إزفيستيا : الحرب هي الحرب
نشرت صحيفة “إزفيستيا” مقالة بقلم المتحدث الرسمي باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين حول “داعش” وغطائه السياسي، والجريمة المنظمة.
جاء في المقال:
“داعش” هي غطاء سياسي لعمليات تهريب كبيرة من بينها النفط، لذلك من الضروري استنفار كل شيء لمكافحة الجريمة والمجرمين الدوليين.
ان الضربات التي توجه للارهابيين في سوريا ما هي إلا عملية استباقية ضد مجموعات ارهابية لا تخفي ان هدفها في النهاية روسيا. وقواتنا، كما في شبه جزيرة القرم وأوسيتيا الجنوبية، تدافع عن السكان المدنيين من التطهير الديني والعرقي وخطر الابادة. كما من المهم ايضا حماية التراث العالمي.
أي اننا في سوريا نقوم بعمل عادل وسوف ننتصر مع حلفائنا على العدو المشترك. ولكن هنا لا بد ان نفهم بالتحديد من هو عدونا؟ ومن ليس صديقا وليس عدوا؟.
هذا السؤال مهم وخطير جدا، لذلك نعود الى تعريف الارهاب الدولي كما جاء في التقرير المقدم عام 2010 . الارهاب الدولي هو “شبكة معلومات وحرب نفسية ضد الدول والمجتمعات المتحضرة من جانب شبكة الجريمة الدولية المنظمة التي تقوم بتهريب وتجارة المخدرات والسلاح والرق واعضاء الجسم البشري وغيرها من شبكات الجريمة. فتقوم العمليات الارهابية هنا بالدور الطليعي في الضغط على الدولة والمجتمع، في حين يبرر بعض السياسيين الارهاب، مما يسبب انقسام الجبهة الموحدة المضادة للجريمة الدولية المنظمة، أي يقومون بدور الغطاء السياسي للجريمة”.
ان ما يجري في سوريا وحولها يؤكد تماما هذا التحديد. فـ “داعش” و”النصرة” ليستا سوى غطاء سياسي لعمليات تهريب النفط والعملات الصعبة والآثار والأعضاء البشرية وتجارة الرق. وان السياسيين الضعفاء أمثال “زعماء” تركيا واوكرانيا، ليسا سوى دمى يحركها قادة الجريمة.
هناك اجابة واضحة عن السؤال الخبيث: إذا كانت روسيا تدافع بالقوة العسكرية عن مصالحها في سوريا، فلماذا لا يحق ذلك لتركيا؟ فسوء اخفاء التحالف مع الارهابيين والمهربين هو بحد ذاته موجه ضد مصالح الشعوب ومن ضمنها الشعب التركي. وهنا ليس لتركيا أي مصلحة، المصلحة هنا هي فقط للإجرام الدولي.
ان ما يهمنا هنا هو مصالح روسيا وكيفية حمايتها من الارهاب. ولقد كان أمراً مستغربا أن نحارب الجريمة الدولية في سوريا ونضحي بخيرة ابناء الوطن، من دون ان يتم حشد كافة القوى لمحاربة الجريمة والارهاب في داخل روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة. لأن الشبكات السرية التي تمتهن التهريب والتزوير وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، يمكن ان تستخدم أيضا في اعمال ارهابية كالتي حصلت قبل ايام في باريس.
وعلى جميع الشركاء الذين ليس بإمكانهم كبح الجريمة الدولية في بلدانهم وعلى من يساعدهم في الحرب الاعلامية الموجهة ضد روسيا، ان لا يستغربوا تشديد الرقابة على بضائعهم وعمالهم وخدماتهم. كما عليهم الا يستغربوا تشديد اجراءات الهجرة أو قيام لجنة التحقيقات الجنائية الروسية بنشاط مكثف في هذا المجال. فإن هذه إلا اجراءات طبيعية وقائية، وهي ليست انتقاما.
كما يجب ان نعلم ونتذكر أنه لا توجد حرية من دون ضمان الأمن والسلامة. ويمكن هنا ان نسأل المتظاهرين اليساريين في انقرة الذين بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية فجروا “الدواعش” الذين يقومون بعمليات تهريب كبيرة. فهذا المثال يبرهن مرة أخرى أنهم يحاولون استخدام لعبتهم السياسية الخاصة مع الارهاب فيعرضون بذلك نفسهم وشعبهم للخطر. كما فعل الأمريكيون مع القاعدة في 11 سبتمبر/ايلول 2001 .
لقد اراد الارهابيون ومن يساعدهم إخافة روسيا وتعطيل عمل مؤسسات الدولة، وجعلها تتراجع عن موقفها الثابت في مكافحة الارهاب. لكن هذا لن يحصل، ونحن سنعمل على تعزيز الأمن والنظام للدولة ومواطنيها. ولكن ليس بتقييد حرياتهم وحقوقهم، بل على العكس تماما بضمانها في ظل الظروف والاوضاع الخارجية المعقدة. ولتحقيق هذا يجب قبل كل شيء الحد من نشاط المجرمين وشبكات الظل المختلفة.
ولن تكون الحرب ضد الجريمة الدولية سهلة. وان خسارة كل عملية ارهابية في روسيا لهي حجة لهجمات نفسية يشنها “الطابور الخامس” الذي ينوي الانتقام.
سيريان تلغراف