أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن أنقرة وواشنطن كان يجب عليهما إبلاغ مجلس الأمن الدولي بتهريب النفط من قبل “داعش”، إلا أنهما لم تفعلا ذلك.
وقال تشوركين في حديث لوكالة “نوفوستي” إنه تحدث مع جنرالين في البنتاغون، وأبلغهما أن القوات الروسية تمكنت خلال شهرين من التقاط العديد من الصور التي تظهر تهريب النفط عبر الحدود التركية، لكن الأمريكيين ينفذون تحليقات هناك خلال أكثر من عام وكانوا على الأرجح يعلمون أن النفط يهرب إلى تركيا وكان عليهم إبلاغ مجلس الأمن بذلك وفقا لقرار مجلس الأمن (رقم 2199).
وأكد “ذلك يعني أن الأمريكيين كان عليهم تقديم هذه المعلومات، ناهيك عن الأتراك الذين كان يجب عليهم الإبلاغ في حال أي نشاط تجاري غير مشروع… إنهم لم يفعلوا ذلك”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تقوم بالتعاون مع واشنطن بإعداد مشروع قرار جديد قد يلزم الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقارير دورية إلى مجلس الأمن بشأن الوضع حول تجارة النفط من قبل الإرهابيين.
وقال: “قد نلزم الأمين العام أو مؤسسات لمكافحة الإرهاب بتقديم تقارير دورية. ولا يزال شكل ذلك قيد الدراسة، إلا أنه يجب أن تكون هناك تقارير دورية حول وجود معلومات بشأن تجارة النفط وغيرها من أنشطة التنظيمات الإرهابية. ونأمل في تبني هذا القرار في 17 ديسمبر/كانون الأول”.
من جهة أخرى، أعلن تشوركين أن موسكو لا تنوي في الوقت الحالي طرح قضية قصف التحالف مواقع للجيش السوري في مجلس الأمن الدولي، قائلا “لا توجد لدينا الآن مثل هذه الخطة، إنه حادث نادر في ظل هذا المشهد المأساوي”.
ومع ذلك، قال المندوب الروسي: “يوجد هنا خطر: يتسم أعضاء هذا التحالف، كما تبين، ببعض العشوائية: هناك من يقصف في إطار التحالف، وهناك من يقصف خارج هذا الإطار، مثلا تركيا. وبالطبع هناك اشتباه بأن ذلك لم يقع بالصدفة، وأن ضربات ستوجه إلى مواقع لقوات الحكومة السورية من حين إلى آخر رغم كل التأكيدات بشأن عدم قصف القوات السورية. وإن ذلك سيؤدي إلى التصعيد وتعقيد الوضع على الأرض في سوريا. إلا أننا نأمل في أن ذلك لن يحدث”.
من جهة أخرى، أشار تشوركين إلى أنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع بعض ممثلي المعارضة السورية الذين اجتمعوا مؤخرا في الرياض، قائلا: “المهم بالنسبة لنا كالآتي: هناك “داعش” و”جبهة النصرة” ومنظمتان أو ثلاث منظمات قلنا منذ زمن طويل أننا نعتبرها إرهابية. إضافة إلى جماعة قصفت من حين إلى آخر سفارتنا في دمشق. ونعتقد أنه يجب اعتبارها إرهابية. وبالطبع كذلك الجماعة التي قتلت طيارنا. نحن نصر على إدراجهم في قائمة المنظمات الإرهابية”.
كما قال الدبلوماسي الروسي إن واشنطن تتبنى نهجا بناء تجاه روسيا على خلفية الخطر الإرهابي، موضحا: “أقول دون الكشف عن تفاصيل: أجرى أعضاء مجلس الأمن محادثات مهمة مع (الرئيس الامريكي باراك) أوباما في 7 ديسمبر… بدأ كلمته بأن مكافحة “داعش” أمر يوحد المجتمع الدولي. يعني الجميع يفهمون ذلك، إلا أن لديهم قيودا معينة عندما يدور الحديث عن الحكومة في دمشق”.
سيريان تلغراف