أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” ستكون جاهزة للمشاركة في ضرب داعش في سوريا، لكنه جدد رفض باريس إرسال قوات إلى جبهة القتال.
وفي مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني، في اليوم التاسع على هجمات باريس الدامية، قال لو دريان: “محاربة داعش هي حرب مع الشبح وقتال في ساحة المعركة في آن واحد”، مضيفا أن الحديث يدور عن “عدو ذي رأسين” هما دولة منظمة تمتلك جيشا لها وتحتل جزءا من أراضي العراق وسوريا، وحركة إرهابية دولية تسعى إلى ضرب العالم الغربي بأسره.
تهديد بهجوم “كيميائي” غير مستبعد
وذكر الوزير أن بلاده معرضة لخطر هجمات جديدة مميتة من قبل “داعش”، بما في ذلك لجوء التنظيم الإرهابي إلى استخدام أسلحة كيميائية أو جرثومية، مؤكدا أن هذا النوع من الهجمات يشكل “جزءا من المخاطر التي يتعين أخذها بعين الاعتبار”.
وأشار لو دريان إلى أنه “من بالغ التعقيد استخدام الأسلحة الكيميائية في بلد ما ضد بلد آخر”، لكن “جميع الاحتياطات قد اتخذت لمواجهة هذا النوع من التهديد”.
وأضاف لو دريان: “لا بد من ملاحقة الإرهابيين الذين يحاولون ضرب الديمقراطية، وفي الوقت نفسه يجب ضرب الإرهاب في قلبه عبر ساحة القتال في الشرق الأوسط من أجل القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وذكر أن من بين الأهداف الموصل في العراق، حيث لداعش مراكز لاتخاذ القرارات، والرقة في سوريا حيث معسكرات لتدريب مسلحين من أجل إرسالهم لاحقا إلى الخارج.
وقال الوزير إنه لا بد أيضا من منع التنظيم من موارد تمويله، لا سيما المنشآت والحقول النفطية.
وفي هذا الصدد رحب لو دريان بإقدام الطيران الحربي الأمريكي على ضرب الحقول النفطية التي يصيطر عليها “داعش” في العراق وسوريا.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن عملية برية وحدها من شأنها أن توجه ضربة قاضية إلى “الدولة الإسلامية”، مهما كانت فعالية الغارات الأمريكية والفرنسية والروسية على مواقع مسلحيها، قائلا: “إن النصر والقضاء على داعش يمران عبر وجود على الأرض.. ما لا يعني بالضرورة الوجود الفرنسي على الأرض”.
وأوضح أن فرنسا تستثني أي مشاركة لجنودها في عملية برية، بما في ذلك إرسال قوات خاصة، وهو ما طالبت به واشنطن بحسب وسائل إعلام أمريكية، مضيفا أن هذه الفرضية “غير واردة اليوم”.
وأوضح أن الوضع الميداني يتطلب أن يواصل التحالف تقديم الغطاء الجوي للقوات الكردية أو فصائل “الجيش السوري الحر” العاملة في الميدان.
هذا وأشاد لو دريان باستجابة سائر الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي لطلب فرنسا دعمها من باب التضامن الأوروبي في حال حدوث اعتداء على إحدى دوله، قائلا إن هذا الدعم سيتخذ أشكالا مختلفة، من المشاركة في الغارات إلى تقديم خدمات لوجستية.
لو دريان: الليبيون بحاجة لقتال “داعش” وليس بعضهم البعض
وتطرق وزير الدفاع الفرنسي إلى الوضع في ليبيا قائلا إن الفصائل المسلحة الرئيسية في ليبيا تحكم على نفسها بالانتحار إذا لم تتوقف عن قتال بعضها البعض وتواجه تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يتنامى وجوده في البلاد.
وقال لو دريان: “ليبيا تشغل التنظيم جدا… داعش موجود في ليبيا لأنه قادر على استغلال المشاحنات الداخلية… إذا وحدنا هذه القوى فلن يكون لداعش وجود”.
ودعا الوزير الفرنسي إلى قمة دولية تجمع الدول المجاورة في أسرع وقت ممكن للتوصل لاتفاق ما في ليبيا.
وأضاف: “هذه حالة طارئة. تونس قريبة ومصر قريبة والجزائر معنية بشكل مباشر والنيجر وتشاد… هذه الدول بحاجة إلى تنظيم منتدى بدعم منظمات دولية والأمم المتحدة”.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال يوم الاثنين الماضي إن فرنسا ستصعد هجماتها على أهداف تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
ودعا هولاند أيضا إلى تحالف كبير يضم الولايات المتحدة وروسيا للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” ومن المقرر أن يلتقي بالرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.
بارزاني: مستعدون للمشاركة في تحرير الرقة
من جهته أعلن رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني إمكانية مشاركة وحدات البيشمركة في عملية برية لاستعادة مدينة الرقة السورية، وذلك في إطار “عمل تحالف دولي قوي”، حسبما ما قاله يوم الأحد في مقابلة مع صحيفة “جورنال دو ميمانس” الفرنسية الأسبوعية.
سيريان تلغراف