نقاط الاختلاف والالتقاء بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا
بدأت الاحتجاجات ضد الحكومة في سوريا في مارس/آذار من عام 2011، امتدادا لما يسمي بـ”الربيع العربي” وسلسلة “الثورات” العنيفة التي عصفت بعدد من دول الشرق الأوسط.
تصاعدت الأحداث في سوريا بوتيرة سريعة جدا وتحولت إلى حرب أهلية، وباتت أراضي هذا البلد لاحقا مرتعا لتنظيمات متطرفة وإرهابية مختلفة تغذيها أطراف خارجية.
روسيا في هذه الأجواء الكارثية والمعقدة فعلت كل ما بوسعها لمنع تكرار السيناريو الليبي بتدخل قوى خارجية بشكل مباشر في أحداث داخلية.
بدأت روسيا والولايات المتحدة منذ عام 2013 في البحث عن حلول وسط لتسوية الأزمة في سوريا، فأين تلتقي موسكو وواشنطن وأين تفترقان حول سوريا؟
الموقف الروسي من الأزمة السورية
تصر روسيا على التسوية السياسية للصراع المسلح في سوريا وتقف بقوة ضد تغيير النظام بالقوة بواسطة التدخل الأجنبي، ومنعت موسكو بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن 4 مرات مشاريع قرارات بشأن الأزمة السورية.
وبفضل جهود الدبلوماسية الروسية تم تفادي التدخل الأجنبي في أغسطس/آب من عام 2013 والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن تدمير الترسانة الكيماوية.
الموقف الأمريكي من الأزمة السورية
أحد التوجهات الأساسية لأعمال الولايات المتحدة في سوريا حتى الوقت الراهن يتمثل في توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما تقر الولايات المتحدة بأن الطريق الوحيد لحل المشكل في سوريا هو عبر انتقال سياسي يحمل طابعا شاملا ويحافظ على الوحدة التراتبية للدولة وقواتها المسلحة، لكن واشنطن ترى مفتاح التسوية في سوريا، كما في السابق، في خروج رئيس البلاد بشار الأسد.
بداية الحوار
طرح وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي جون كيري في الـ7 من مايو/أيار من عام 2013 مقترحا بإجراء مؤتمر جديداللتسوية السورية حمل اسم “جنيف2″، وعقب ذلك أجرت موسكو وواشنطن مشاورات مكثفة بشأن تسوية الأزمة السورية.
الموقف الروسي من مستقبل الأسد
تجري القيادة الروسية حوارا نشطا مع الرئيس السوري بشار الأسد وممثليه.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول التقى الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ووفق تصريح القيادة الروسية، فإن قرار بقاء الأسد أو رحيله عن السلطة يجب أن يتخذه الشعب السوري عبر المفاوضات، ويجب أن يجري انتقال السلطة بوسائل شرعية، كما يتعين اعتماد شروط الفترة الانتقالية من قبل جميع أطراف النزاع.
الموقف الأمريكي من مستقبل الأسد
صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الـ8 من أغسطس/آب عام 2011 لأول مرة بأن على الأسد أن يستقيل، وبقيت استقالة الأسد على مر سنوات النزاع من دون تغيير شرطا للتوصل إلى تسوية في سوريا، إلا أن تصريحات صدرت في الآونة الأخيرة تقول إن الإدارة الأمريكية لا تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة في المستقبل القريب.
روسيا والمعارضة السورية
جرت أولى الاتصالات مع ممثلي المعارضة السورية الداخلية في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011، وفي عام 2012 زار ممثلون عن المعارضة الخارجية موسكو، وبمبادرة من روسيا، عقدت في موسكو في يناير وأبريل من العام الجاري جولتان من المفاوضات بين السوريين، شارك فيهما أكثر من 30 ممثل عن مختلف تنظيمات المعارضة السورية إضافة إلى وفد الحكومة السورية، ونجح المشاركون في اجتماع أبريل لأول مرة في إعداد واعتماد وثيقة مشتركة ذات طابع سياسي.
الولايات المتحدة والمعارضة السورية
تقدم واشنطن منذ بدء النزاع في سوريا مساعدات دبلوماسية ومالية للمعارضة السورية، واعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في ديسمبر من عام 2012 باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري والهيئة القيادية لقوى المعارضة.
إرسال الأسلحة إلى سوريا
روسيا: تزود الجيش السوري بالأسلحة وفق عقود سابقة موقعة، ويساعد الخبراء الروس في تدريب القوات المسلحة السورية على استخدام التقنية ذات العلاقة.
الولايات المتحدة: تسلح واشنطن المعارضة السورية وتنفذ برنامجا للتدريب العسكري.
الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”
روسيا: تدعو موسكو إلى ضم الحكومة السورية للمشاركة في التحالف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، وهي تصر على ضرورة اتخاذ قرار من مجلس الأمن يجيز عمل قوى التحالف.
شرعت القوات الجوية الفضائية الروسية في 30 سبتمبر في توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بطلب من حكومتها.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية لاستعدادها للتعاون مع قوى المعارضة السورية الوطنية في الحرب ضد الإرهابيين.
الولايات المتحدة: بدأ التحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة في أغسطس من عام 2014 في توجيه ضربات جوية لمواقع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق بموافقة بغداد، وفي سبتمبر بدأت عملية جوية في سوريا من دون الحصول على إذن من حكومة البلاد.
وتتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن أن الولايات المتحدة بعد بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا باتت تشن بشكل متزايد غارات على مواقع المسلحين في العراق، وبشكل محدود على الأراضي السورية، وذلك بغرض ” الحد من مخاطر الاصطدام مع الطائرات الحربية الروسية”.
تقديم المعونات الإنسانية للسوريين
سيا تقدم المساعدة لضحايا النزاع الذي طال أمده سكان العالم من خلال عدة قنوات – من خلال وزارة حالات الطوارئ، وكذلك من خلال مؤسسة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. أندرو، الإمبراطورية الأرثوذكسية جمعية فلسطين وغيرها من المؤسسات.
روسيا: تقدم موسكو مساعدات للمتضررين في هذا النزاع الذي طال أمده في سوريا عبر عدة قنوات، منها وزارة الطوارئ ومن خلال مؤسسات الكنيسة الأرثوذوكسية ومؤسسات أخرى.
ونفذت طائرات وزارة الطوارئ الروسية 43 رحلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا ولبنان والأردن، حيث يتواجد اللاجئون السوريون، ما بين يناير من عام 2013 إلى سبتمبر من عام 2015، وقامت ايضا بإجلاء مواطنين من مناطق النزاع المسلح.
وتم إيصال أكثر من 946 طن من المساعدات الإنسانية بواسطة طائرات النقل التابعة لوزارة الطوارئ وتم إجلاء نحو 1400 من مواطني روسيا ودول أخرى.
الولايات المتحدة: يؤكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن بلاده أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع المسلح في سوريا.
وخصصت واشنطن خلال السنوات الخمس الماضية ما مجموعه 4.5 مليار دولار لمساعدة سكان سوريا، وأكثر من 4 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في مختلف الدول.
سيريان تلغراف