اقتصاد

المبادئ العشرة لجني الأرباح في أسواق المال

المبدأ الأول: إذا كنت مبتدئاً في عالم المال وليس لديك الكثير منه فإنه بالتأكيد عندما تخسر فلن تخسر الكثير لذا غامر، إذهب بما تملك إلى عالم مفتوح.. معظم الأغنياء بدؤوا بمغمرة صغيرة…

من المنطقي أن يفضل المستثمر العائد المرتفع لأي سهم عن العائد المنخفض، ويفضل تحمل مخاطر أقل، ولكن للأسف، لا يوجد شيء مجاني في عالم المال، فإنه توجه علاقة متبادلة بين العوائد المرتفعة المتوقعة على أحد الاستثمارات ونسبة المخاطر، فالاستثمارات الآمنة لها عوائد منخفضة، بينما تتطلب العوائد المرتفعة من المستثمرين خوض مخاطر كبيرة.

العائد المتوقع على أحد الأصول الخطرة وهو معدل العائد الذي يتوقع المستثمر الحصول عليه على أحد الأصول خلال فترة معينة من الزمن، ويتكون العائد المتوقع من مدفوعات منتظمة تتعلق بالتدفقات النقدية مثل توزيعات الأرباح على أحد الأسهم أو الفائدة على أحد السندات زائداً أو ناقصاً عن أي تغييرات في سعر الأصل، والعائد على الأصل الخالي من المخاطر هو معدل العائد الذي يحصله عليه المستثمر من أحد الأصول الآمنة والخالية من مخاطر الائتمان. وتقسم المخاطر إلى نظامية وغير نظامية، أما المخاطر غير النظامية في هي تلك المخاطر الناتجة عن الأحداث المفاجئة التي تؤثر في شركة واحدة فقط، مثل إحدى الممارسات المحاسبية غير السليمة، أو اكتشاف أحد العقاقير الجديدة، أو انتهاء فترة براءة أحد الاختراعات، أو يمكن أن تنتج عن حدث يؤثر في مجموعة صغيرة من الشركات مثل إضراب عمال الحديد، وتعتبر المخاطر غير النظامية قاصرة على أحد الأسهم أو الصناعات، ويمكن الحد من آثار المخاطر غير النظامية لأي مستثمر بدرجة كبيرة من خلال التنويع السليم للأصول في المحفظة. المخاطر النظامية هي تلك المخاطر الناتجة عن أحد الأحداث المفاجئة التي تصيب أو تؤثر في الاقتصاد ككل، حيث تؤثر في كل الأصول بدرجة معينة، وذلك الزيادة في معدلات الفائدة، ولا يمكن الحد من مستوى المخاطر النظامية للأصول من خلال التنويع. عند اتخاذ قرار يتعلق بشراء أو بيع أحد الأسهم، فإننا نقوم بتقييم ما إذا كانت احتمالات المفاجآت الإيجابية أو السلبية متساوية أو ما إذا كانت تلك الاحتمالات تميل إلى اتجاه معين، وبمرور الوقت يكون هناك اتجاه نحو قيام عائد ومخاطر الأسواق بالتحرك والعودة إلى المعدلات المتوسطة، وهو مفهوم يعرف بالعودة إلى المعدل المتوسط.

 

المبدأ رقم2: كن ذكياً ولا تتذاكى

تقول الحكمة في أسواق المال: «لا يمكن لأحد أن يتغلب على أسواق المال الكفوءة» وعلى ذلك تبنى النصيحة الذهبية للمستثمرين بأن يكونووا أذكياء وألا يتذاكوا…

