أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني عزم بلديهما على مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب والتسوية في سوريا، إلى جانب تنشيط علاقاتهما الاقتصادية والتجارية.
وجاء هذا في أعقاب محادثات أجراها بوتين وروحاني مساء الاثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني على هامش قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في طهران.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان في أعقاب محادثاتهما قال حسن روحاني إن الجانبين اتفقا على تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وذكر روحاني أنه بحث مع نظيره الروسي قضايا مكافحة الإرهاب واتفقا على التعامل مع هذه القضايا بجدية تامة.
من جانبه أكد فلاديمير بوتين نية روسيا المساعدة على تنفيذ خطة الأعمال المتعلقة ببرنامج إيران النووي، كما أنها ستساعد طهران في تخصيب اليورانيوم لأغراض علمية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة التنسيق في مجال مواجهة الإرهاب وتسوية الأزمة في سوريا في إطار القانون الدولي، من أجل تحقيق القرارات الخاصة بإطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا.
بوتين: عمليتنا في سوريا تعطي ثمارها لكن الحل السياسي لا بديل عنه
وجدد بوتين رأيه في أنه لا بديل عن حل سياسي للأزمة السورية قائلا: “العملية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا تعطي ثمارها… وإيران تقيم نتائجها إيجابا”. وشدد الرئيس الروسي على أنه “لا يوجد ثمة أي إمكانية لحل مشكلات سوريا حلا طويل الأمد سوى بمفاوضات سياسية”.
وفي وقت سابق من الاثنين أعلن بوتين في طهران أن العملية العسكرية التي تقودها موسكو في سوريا من أجل محاربة تنظيمات إرهابية، لن تستمر إلى الأبد.
ونقلت وكالت “سبوتنسيك” عن بوتين الذي يوجد حاليا في طهران للمشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز، تأكيده على الطابع المؤقت لأعمال العسكريين الروس في ذلك البلد.
وأثناء لقاء جمعه مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أشار الرئيس الروسي إلى استحالة تحقيق تسوية سياسية في سوريا عن طريق الإملاءات الخارجية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي تعليقا على المحادثات: “ركز النقاش بدرجة كبيرة على الأزمات في المنطقة، وتناول الحديث الأوضاع في سوريا خاصة. وجرى تبادل مفصل للآراء، وشدد الطرفان على تطابق مواقف موسكو وطهران باعتبار أن إملاء خيارات التسوية السياسية من الخارج أمر مرفوض، ولا يوجد بديل لتطبيق أساليب التسوية السياسية من قبل الشعب السوري نفسه”.
وتابع بيسكوف أن بوتين وخامنئي بحثا أيضا التعاون بين البلدين في المجال التجاري العسكري، وسير تنفيذ المشاريع الثنائية العديدة في مجال الطاقة.
وأضاف أن الجانب الإيراني قيم عاليا خلال اللقاء الجهود التي بذلتها موسكو في سياق تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني.
ونقل المسؤول الروسي عن المرشد الإيراني قوله إنه يعول على أن يأتي اللقاء القادم بين بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني بدفعة جديدة بالنسبة للعلاقات الثنائية وتنويعها.
وأردف قائلا: “يرى خامنئي أن المستوى الحالي للتعاون الثنائي لا يتناسب على الإطلاق مع قدرات البلدين، وأعرب عن أمله في أن تأتي المحادثات بين بوتين وروحاني بنتائج تمثل دفعة ملموسة نحو تنويع علاقاتنا الثنائية في المجال التجاري الاقتصادي”.
يذكر أن زيارة بوتين إلى إيران ستشمل جملة من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول المشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين على هامش أعمال القمة الثالثة للبلدان المصدرة للغاز نظيره الإيراني حسن روحاني.
كما سيلتقي بوتين نظيره التركماني قربان قولي بردي محمدوف، في إطار جملة من اللقاءات الثنائية مع عدد من قادة الدول المشاركة في القمة، والتي سيحضرها كذلك رؤساء كل من فنزويلا، وبوليفيا وأذربيجان والعراق ونيجيريا.
وسيبحث الرؤساء في قمتهم وهي الـ3 من نوعها تقريرا تحت عنوان “صيغة الغاز العالمية”، أعد استنادا إلى بيانات صادرة عن 133 بلدا حول استخراج الغاز وصادراته، كما يتحدث عن سبل تطوير سوق الغاز العالمية.
سيريان تلغراف