسندر ايغناتينكو “إن المذكرة تدفع الأزمة السورية الى طريق مسدود. لأنها إضافة الى مطالبتها الأسد بالاستقالة، تتضمن الدعوة الى محاربة كافة المجموعات الارهابية ومن ضمنها الميليشيات الطائفية (المقصود ميليشيات المتطوعين السوريين وحزب الله اللبناني، وكذلك الايرانية والباكستانية والأفغانية). كما تتضمن المذكرة ضرورة طرد كافة المقاتلين الأجانب (المقصود الجنود الايرانيين) وان على روسيا وقف كافة غاراتها الجوية على السكان المدنيين والمعارضة السورية”.
على هذه الخلفية كثف الائتلاف الغربي نشاطه الحربي، فوجه وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر نداء الى 40 دولة لزيادة المساعدات اللازمة لمحاربة “داعش”، كما دعا وزير الدفاع البريطاني مايكل فيلون الى توسيع العمليات الحربية ضد “داعش” مشيرا الى ان ليست هناك نية للقيام بعمليات حربية برية.
ويقول المحلل السياسي الأمريكي شاهر شاشيدساليس، ان المنافسة بين تركيا وإيران اللتين تعتبران الجهاديين مثابة “الشر المستطير” تصب في مصلحة “داعش”. وحسب رأيه يمكن ان تصبح إيران حليفة للولايات المتحدة، خاصة وان لهما خبرة سابقة في محاربة “طالبان” في أفغانستان.
يرد على هذا الرأي الباحث في معهد الاستشراق فلاديمير ساجين بالقول “لا يمكن ان يحصل أي تحالف بين إيران والولايات المتحدة لأسباب ايديولوجية وسياسية. ولكن تنسيق الجهود مسألة ثانية. وليس سرا ان الولايات المتحدة تعاونت مع ايران في محاربة “طالبان” على الرغم من ان الطرفين كذّبا ذلك. كما ان بغداد، قبيل ظهور “داعش” في العراق ونجاحه فيما بعد، كانت سقطت لولا إيران التي هرعت لمساعدة السلطات العراقية، حيث ان جنرالاتها وضباطها وضعوا خطة للدفاع عن بغداد وحمايتها. هذه الخطط تمت بالاتفاق بين طهران وواشنطن بصورة غير رسمية. استنادا الى هذا، ليس مستبعدا ان يتم الاتفاق بين الطرفين بشأن العمليات الحربية الجوية والبرية. وبالتأكيد لا تخطط الولايات المتحدة للدخول في حرب برية، وهناك انباء تفيد بأن إيران نفسها تنوي مغادرة العراق. ولكن ما مدى صحة هذه الأخبار، ومصلحة ايران هي في البقاء هناك”.
تركيا من جانبها انتهكت الحدود وارسلت وحدات عسكرية الى العراق بحجة محاربة “داعش”، مما تسبب في تنظيم مظاهرات احتجاجية في بغداد والبصرة. وقد صرح أحد القادة الميدانيين العراقيين أبو منذر الموسوي من عصائب أهل الحق لوكالة رويتر قائلا “إذا كانت تركيا تعتقد أن العراق منهمك في محاربة “داعش” ويمكن استغلال الفرصة لنشر قواتها فوق اراضيه، فقد كان عليها ان تفكر مرتين قبل الاقدام على هذه الخطوة”. واضاف احد قادة منظمة بدر في البصرة، امجد سالم “نحن في حالة انذار نهائي وبانتظار الأوامر من القيادة لحرق الأرض تحت اقدام الجنود الأتراك”.
روسيا تعارض بشدة دخول القوات التركية الى الأراضي العراقية، وقد صرح وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي بنظيره العراقي ابراهيم الجعفري بأن روسيا تدعم وحدة العراق وسلامة اراضيه وسيادته.
من كل هذا يتضح تكون ائتلاف سعودي – تركي – قطري في مواجهة ائتلاف روسي – ايراني – أسدي في سوريا. وان هدف السعودية من كل هذا تقويض مسيرة فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية.
سيريان تلغراف