وفقاً لنظريات الاقتصاد الخاصة بأسواق المال ذات الكفاءة، يكون سوق الأسهم ذا كفاءة بشكل كبير عندما تعكس الأسعار الحالية للأسهم كل المعلومات المتاحة، وتستجيب أسعار الأسهم تماماً وبطريقة صحيحة وعلى الفور تقريباً لتعكس المعلومات الجديدة، هل يبدو هذا مثالياً بصورة تزيد عن المعقول؟
إذا كان سوق الأسهم كفؤاً قد يكون من غير المفيد تحليل أنماط أسعار الأسهم في الماضي وحجم التعامل للتنبؤ بالأسعار المستقبلية- وهو ما يفعله فنيو السوق من خلال التحليل الفني، كما أنه أيضاً من غير المفيد تحليل الاقتصاد والصناعات والشركات ودراسة القوائم المالية في محاولة للعثور على الأسهم المقومة بأقل أو بأكثر من قيمتها، وهو ما يقوم به معظم المحللين في التحليل الأساسي.
وتشكل نظرية أسواق المال ذات الكفاءة، وكذلك فرضية التحرك العشوائي لأسعار الأسهم، ونموذج تسعير الأصول حجر الأساس لنظرية المحفظة الاستثمارية الحديثة، وببساطة يقول التعريف إن سوق المال ذات الكفاءة هي السوق التي تتعامل بكفاءة مع المعلومات بحيث تعكس أسعار الأوراق المالية تماماً المعلومات المتاحة، وتعتمد على تقييم دقيق لكل المعلومات المتاحة.
أما التحرك العشوائي فنعني به تحرك سعر أحد الأسهم، بحيث لا يمكن التنبؤ بالاتجاه المستقبلي له «لأعلى أو لأسفل» فقط على أساس تحركاته في الماضي، وفيما يتعلق بسوق الأسهم، يعني التحرك العشوائي أنه من المستحيل التنبؤ بالتغييرات قصيرة الأجل في أسعار الأسهم من خلال النظر إلى أنماط الأسعار وحجم التعامل في الماضي، وباختصار، تترابط التغييرات المتلاحقة للأسعار وتعتمد على بعضها البعض، لذلك نجد أن أفضل تقدير لسعر السهم غداً هو سعر السهم اليوم، وعلى المدى البعيد، وجد الباحثون أن معظم أسعار الأسهم تتحرك في ترادف مع نمو الأرباح وتوزيعات الأسهم على المدى البعيد، وبعد إجراء التعديلات مع هذا الاتجاه من النمو، تؤكد نظرية التحرك العشوائي أن طرق وخط سير أسعار الأسهم هي في الواقع شيء عشوائي.

المبدأ رقم 3: عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة

المستثمر العاقل هو الذي يفضل الدخول في مخاطر أقل من الدخول في مخاطر كبرى عملاً بالمثل الشعبي: «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة»…

يعكس هذا المثل وكذلك المثل القائل: «دولار آمن يساوي أكثر من دولار معرض للمخاطر» نظرية تجنب وتحاشي المخاطر. وتعتمد نظريات علم الاقتصاد على افتراض أن المستثمرين يظهرون سلوكاً متجنباً للمخاطر. وبالنسبة للمستثمر المتجنب للمخاطر، فإن ألم خسارة دولار أكبر من سعادة مكسب دولار.
لا يتجنب المستثمر المتجنب للمخاطر المخاطر كلها. فقد يغامر المستثمر بنسبة صغيرة من ثروته على أمل تحقيق مكافأة كبيرة غير متوقعة.
فيما يتعلق بمبدأ تجنب المخاطر، ليس من الضروري أن يقوم كل المستثمرين باتخاذ قرارات ذكية فيما يخص المخاطر والعائد في جميع الأوقات، ولكن عليهم أن ينتبهوا فقط عندما يقررون كيفية استثمار مقدار كبير من أصولهم.
ماذا يعني تجنب المخاطر في الحياة الواقعية؟ يقترب المستثمرون المتجنبون للمخاطر من الاستثمارات بحذر. فعندما يقومون بتقييم أحد الاستثمارات يستخدمون افتراضات متحفظة ويحاولون تحديد ما يمكن أن يحدث. وهم يفحصون عن الجانب السيئ ويطرحون الكثير من أسئلة «ماذا لو؟»، وإذا لم تظهر الاحتمالات في مصلحتهم، فإنهم لا يجرون عملية الاستثمار.
ويعتبر تجنب المخاطر شيئاً جيداً -فالكل يتجنب المخاطرة- نحن نستمتع بكسب الأموال، ولكن في الواقع نحن نكره خسارتها بشدة! ومن الضروري أن تدرك نوعك كمستثمر ومقدار المخاطر التي تستطيع استيعابها وتحملها في طريق خسائر الاستثمار. تأكد من أنك تفهم الخاطر التي ينطوي عليها الأصل الذي تستثمر فيه. إذا لم تكن الاحتمالات في مصلحتك أو لم يكن العائد الإضافي كافياً لتعويضك عن المخاطر الإضافية، دعك من هذا الاستثمار وحاول العثور على نوع من الاستثمار ذي نسبة تصب في مصلحتك. نحن دائماً نحتاج إلى وجود هامش أمان متوقع قبل شراء أحد الأسهم. ونحن نوصيك بأن تفعل أنت ذلك أيضاً.

