نوفيه إزفيستيا : الجبهة الثانية أكثر أهمية
تطرقت صحيفة “نوفيه إزفيستيا” الى الأوضاع في سوريا والعراق، مشيرة الى أن “الدولة الإسلامية” قررت تحويل تركيز اهتمامها من العراق الى سوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن سفير روسيا لدى العراق ايليا مرغونوف رسميا أن بغداد لم تطلب منا المساعدة على مكافحة مجموعة “الدولة الإسلامية” المحظورة في روسيا ،كما هو معلوم، تنشط في الأراضي العراقية والسورية.
من جانب آخر أعلنت السلطات العراقية عن تحقيق نجاحات وانتصارات في مكافحة الإرهابيين. ويبدو أن “الدولة الإسلامية” تركز اهتمامها على الجبهة الثانية – الجبهة السورية. وقد وضع مرغونوف في تصريحات أدلى بها إلى وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية النقاط على الحروف، بشأن توسيع العمليات الحربية الروسية في الشرق الأوسط.
يقول مرغونوف: نشرت قبل فترة من الوقت أنباء أفادت بدعوة بغداد أو قرب دعوتها القوات الروسية للمشاركة في مكافحة “الدولة الإسلامية” في العراق. ولكن هذه الأنباء غير صحيحة لأن السلطات العراقية الرسمية لم تقدم مثل هذا الطلب، مشيرا إلى انه لا توجد مشكلات من الناحية التنظيمية أو التقنية لقيام طائراتنا بغارات على مواقع الإرهابيين في العراق.
أما بشأن المعلومات التي تفيد بأن الولايات المتحدة تمنع مشاركة روسيا في العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في العراق، فقد أشار مرغونوف إلى أن السفارة لا تملك أي معلومات في هذا الشأن.
يذكر انه في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد نشر أنباء عن احتمال توسيع ساحة العمليات الحربية الروسية في الشرق الأوسط، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، جوزيف داندورف أن الولايات المتحدة سوف توقف عملياتها الحربية ضد “الدولة الإسلامية” في العراق، إذا طلبت بغداد من موسكو الاشتراك في العمليات الحربية على الأراضي العراقية.
إثر هذا التصريح بدأت بغداد تعلن عن نجاحات وانتصارات ضد “الدولة الإسلامية”، بحيث لم تعد هناك حاجة لطلب مساعدات من الخارج. فقد اعلن المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد انه تم تحرير جميع حقول النفط التي استولت عليها “الدولة الإسلامية” سابقا باستثناء حقل واحد فقط. ولكن وسائل الإعلام الغربية لم تؤكد هذه المعلومات.
يجبرها على الاهتمام أكثر بالجبهة السورية، خاصة وان مسلحيها بدأوا بعد فترة طويلة عمليات هجومية هناك، رغم عدم تحقيقهم نجاحات تذكر. فحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن، استولى مسلحوها على بلدة مهين الواقعة جنوب غرب محافظة حمص، حيث فجروا سيارتين وخسرت القوات الحكومية حوالي 50 فردا بين قتيل وجريح. ومما قد يشير إلى صحة هذا الخبر هو فقط ما نشره بعض المصادر الأخرى بشأن وجود قتال عنيف في بلدة صدد ذات الأغلبية المسيحية القريبة من مهين.
إن الكلام عن استيلاء “الدولة الإسلامية” على أراضٍ جديدة هدفه إعلامي وحسب، خاصة وانه بدأ مباشرة بعد بداية الهجوم على مدينة الرقة من قبل الائتلاف الذي شكلته الولايات المتحدة من مجموعات المعارضة السورية المعتدلة التي تضم الأكراد وبعض المجموعات العربية، وكذلك بداية هجوم القوات الحكومية النظامية السورية المدعومة بالطائرات الحربية الروسية باتجاه حلب.
سيريان تلغراف