لن تحل المعضلة السورية إلا بكسر قدم ظريف ؟
يهتم وزير خارجية إيران بلياقة بدنية، تميز نشاطه فيما يعرف بالدبلوماسية المفتوحة التي خاضها شهورا مع (الشيطان الأكبر) بجنيف وفيينا وصولا لتسوية تبدو شبه نهائية لملف طهران النووي.
الوزير الأنيق محمد جواد ظريف كان يعرج في فيينا التي استضافت الجمعة اجتماعا يعتبر الأول من نوعه لناحية الأطراف المشاركة. فقد جمعت المأساة السورية في فيينا؛ السعوديين والإيرانيين ومعهما الروس والأمريكان والأتراك إلى طاولة واحدة. وحين سأل وزير الخارجية الروسية، نظيره الإيراني” خيرا ماذا حل بقدمك “رد ظريف” تزحلقت فالتوت قدمي “!
وعلق لافروف ” يبدو أنك تتسرع الخطى إلى الامام ” !!
الوزير الإيراني النشيط شكر روسيا لأنها أصرت على حضور إيران الى اجتماعات فيينا، على الرغم من الرفض السعودي وإصرار المعارضة السورية؛ المدنية منها والمسلحة على استبعاد طهران واعتبارها جزءا من المشكلة.
ويمثل الحضور الإيراني وفقا لرأي غالبية المراقبين علامة على تفاهم روسي سعودي؛ بدفع أمريكي واضح نحو إيجاد أرضية مشتركة قد ينتج عنها تقدم نحو تسوية طال انتظارها.
إنها ليست المرة الأولى التي تكسر فيها رجل مشارك في حل معضلة دولية، إذا سبق ظريف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي انكسر عظم فخذه الأيمن بينما كان يمارس هواية ركوب الدراجة الهوائية عند الحدود الفرنسية السويسرية مطلع حزيران/يونيو من العام الجاري وعشية اتفاق جنيف بين إيران ودول خمسة زائد واحد حول ملف طهران النووي.
في حينها تطير المتشائمون من أن الحادث نذير شؤوم؛ لكن التطورات الإيجابية اللاحقة كشفت أن “الأعرج” كيري كان أكثر ليونة في ملف طهران النووي من المشي على ساقين سليمين.
هذه المرة أطلق الظرفاء المتفائلون نكتة مفادها أن الوزير الإيراني “الأعرج” قد يكون أكثر تساهلا في التوافق على حل للمعضلة السورية التي تقيد ملايين السوريين بين الموت واللجوء والنزوح والانتظار في ظروف قاسية قرار الكبار؛ الأصحاء منهم والمتعكزين على سلالم الدول العظمى.
ومع أن اجتماع فيينا انتهى بوعد على لقاء بعد أسبوعين، ينبغي أن يشخص سبل التسوية وفي مقدمتها تحديد من يشارك في المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة؛ إلا أن سقف التوقعات ليس عاليا لأسباب عدة ؛؛؛
في مقدمتها أن الجميع ينتظر نتائج العمليات العسكرية على الأرض التي ما تزال تتسم بالكر والفر.
وثانيا لأن القبول السعودي بإيران شريكا على طاولة واحدة مثقل بالاشتراطات، وثالثا لأن الولايات المتحدة لا تتعجل الخطى نحو تسوية سريعة .
فإدارة اوباما التي دخلت شهورها الأخيرة في البيت الأبيض وبات الرئيس الأمريكي “بطة عرجاء”؛ الوصف الموسوم لكل إدارة تتهيأ لمغادرة البيت الرئاسي تبدو في سبات سياسي.
وليس متوقعا أن ينشط باراك حسين أوباما في شهوره الأخيرة باتجاه إنهاء محنة السوريين.
إذ لم يفعل الكثير على مدى الفترة الماضية بسنواتها الثقيلة على السوريين. بل أن سجل إدارته في الملف السوري يتسم بالمراوغة والخداع وإطلاق الوعود والقعقعات الفارغة حتى باعتراف دوائر أوروبية ومن داخل الاستبلشمنت الأمريكي نفسه.
سيعود الوزير ظريف إلى فيينا مجددا وربما بعد أن تستقيم ساقه في انتظار ما يتحقق على أرض المعركة.
وخلافا للنبؤات فإنه ليس كل كسر في ساق أو قدم سيجبر الخواطر المتطلعة إلى نهاية للحرب الطاحنة في سوريا والتي يدفع ثمنها السوريون بأرواحهم ثمنا لليال طويلة في فيينا وقبلها في جنيف وباريس وبروكسل؛ من المفاوضات بين اللاعبين الخارجيين الذين لم يتوقفوا عن ممارسة هواياتهم حتى وإن أصابتهم بكسور!!
سيريان تلغراف | سلام مسافر