المبدأ رقم 4: راقب السوق

يشبه أداء سوق الأسهم أداء كل الأسواق في الاقتصاد الذي يتسم بالتنافس. حيث يتحدد سعر أي سهم في السوق من خلال تفاعل عرض السهم من البائعين مع كمية الطلب الموجودة عليه من المشترين.

السعر الحالي هو السعر الذي يتقابل أو يتقاطع عنده عرض السهم مع الطلب عليه. في جانب الطلب، ساعد الانخفاض الكبير في تكاليف العمليات على الشراء في حدوث تنشيط لسوق المال في فترة التسعينيات؛ حيث ساعدت التكاليف المنخفضة على زيادة الطلب على الأسهم، ومن ثم دفعت أسعارها إلى الأعلى.
وتندرج أساليب التعامل مع العرض والطلب في الأجل القصير تحت عملية التحليل الفني والتي سنتناولها في الفصل الثالث. نحن لا نقوم بشراء أحد الأسهم، وذلك ببساطة لأن سعره قد ارتفع بسبب وجود طلب زائد عن الحد في الأجل القصير. عندما نقوم بشراء أحد الأسهم، فإننا نشتريه لأننا نؤمن بأن سعره أقل من قيمته الحقيقية.
إذا أعلنت إحدى الشركات عن أحد الأخبار السيئة، فإننا نقوم بعمل اختبار بسيط لهذا الخبر. إذا ثبت أن الخبر غير صحيح، نقوم بالتخلص من السهم. عندما تعلن إحدى الشركات عن معلومات سلبية غير مفسرة تماماً مثل استقالة أحد المديرين الماليين أو المديرين التنفيذيين بصورة ركيكة الأسلوب أو وجود تصريح مقتضب عن استفسار خاص بهيئة الرقابة والإشراف، فإن هذا يعد إشارة سيئة. ولنا عندئذٍ أن نتوقع أن المزيد من الأخبار السيئة سوف يتوالى ويعمل على هبوط سعر سهم الشركة على مدى فترة أطول.
نرى أن أفضل شيء يقوم به هو بيع السهم مع أول أخبار سيئة من هذا النوع. يمكنك عندئذ رؤية كيفية أداء السهم وكيفية تفاعل السوق، وتستطيع إعادة التقييم الحكيمة من حيازة هذا السهم ثانية.

المبدأ رقم 5: أحسبها بالقرش

عندما يرتبط الموضوع بعوائد الاستثمار.. «أحسبها بالقرش».. لذا سوف نتناول هنا العملية الحسابية التي تقوم بحساب أرباح الاستثمار دون التركيز على الخسائر.

