اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافورف أن لقاءات فيينا أصبحت آلية رئيسية للتسوية السورية، مشددا على أنه لا يجوز أن تقتصر هذه المناقشات على بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال في تصريحات له بعد محادثات أجراها في يريفان الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الأول مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان: “يحاول بعض شركائنا قصر جميع المناقشات على المطالبة برحيل الأسد، لكن ذلك يؤدي فقط إلى تحريف المناقشات عن مسألة التسوية”.
وذكر لافروف أن هؤلاء الشركاء يحاولون التهرب من العمل الحقيقي ومن المفاوضات الواقعية، “ويقتصرون على دعوات عامة إلى رحيل الأسد، باعتبار أن ذلك في حد ذاته سيؤدي إلى حل جميع مشاكل سوريا تلقائيا”.
وأردف قائلا: “أصبحت صيغة فيينا اليوم رئيسية، ولو لم تكن الوحيدة لمفاوضات التسوية بين الأطراف الخارجية. لكن تلك اللقاءات ليست إلا بداية عملية طويلة وشاقة”.
وأعرب لافروف عن قناعته بأن الأطراف الخارجية يجب أن تقوم بدور رئيسي في توفير الظروف الملائمة لوقف إراقة الدماء وحمل جميع السوريين، بمن فيهم الحكومة وكافة أطياف المعارضة، على الجلوس إلى الطاولة للتوصل إلى اتفاق.
وشدد لافروف على أن أطراف النزاع السوري يجب أن تنطلق ليس من الاهتمام بمصيرهم الشخصي، بل من مستقبل دولتهم.
وبشأن توقعاته حول نتائج اللقاء القادم في فيينا الذي سيعقد يوم السبت القادم، قال الوزير إنه من الصعب التعويل على نتائج إيجابية للقاء إلا في حال توصل الأطراف إلى توافق حول قوائم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سوريا، وماهي المعارضة السورية المعتدلة.
واعتبر أن مهام لقاء فيينا القادم تحمل طابعا براغماتيا إلى درجة كبيرة، معربا عن أمله في أن يبدأ المشاركون خلال اللقاء جهودا عملية لتنسيق قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة السورية.
روسيا تقترح إشراك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في لقاءات فيينا
كما قرر لافروف الاقتراح الروسي الخاص بإشراك جامعة الدول العربية ومنظومة التعاون الإسلامي في مفاوضات فيينا حول سوريا.
وأعاد إلى الأذهان أن الصيغة الموسعة للمفاوضات تشمل حاليا نحو 20 دولة ومنظمة.
وذكَر في هذا السياق بأن منظمة التعاون الإسلامي تضم جميع الدول الإسلامية، مشددا على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم المنظمة به في التسوية السورية، نظرا لتزايد المحاولات لتصوير الأحداث في سوريا وحولها على أنها نزاع بين الشيعة والسنة.
وأردف قائلا: “إنه استفزاز فاضح للغاية، يستهدف تحقيق أهداف سيئة النية، لكن كثيرين، للأسف، ينجرون وراء هذا الاستفزاز، كما يدعمه العديد من الزعماء الدوليين ولاسيما في الغرب”.
وذكر أن روسيا وأرمينيا قلقتان من وضع المسيحيين في الشرق الأوسط على خلفية الأحداث الأخيرة.
وأضاف: “إننا قلقون كثيرا من مصير المسيحيين الذي يتعرضون في ظروف الأزمة وانفلات الإرهاب، وبالدرجة الأولى انفلات ما يسمى “الدولة الإسلامية”، للاضطهاد والتمييز، إذ بات هذا التنظيم الإرهابي وأنصاره يهدد حياة المسيحيين فعلا”.
سيريان تلغراف