بقاء الرئيس السوري من عدمه أرّق السياسيين والدبلوماسيين وجعل الموقف الأوروبي منقسما بين الرفض والقبول، وفي كل مرة تبوء بالفشل الجهود المضنية من أجل إيجاد موقف موحد.
وفي هذا الصدد وقبل اجتماع اعتيادي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الاثنين المقبل، صرح دبلوماسيون الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول أن دول الاتحاد الأوروبي تبذل جهودا مضنية من أجل التوصل لموقف موحد بشأن الدور الذي يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد أن يلعبه في حل الأزمة السورية.
ويعكف الدبلوماسيون على العمل للتوصل إلى حل وسط بين الدول الداعية لرحيل الرئيس السوري فورا، والدول الأخرى التي أبدت استعدادها لقبول انتقال مرن للسلطة في سوريا، خاصة مع استمرار تدفق أعداد ضخمة من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا.
وفي هذا السياق قال دبلوماسي أوروبي: “هناك إجماع بين الدول الأعضاء على أن الأسد لن يكون جزءا من حكومة مستقبلية في سوريا، لكن كيفية صياغة ذلك على وجه التحديد مازال موضع بحث”، فيما قال دبلوماسي ثان: “نحن نتحدث عن ترتيبات انتقال مرن، الانتقال أمر رئيسي الآن”، مضيفا “لن نرى في موقف الاتحاد الأوروبي أن الأسد لابد أن يرحل”.
فيما أبدى دبلوماسيون آخرون ضرورة المزيد من الحذر، مؤكدين أن القضية الرئيسية والأساسية تتمثل في وقف العنف ضد الشعب السوري.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند صرح في غضون الأسبوع الأول من الشهر الحالي بأن بلاده مستعدة للقبول ببقاء بشار الأسد رئيسا في الفترة الانتقالية. وأضاف: “إذا كان ثمن تنفيذ ذلك هو وجوب القبول بأن يبقى الأسد رئيسا للدولة لفترة من الوقت، هل سيهم إذا استمر ذلك ثلاثة أيام أو ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر أو حتى أطول من ذلك؟ لا أعتقد ذلك”.
يذكر أن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي سيجتمعون السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول للتوصل إلى صيغة نهائية لبيان يرفع إلى وزراء الخارجية.
سيريان تلغراف