يستخدم العديد من مديري الاستثمار والمستشارين المتوسطات البسيطة لاستعراض أدائهم التاريخي، وتعتبر المتوسطات البسيطة طريقة مضللة لتقييم عائد الاستثمار والمتوسطات المركبة أو الهندسية أكثر تمثيلاً للأداء الفعلي للاستثمار.
وينصح المختصون المستثمرين أن يكونوا حذرين عند قراءة مواد إعلانية تقوم بتقديم سجلات الأداء على أساس المتوسط البسيط العوائد.
في حالة المتوسطات البسيطة، يتطلب الأمر مكاسب كبيرة لتعويض نسبة خسارة معينة، على سبيل المثال: نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أنه فيما بين أعلى ارتفاع لمؤشر ناسداك في آذار 2000، و4 نيسان 2001 هبط سهم شركة «ألترا أوه. تي. سي» بمقدار 94.71% لذلك إذا كان لدى جيم استثمار قدره 1000 دولار في هذه الشركة في آذار 2000، فإنه سيهبط بعد 13 شهراً إلى 52.90 دولار، وقد حدث تحول فيما بين 14 نيسان 2001 و2 أيار 2001 وارتفاع السهم نفسه بنسبة هائلة مقدارها 95.6% لتصل إلى 103.50 دولارات ولكنها لا تزال منخفضة بنسبة 89.56% عن أعلى ارتفاع لها في آذار 2000. العائد المتوسط لهاتين الفترتين غير المتساويتين هو (-94.71% + 95.6%) / 2 = 0.45%، على حين أن العائد الحقيقي لفترة الاحتفاظ، وقدرها 15 شهراً هو -89.65% في هذا المثال، يمكن أن تخمن أن الفارق في حساب العوائد المتوسطة الفعلية يمكن اعتباره مضللاً.
ويعتقد خبراء كثر بقوة أن مستشاري الاستثمار ومديري الصناديق يجب عليهم قياس أدائهم باستخدام المتوسطات المركبة (الهندسية) وليست المتوسطات البسيطة، هي التي تخبر بالعوائد المركبة بما يحدث بالفعل لأموالك. إذا كنت تقوم بتحليل أداء مديري الصناديق أو الصناديق المشتركة، نقترح عليك أن تتأكد من أنهم يقدمون لك عوائد مركبة، أو العوائد السنوية المجردة حتى تستطيع حساب متوسط العوائد المركبة بنفسك، فإن العوائد البسيطة التي يقدمونها يمكن أن يكون مغالياً فيها بدرجة كبيرة.

المبدأ رقم 6: التكاليف والضرائب والتضخم… أعداء المال

تقلل تكاليف التعاملات وتأثيرات الضرائب والتضخم العوائد الحقيقية لاستثماراتك بشكل كبير.. فهم أعداء المال..

تأتي تكاليف التعاملات في أشكال عديدة: عمولات سمسرة عند تنفيذ إحدى العمليات، وعمولات مبيعات، وعمولات استرداد أو استهلاك عندما تقوم بشراء أو بيع أسهم أحد الصناديق المشتركة وأتعاب إدارة أصول سنوية تدفع لصندوق الاستثمار المشترك أو أتعاباً للسمسار أو لمستشار الاستثمار، وهكذا نجد أن تكاليف العمليات تقلل من عوائد محفظة الاستثمار بدرجة كبيرة.
يجب أن تكون مهمة كل مستثمر هي أن يقلل من تكاليف التعاملات إلى أدنى مستوى ممكن، ومن الممكن أن يخبرك السمسار أو المخطط المالي بأنواع الأسهم التي تشتريها وكيفية توزيع استثماراتك بين أنواع الأصول المختلفة وكيفية وضع برنامج استثمار، بحيث يكون موفراً لك من الناحية الضريبية.
إذا كنت تقوم بنفسك باتخاذ قرارات الاستثمار وتوزيع الأصول، يجب أن تبحث عن أقل أتعاب لإدارة استثماراتك، فمثلاً بالنسبة لأسهمنا عندما نقوم بشراء أحد الأسهم على أساس التحليلات الخاصة بنا، نقوم بتنفيذ العملية من خلال سمسار معروف يتقاضى أتعاباً ثابتة منخفضة. وعندما نقوم بشراء أحد الأسهم بناء على توصية من شركة سمسرة تقدم خدمات متكاملة، فإننا نقوم بتنفيذ العملية من خلال شركته مقابل عمولة ثابتة تم التفاوض عليها وتحديدها مسبقاً.
إن توصياتنا الخاصة بتكاليف التعاملات مختصرة، بخلاف الاستثمار في نوع معين من السندات يطلق عليه الأوراق المالية الصادرة عن الخزانة الأميركية والمحمية من التضخم، هناك القليل الذي يمكنك القيام به بخصوص هذا الموضوع، كن مستعداً للاستثمار في أنواع أصول ذات مخاطر أكثر لتساعدك على التغلب على التأثير السيئ الذي يسببه التضخم في الأصول ذات الدخل الثابت.

