العملية الروسية تمنح الجيش السوري زمام المبادرة
لأول مرة منذ أكثر من عامين يشن الجيش السوري هجوما منظما على جبهات عدة، قاربت نحو العشر جبهات في كافة أنحاء البلاد.
تأتي هذه الغارات ضمن خطوة يمكن وصفها بأنها محاولة لاستعادة زمام الأمور، بعد خسارته إدلب في آذار / مارس الماضي، واللواء 52 بريف درعا الشمالي الشرقي في حزيران / يونيو الماضي.
ولم يكن بالإمكان البدء بهذه الهجمات المنظمة للجيش السوري وحلفائه من دون الوجود العسكري الروسي الذي أمن غطاء جويا للتحركات الأرضية، وسمح بفتح هذه الجبهات التي ستؤدي إلى تشتيت جهود الفصائل المسلحة:
ـ جبهة ريف حلب الجنوبي والغربي
ـ جبهة ريف حلب الشرقي: محور السفيرة، كويرس
ـ جبهة ريف اللاذقية الشرقي
ـ جبهة ريف حماة الشمالي: محور مورك، كفرزيتا، كفرنبودة
ـ جبهة حمص
ـ جبهة الغوطة الشرقية
ـ جبهة درعا
ـ جبهة القنيطرة
ـ جبهة دير الزور
تعتبر جبهات حلب أكثر الجبهات سخونة وخطورة مقارنة مع الجبهات الأخرى بسبب مساحتها وثقلها الديمغرافي وكثرة المجموعات المسلحة، وقد بدأت المعارك تشتد خلال الأيام الماضية على إثر الصعوبات التي واجهها الجيش السوري في ريف حماة الشمالي.
ووسع الجيش مجال معاركه ليشمل معظم الريف الحلبي من الشمال والجنوب والشرق والغرب قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتمثلة بدخول المدينة، مستفيدا من التواجد الكردي في الشمال الغربي لريف حلب، ومحاولته الوصول إلى مدينة عفرين ومواجهة تنظيم الدولة.
وفي ريف حلب الجنوبي الشرقي سيطر الجيش على قريتي الحلبية والدكوانة شمال مدينة السفيرة، بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة، تمهيدا للوصول إلى قاعدة كويرس الجوية المحاصرة منذ عام ونصف العام.
وقبل أربعة أيام فتح الجيش جبهة أخرى في ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة منذ سنوات، وبدأ الجيش عمليته العسكرية من محورين في الريف الشمالي هما: محور تلبيسة، تير معلة، الغنطو، ومحور جبورين أم شرشوح وسنيسل والخالدية.
وتهدف العملية العسكرية هذه، إلى إعادة فتح الطريق الدولي بين حمص وحماة، وتطويق المجموعات الارهابية في ريف حماة الجنوبي.
وفي الغوطة الشرقية يحاول الجيش منذ ثلاثة أسابيع اقتحامها، وفشل عدة مرات في ذلك، لاسيما في جوبر وعين ترما وعربين وتل كردي، لكن هجوما واسعا للجيش بدأ قبل يومين استهدف قرى الركابية ونولة والقرية الشامية، ومنطقة المرج.
وتسعى الحكومة السورية لتوسيع الحزام الأمني للعاصمة دمشق، ليشمل هذه المرة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها “جيش الإسلام” المدعوم من السعودية.
أما في الجنوب، فقد بدأ الجيش المبادرة بعد فشل الفصائل المسلحة المنضوية تحت الجبهة الجنوبية في اقتحام مدينة درعا، واستطاع خلال الأيام الماضية من السيطرة على حي المنشية جنوبي المدينة، في وقت يواصل هجومه على محيط مدينة الشيخ مسكين شمالي المدينة.
وفي القنيطرة، نجح الجيش في السيطرة على تل القبع وتل الأحمر ومزارع الأمل بريف القنيطرة الشمالي القريبة من الجولان المحتل إثر معارك مع الفصائل المسلحة، وسقط خط الدفاع المتقدم للفصائل المسلحة.
يشكل فتح هذه الجبهات خطوة مهمة بالنسبة لدمشق التي تسعى إلى تغيير موازين القوى قبيل الانتقال إلى مرحلة المفاوضات السياسية المقرر إطلاقها بداية العام المقبل، مستفيدة من الجهود الروسية على الصعيد الأممي، ومحاولتها تعميم رؤيتها وتفسيرها لمجموعة العمل الدولية (بيان جنيف)، خصوصا فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية ومصير الأسد.
سيريان تلغراف | حسين محمد