أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب عموما تحفظ كثيرا على العملية العسكرية الروسية في سوريا ولم يقدم التحالف الدولي أي معلومات لديه حول الجماعات الإرهابية الناشطة هناك.
كلام بوتين جاء في حديث خص به وكالتي “إنترفاكس” الروسية عشية قمة “العشرين” المزمعة في تركيا الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال بوتين إن الغرب تحفظ كثيرا على العملية، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا لم يقدم أي بيانات لروسيا مما لديه حول العصابات الناشطة في سوريا والتي تمثل خطرا مشتركا يتهدد روسيا ودول التحالف على حد سواء.
وأضاف أنه لم يتم على مسار التعاون بين التحالف الدولي وروسيا إحراز أي تقدم يذكر، باستثناء التوقيع على مذكرة تتبادل بموجبها وزارتا الدفاع الروسية والأمريكية البيانات اللازمة لتفادي وقوع صدامات عرضية في الأجواء السورية بين مقاتلاتنا وطائرات التحالف.
ولفت النظر إلى أن هذا التعاون المثقل بالتحفظات الأمريكية لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن تطبيع التعاون العسكري بين موسكو وواشنطن، والذي بادر الجانب الأمريكي أصلا لتجميده.
وأعاد إلى الأذهان رفض الولايات المتحدة التوقيع على أي اتفاق ينظم إنقاذ طواقم الطائرات الحربية، رغم أن روسيا لبت على الفور طلبا أمريكيا مشابها خلال عملياتها الجوية في أفغانستان.
وتابع يقول: بقيت رسائلنا التي طالبنا بها الجانب الأمريكي بتزويدنا ببيانات استخبارية نستخدمها لدى وضع خطط عمليتنا الجوية في سوريا، بقيت جميعها بلا رد رغم كثرتها.
وفي معرض التعليق على الأهداف التي تضربها الطائرات الحربية الروسية، أشار بوتين إلى بدء التعاون بين موسكو و”الجيش السوري الحر” الذي خلافا للتحالف الدولي، يزود العسكريين الروس ببيانات حول مواقع الجماعات الإرهابية في سوريا ومواقعه لتفادي استهدافها، وكشف عن أن الطائرات الروسية قد قصفت مواقع متعددة للمسلحين بعد الحصول على إحداثياتها من “الجيش الحر”.
ولفت الرئيس بوتين النظر في هذه المناسبة إلى أن التعاون القائم مع “الجيش الحر” يجدد التأكيد الروسي على أن موسكو لا تستهدف مواقع ما تسمى “بالمعارضة المسلحة”، أو المدنيين.
وعبر بوتين كذلك عن استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة بغض النظر عن أن نشاطها في سوريا يتعارض مع القانون الدولي، ويأتي بمعزل عن أي قرار من مجلس الأمن الدولي، وبلا طلب من القيادة السورية بذلك.
وفي ختام التعليق على الوضع السوري والعملية الجوية الروسية، أشار بوتين إلى أنه كلف القوات الروسية بإنجاز مهمة محددة تتمثل في تقديم الإسناد الجوي للجيش السوري خلال الهجمات التي يشنها، وأنه استنادا إلى ذلك، فإن موعد إنهاء عمليتنا في سوريا مرتهن بإنجاز هذه المهمة حصرا. وأخيرا وليس آخرا، أكد بوتين أنه تمت دراسة العملية الجوية في سوريا بشكل مكثف وجرى مسبقا احتساب جميع المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عنها، كما جرى تأمين جميع المتطلبات المالية والفنية اللازمة لهذه العملية.
سيريان تلغراف