المبدأ رقم 7: الوقت من مال وذهب

هناك فكرة أساسية تدور حولها نظريات علم الاقتصاد وهي أن دولار اليوم يساوي أكثر من دولار غداً..

نحن نستثمر دولارات اليوم لضمان وجود تدفقات نقدية أكثر غداً، وفي الحقيقة، يتضمن أي قرار مالي أو خاص بالاستثمار إنفاق المال اليوم بغرض الحصول على مدفوعات نقدية في المستقبل، ولتقييم ما إذا كان أحد أنواع الاستثمار ذا قيمة كبيرة أو تافهة، يجب أن تكون قادراً على مقارنة قيمة المال الذي تستثمره اليوم بقيمة المال الذي تتوقع أن تحصل عليه في المستقبل، ولكي تقوم بإجراء هذه المقارنة بطريقة فعالة، يجب أن تفهم العملية الحسابية التي تدور حولها قيمة المال التراكم والخصم. عندما نقوم بتقييم إحدى الشركات، نقوم أولاً بتقدير الأرباح أو المكاسب المستقبلية التي نتوقع أن تكسبها الشركة، ويتضمن توقع الأرباح أو المكاسب عملية ضرب ما تحققه الشركة من مكاسب في مجموعة من المدخلات الخاصة بالنمو خلال فترة معينة من الوقت – وهي عملية تعرف بالتراكم، وبمجرد أن نقدر الأرباح أو المكاسب المستقبلية، نستخدم مفهوماً رياضياً آخر لعمل قيمة حالية اليوم لهذه الدولارات المستقبلية – وهي عملية تعرف بالخصم. إن العنصر الأساسي لتسعير أحد الاستثمارات هو فهم عمليتي الخصم والتراكم، التراكم هو عملية الانتقال من القيمة اليوم أو القيمة الحالية إلى القيمة المستقبلية المتوقعة إلى حد ما وغير المعروفة يقيناً، تعنى عملية التراكم أيضاً أن تضرب في عدد أكبر من 10 وخلال عدد من الفترات وسوف ترى ماذا نعني من وراء هذه العبارة لاحقاً. القيمة المستقبلية هي مبلغ المال الذي سوف ينمو إليه أحد الاستثمارات في تاريخ مستقبلي وذلك من خلال تحقيق فوائد بمعدل معين، دعنا نلق نظرة على أحد الأمثلة لنرى كيفية عمل التراكم والقيمة المستقبلية.
إذا كنت جاداً في الاستثمار، من الضروري أن تفهم كيفية تقييم الأسهم والسندات بطريقة سليمة، وهذا يتطلب منك أن تعرف القواعد الأساسية المتعلقة بقيمة الوقت بالنسبة للنقود، وأن تتفهم العملية الحسابية الخاصة بكل من التراكم والخصم.

المبدأ رقم8: ألعب أكثر من لعبة

من الضروري أن تقوم بمراجعة وفحص سياسة الأصول والاستثمار لديك بصفة دورية لتحديد أفضل طريقة للاستثمار بما يتناسب مع أهداف حياتك.

