مؤتمر الرياض .. توحيد المعارضة أم تكريس الانقسام ؟
انتهت في الرياض الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول اجتماعات اليوم الأول لمؤتمر المعارضة السورية، وينتظر الخميس إصدار بيان ختامي والاتفاق على وفد موحد للتفاوض مع الحكومة السورية.
وأكد مصدر سوري معارض مشارك في المؤتمر لوكالة الأنباء الألمانية أن “الفصائل العسكرية المشاركة وافقت مع القوى السياسية على إقامة نظام حكم مدني ديمقراطي بعد رحيل نظام الأسد رغم أن معظمها قوى إسلامية”.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته “إن القوى السياسية والعسكرية السورية المشاركة توافقت على 7 مبادئ أساسية لمستقبل سورية هي وحدة الأراضي السورية، والسيادة الوطنية، والدولة المدنية، وديمقراطية تداول السلطة، ومكافحة الإرهاب واعتماد سيادة القانون وحقوق الإنسان”.
و أوضح المصدر أن “المناقشات اعتمدت مرجعيات أممية كمقياس أساسي أبرزها إعلان جنيف واحد الذي ينص على مرحلة انتقالية بحكومة كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية وكذلك قرار مجلس الأمن 2118 وليس بيان فيينا”.
ويشارك في المباحثات 104 شخصية سورية ممثلين عن قوى وأحزاب سورية، ونحو 18 فصيلا عسكريا بينها “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” و”الجبهة الجنوبية”.
ومن المقرر أن يصدر المؤتمر بيانا ختاميا مع نهاية يوم الخميس، وينتظر أن يشكل المؤتمر وفدا معارضا للتفاوض وفد الحكومة السورية في مفاوضات مقبلة.
وعبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة في بيان صدر عن الائتلاف، عن “تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته”.
وضم خوجة صوته إلى صوت الحركات الإسلامية الممثلة في الرياض، ففي حين عبرت “حركة أحرار الشام” عن رفضها لأي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام الأسد بكامل أركانه ورموزه ومحاكمتهم وتفكيك الأجهزة العسكرية والأمنية، اعتبر الخوجة أن “الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية” معتبرا أن سوريا محتلة احتلالا مزدوجا روسيا إيرانيا، دون الإشارة إلى آلاف الإرهابيين الأجانب أو إلى التدخل الخليجي التركي السافر.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الرياض هو نتيجة لاتفاق فيينا، لكن نتيجته ستكون وفق التسريبات رافضة لفيينا، وقد عبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والممثل البريطاني الخاص بسوريا غاريث بايلي عن الأمل بالنجاح، بينما رأى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن المعارضة حققت تقدما في مناقشة المستقبل السياسي لسوريا.
وحسب مصدر معارض التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف مساء الثلاثاء ممثلي الفصائل المسلحة، وأكد لهم أن المملكة “لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف”، وأن “السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة”.
وكان أمين عام تيار “قمح” المعارض السوري هيثم مناع، أعلن الثلاثاء انسحابه من مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وكان مناع اعترض على وجود ممثلين بمؤتمر الرياض لفصائل متهمة بالإرهاب وعلى وجود أعضاء آخرين ليس لهم تمثيل في الشارع السوري وعلى عدم توجيه أي دعوة للاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي، والجيش السوري الديمقراطي الذي يضم العرب والأكراد.
سيريان تلغراف