نيزافيسيمايا غازيتا : أرخبيل “داعش” يتوسع من ليبيا الى أفغانستان
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى ما نشر عن انتقال ابو بكر البغدادي الى ليبيا هربا من الاستخبارات العراقية التي تلاحقه، مشيرة الى نيته في اجراء تغييرات في هيكلية “داعش”.
جاء في مقال الصحيفة:
انتقل مؤسس “داعش” ابو بكر البغدادي من تركيا الى ليبيا هربا من ملاحقة الاستخبارات العراقية، وينوي اجراء تغييرات في هيكلية “داعش” واقامة الخلافة على أرخبيل يمتد من ليبيا الى أفغانستان.
وتؤكد وكالة فارس الايرانية للأنباء ان البغدادي وصل الى مدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي، بعد ان اعلن مركز بغداد للتنسيق المعلوماتي الذي تشترك فيه ايران والعراق وروسيا وسوريا عن ملاحقته في كل مكان. وبوصول البغدادي الى سرت التي تسيطر عليها مجموعات التكفيريين المتطرفة التابعة لـ “داعش” في شمال افريقيا، أصبحت هذه العاصمة الثالثة لـ “داعش” بعد الرقة في سوريا والموصل في العراق.
العديد من الخبراء لا يثقون بالأخبار التي تنشرها وكالة فارس. فمثلا يقول الخبير الروسي جيورجي ميرسكي “لا يجب ايلاء اهتمام كبير لهذا وتصديق أي خبر ما دام غير مؤكد تماما”.
ويشير الخبير الروسي الى ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقف في طريق نشر الخلافة على أراضي ليبيا، إذ يعتبر “داعش” أكثر خطرا من “الاخوان المسلمين” أو المجموعات المتطرفة في سيناء التي اسقطت الطائرة المدنية الروسية. كما ان السيسي أمر بتوجيه ضربات جوية الى المدن الليبية التي تسيطر عليها المجموعات الارهابية، وفي حال مهاجمتهم طرابلس او طبرق فسوف يواجهون مقاومة من جانب الليبيين والقوات المصرية معا.
المثير للاهتمام قدوم اعداد كبيرة من المجاهدين الى ليبيا من بلدان وسط افريقيا وخاصة من التابعين للمجموعة الارهابية “بوكو حرام” التي اعلنت ولاءها لـ “داعش”.
ويذكر ان البغدادي تعرض لإصابة خطرة نتيجة غارة جوية للطيران العراقي في شهر اكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى ان بعض المصادر اعلن مقتله، إلا أن “داعش” فند هذه الأخبار. ولكن وكالة فارس، استنادا الى ما بثته قناة المنار باللغة العربية، تؤكد ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تمكنت، بالتعاون مع الاستخبارات التركية، من نقله الى تركيا للعلاج.
من جانبها نشرت صحيفة الغارديان البريطانية كتيبا عن “داعش” يشير الى ان البنية غير المتبلورة لـ”داعش” تتحول الى هيكلية دولة ذات جهاز اداري وحكومة لها برامج مالية واقتصادية. كما يتضمن الكتيب نصائح عن كيفية بناء العلاقات الدولية وتوجيه عمل آلة الدعاية وفرض سيطرة مركزية على الموارد الطبيعية. كما يولي “داعش” اهتمامه لتطوير البرامج الصحية للمجتمع والتعليم والتجارة. وكذلك يهتم بإنشاء مؤسسات صناعية ودفاعية، وايضا بانشاء معسكرات لتدريب للأطفال، وكذلك يعمل على انشاء مناطق أمنية عازلة في العراق وسوريا.
يقول ميرسكي: ليس في هذا ما يثير العجب لأن “داعش” اعلن نفسه “دولة خلافة” وهذه دولة حقيقية: اي ليست رابطة او اتحاداً أو ائتلافاً بل دولة. وكانت الانباء قد اشارت قبل سنة الى تشكيل حكومة في “دولة الخلافة”. المهم هنا شيء آخر: الحديث لا يدور حول انشاء دولة مركزية موحدة. لأن “داعش” ينوي بناء دولة خلافة – أرخبيل يشمل دول ليبيا وسوريا والعراق وافغانستان”.
من جانبها نشرت منظمة “Amnesty Internaional” تقريرا أكدت فيه ان القسم الأكبر من التجهيزات العسكرية التي يستخدمها “داعش” في العراق وسوريا هي من الولايات المتحدة. ولكن ممثل البنتاغون الرائد دوجر كابينز اعلن لقناة سي ان ان، ان الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها لكي لا تقع الأسلحة التي تقدمها الى الشركاء بأيدي “داعش”. وكما هو معروف استولى “داعش” على عدد من مستودعات الأسلحة في العراق وسوريا.
ولكن الخطر الحقيقي لا يكمن في هذا، يقول ميرسكي: “قبل ايام نشر خبرا يفيد ان “داعش” يملك أسلحة روسية وصينية الصنع اشتراها ولم يستولِ عليها في الموصل أو في مستودعات أخرى. هنا يطرح السؤال نفسه: كيف وقعت هذه الأسلحة بيد “داعش” رغم عدم امتلاكه منفذا بحريا أو مطارا جويا كبيرا؟ إن هذا لأمر غامض، حيث يملك “داعش” حسب آخر المعلومات أسلحة كثيرة مختلفة من بينها دبابات وقاذات قنابل وحتى صواريخ “ارض – جو” تكفي لتسليح 40 ألف جندي. الشيء الوحيد الذي لا يملكه هو الطائرات”.
ويبقى “داعش” هو المجموعة الارهابية الأكثر خطرا على وجه الأرض، حتى ان مجلة تايم رشحت البغدادي لنيل لقب “شخصية العام”. ولكن لحسن الحظ أن اللقب منح الى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
سيريان تلغراف