إلى جانب أهدافك قد يكون لديك أيضاً بعض الاحتياجات للسيولة، أو اعتبارات الضرائب أو المخاوف الخاصة بالصحة. باختصار أظهرت الأسواق بعض الدروس القيمة الخاصة بالمخاطر والعائد عند إدارة محفظة استثمارية من الأصول. ولقد تعلمنا في النظرية الحديثة في الاقتصاد، إننا إذا كنا سوف نحقق أعلى مستوى من العائد في ظل وجود مستوى مخاطر مقبول، فإننا يجب أن ننوع حيازتنا من الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول.
تبدأ عملية التنويع، أي توزيع الأصول، بعملية تقسيم أموال الاستثمار بين أنواع الأصول المختلفة، أكثر أنواع الأصول الأساسية هي الأصول النقدية والودائع قصيرة الأجل والسندات والأوراق المالية ذات الدخل الثابت والأسهم العادية. يميل المستثمرون المتحفظون إلى استثمار معظم أموالهم على هيئة نقود سائلة وأوراق مالية ذات دخل ثابت. على حين يقوم المستثمرون الأكثر جرأة باستثمار جزء من ثروتهم في أسهم عادية.
يوجد داخل أنواع الأصول أنواع وتوزيعات فرعية. تشمل السندات أنواعاً فرعية ترتبط بإصدار الأوراق المالية (خزانة، شركات، محليات، نقد أجنبي) ومدى الاستحقاق (أجل قصير، أجل متوسط، أجل طويل) بالنسبة للأسهم العادية هناك أنواع فرعية متعددة، وترتبط الأغلبية منها بالقيمة في السوق: رأس مال كبير ما يزيد عن 5 مليارات دولار ورأس مال متوسط من مليار إلى 5 مليارات دولار ورأس مال صغير أقل من مليار دولار وكذلك نوعية الأسهم أي إذا ما كانت الأسهم عالية القيمة أو ذات نمو سريع. وتنطبق العلاقة التبادلية بين المخاطر والعائد التي تم مناقشتها في المبدأ الأساسي رقم 1 على أنواع الأصول أيضاً.
يجب أن تقسم محفظة الاستثمار لديك إلى أسهم وسندات واحتياطي نقدي، نحن ندرك أن الأسهم ذات المخاطر لها عائد متوقع أعلى من السندات، والتي لها عائد متوقع أعلى من الاحتياطي النقدي.

المبدأ رقم9: لا تضع كل البيض في سلة واحدة

ما مقدار المخاطر التي تتعامل معها في محفظة الاستثمار الخاصة بك؟ هل تستطيع النوم ليلاً وأنت تعرف أن الأموال التي تحتفظ بها وتستثمرها من أجل تقاعدك يمكن أن تقل إلى النصف بسبب أي عدد من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والتي يمكن أن تكدر الأسواق المالية في العالم؟ هذه مشكلة محيرة.

كلنا نريد تحقيق عوائد أعلى ولكن، هل نستطيع التعامل مع المخاطر المترفعة اللازمة لتحقيق العائد المتوقع؟ ماذا لو حدثت كارثة؟ إن تحديد قدراتك على تحمل المخاطر يعد خطوة مهمة أولى في عملية الاستثمار. وهناك العديد من المواقع الإلكترونية بها اختبارات تساعدك على معرفة مدى قدرتك على تحمل المخاطر.
إن الخطوة الأولى في تقليل مخاطر محفظتك الاستثمارية هي أن تقوم بتنويع أنواع الأصول التي تحوزها. ويعني التنويع توزيع ونشر ثروتك بين عدد من الاستثمارات المختلفة, وكما يقولون «لا تضع كل البيض في سلة واحدة».
إن الهدف من التنويع هو الاستثمار في مجموعة من الأصول التي تزودك بأفضل عائد ممكن آخذاً في الاعتبار مستوى مخاطر معين. ونعني بكلمة الأصول هنا كل شيء له قيمة بالنسبة لك: أسرتك، منزلك، عملك، صحتك، سيارتك، أثاثك، ملابسك، إضافة إلى الأصول المالية الصريحة مثل وثائق التأمين، والأسهم، والسندات، والاحتياطي النقدي. عندما تتخذ قرارات تؤثر في المخاطر والعائد، فكر في المبلغ الإجمالي لأصولك- عملك منزلك، وكل أصولك الملموسة والمالية، وتخيل أنك محتفظ بها في محفظة واحدة، أي بوتقة أو وعاء واحد، وللحماية من التركيز الزائد عن اللازم لأصولك في إحدى المؤسسات المالية التي يمكن أن تخفق، نقترح أن تحتفظ بحسابات مالية لدى بنوك تجارية مختلفة.

