حث الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين 2 نوفمبر/تشرين الثاني السلطات السعودية على وقف “تدخلاتها” في المنطقة، لفتح الطريق أمام قيام تعاون بين البلدين.
وقال روحاني في كلمة ألقاها الاثنين أمام سفراء إيران في الخارج المجتمعين في طهران: “شبان بلا خبرة في أحد بلدان المنطقة لن يصلوا إلى أي مكان بمخاطبتهم الكبار بفظاظة”، فيما يبدو إشارة إلى عادل الجبير وزير الخارجية السعودي.
وأضاف روحاني: “إذا اقتربت رؤية السعودية حول المسائل الإقليمية الكبرى من الواقع وأوقفت تدخلاتها، فسنتمكن من تسوية كثير من المشكلات ولا سيما في العلاقات الثنائية”.
وتعتبر إيران والسعودية قوتان مؤثرتان في المنطقة، وتتبنى كل منهما مواقف متعارضة بشكل صريح في ما يتعلق بالنزاعات في سوريا والعراق واليمن والاضطرابات في البحرين والتوتر في لبنان.
وتندد إيران بحملة القصف الجوي، التي ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ضد الحوثيين، وبالتدخل العسكري السعودي في البحرين وبدعم الرياض للمعارضة السورية، فيما تندد الرياض بالتدخل الإيراني في المنطقة.
وكان حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، حذر الأحد الماضي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من “اختبار حدود صبر الجمهورية الإسلامية”.
وقال اللهيان: “بدل اتهام الآخرين يجدر بوزير خارجية السعودية وقف دعمه في السر والعلن للإرهابيين في اليمن والعراق وسوريا”.
إيران لن تتخلى عن شعار “الموت لأمريكا”
ورأى قسم كبير من النواب الإيرانيين أن الجمهورية الإسلامية لن تتنازل عن شعار “الموت لأمريكا”، رغم الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة.
وكتب 192 نائبا من أصل 290 في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية: “إيران أمة الشهداء ليست مستعدة إطلاقا للتخلي عن شعار “الموت لأمريكا” بحجة إبرام الاتفاق النووي”.
وأكدوا أن هذا الشعار “أصبح رمز الجمهورية الإسلامية وجميع الأمم المناضلة، التي تعتبر جمهورية إيران الإسلامية نموذجا لها في هذا النضال”.
ونشر النواب البيان قبل يومين من الذكرى الـ36 لبدء احتلال السفارة الأمريكية في طهران في الـ4 من نوفمبر/تشرين الثاني 1979 بعد الثورة الإسلامية.
أزمة الرهائن بين طهران وواشنطن 1979
يذكر أن أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عام 1979 عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأمريكية فيها دعما للثورة الإسلامية، واحتجزوا 52 مواطنا أمريكيا لمدة 444 يوما حتى الـ 20 من يناير/كانون الثاني عام 1981.
وبعد فشل محاولات الولايات المتحدة في التفاوض لإطلاق سراح الرهائن قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذهم في الـ24 من إبريل/نيسان عام 1980، ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل 8 جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد.
وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقات الجزائر يوم الـ19 من يناير 1981، وأفرج عن الرهائن رسميا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك رونالد ريغان اليمين الدستورية.
ووصفت الأزمة بأنها حادثة محورية في تاريخ العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن الأزمة كانت سببا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية، وفي إيران، عززت الأزمة من وضع الخميني وثورته الإسلامية، وكانت الأزمة أيضا بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.
سيريان تلغراف