المبدأ رقم10: لا ترضى بالأقل

أذا وضعت مبالغ كثيرة في استثمار معين فلا يمكنك قبول عائد أقل من المتوسط المعتاد.. لذا لا بد لك من معرفة نموذج تسعير الأصول بشكل جيد..

ونموذج تسعير الأصل هو نموذج بسيط يقوم بتقدير معدل العائد الذي يجب أن يتوقع المستثمر الحصول عليه على أحد الأصول الخطرة. كما قد يكون الغرض الرئيس منه هو تحديد معدل الخصم المستخدم عند تقييم أحد الأسهم. وهذا النموذج شائع الاستخدام في عمليات المال والاقتصاد.
يبيّن نموذج تسعير الأصل أن العائد المتوقع لأحد الأصول الخطرة مثل أي سهم من الأسهم العادية يساوي العائد على الأصل الخالي من المخاطر مضافاً إليه قيمة علاوة المخاطر.
وسيكون المعدل الخالي من المخاطر الذي نستخدمه للتقييم هو معدل سندات الخزانة طويلة الأجل (10 سنوات) تتكون علاوة المخاطرة من عاملين: معامل بيتا للأسهم وعلاوة مخاطر سوق الأسهم ككل مطروحاً منها المعدل الخالي من المخاطر.
عندما نقوم بتقييم أحد الأصول التي تنطوي على مخاطر، فإننا نفترض أن المستثمرين متجنبون للمخاطر وبذلك يفضلون مخاطر أقل، وبسبب تجنب المخاطر، يقوم المستثمرون بتنويع حيازاتهم ويسعون وراء أكبر عائد متوقع بالنسبة لمستوى المخاطر الذي اختاروه. وحيث إن المستثمرين يحتفظون بمحافظ متنوعة، فإن مقياس المخاطر لأي استثمار جديد يكون فقط المخاطر النظامية لهذا النوع من الاستثمار.
نموذج تسعير الأصول هو النموذج الأب لكل نماذج التسعير. وقد تم ابتكاره منذ منتصف الستينيات، وهو يقدم تقديراً للعائد الذي يتطلبه السوق للاستثمار في سهم ينطوي على مخاطر. وقد كان هذا النموذج مجال اختيار العديد من الأكاديميين أن وضع نماذج أخرى مثل نموذج مواءمة السعر ونموذج تسعير الأصل متعدد العوامل يعملان بصورة أفضل ولكن أداء هذه النماذج لا يبرر تعقيداتها الزائدة.
نستخدم تكلفة رأس المال من الأسهم التي يقوم بحسابها نموذج تسعير الأصل الرأسمالي كمدخلات لنموذج تقييم التدفقات النقدية المخصومة. وهي طريقة بسيطة جداً ولكنها قوية لتقدير تكلفة الأسهم والتي تعتبر عادة أكثر العناصر أهمية عند حساب قيمة رأسمال إحدى الشركات.
تذكر أن قيمة أي استثمار تساوي التدفقات النقدية المتوقعة لهذا الاستثمار، مخصوماً منه قيمة المخاطر وطول وقت التدفقات النقدية المتوقعة، ونحن نعتقد أن نموذج تسعير الأصل الرأسمالي هو أفضل طريقة لتقدير سعر الخصم المرتبط بأحد الأسهم العادية الخطرة ونوصي بأن تستخدمه أنت أيضاً.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock