روسيسكايا غازيتا : هل البنتاغون مستعد “لتسليم” داعش ؟
تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” في مقال لها الى مسألة اختلاف المواقف بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مستوى التعاون على مكافحة “الدولة الإسلامية”.
جاء في مقال الصحيفة:
تحولت مناقشة مسألة التعاون بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية على الساحة السورية الى صراع دبلوماسي بينهما خلف الكواليس. والاختلاف الرئيسي في المواقف هو بشأن “عمق” تبادل المعلومات بينهما مع أن تؤخذ بعين الاعتبار ضرورة تنسيق العمل في اطار عمليات مكافحة “الدولة الإسلامية”.
يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشينكوف “لقد استجابت الوزارة الى طلب البنتاغون ودرست مقترح الجانب الأمريكي بشأن تنسيق العمل”. واضاف “يتطلب الأمر توضيح بعض الأمور الفنية التي ستناقش على مستوى الخبراء”.
جوهر الاختلافات يكمن في تفاصيل هذه الأمور. في البنتاغون يريدون ان يكون التعاون بين القوات الروسية وقوات الائتلاف الدولي في سوريا في المجال التقني فقط، الذي من شأنه أن يمنع حدوث اصطدامات في الجو بين الطائرات الروسية وطائرات الائتلاف التي تنفذ مهامهما القتالية في الاجواء السورية. أما موسكو فتقترح توسيع التعاون ليشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية عن مواقع “الدولة الإسلامية” حيث ان وزارة الدفاع الروسية “مستعدة لأخذ هذه المعلومات بالاعتبار عند التخطيط لغارات جوية جديدة”.
الجانب الأمريكي لا يسرع للعمل بـ “عمق” مع الجانب الروسي، فقد اعترف نائب قائد القوات الجوية الأمريكية لشؤون الاستخبارات، الجنرال روبرت أوتو بأنه “لا يرى بروز حالة تجبره على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الروس”.
من جانبها تؤكد وسائل الاعلام الأمريكية أن البنتاغون يدرس ثلاث خطط ممكنة للتعاون مع موسكو. الأولى- تقسيم سوريا الى مناطق مسؤولية بين روسيا والائتلاف الدولي. الثانية- الاتفاق على عمليات تنسيق منتظمة، والثالثة- “شراكة كاملة” بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية. ولكن هذا السيناريو في الوقت الحاضر ضعيف جدا وغير محتمل. كما ان الجانب الروسي “لا يفرض نفسه كشريك في تسوية المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي”.
وستجري خلال الأيام المقبلة اتصالات عبر الفيديو بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية، ولكن حسب رأي نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف “من الأفضل لو ان الزملاء جاؤوا بنفسهم الينا لمناقشة المشاكل التي تواجهنا”.
ولكن ردا على ذلك تتهم الصحافة الغربية العسكريين الروس بأنهم يقصفون في سوريا مجموعات غير المجموعات المستهدفة، وقد طلبت وزارة الدفاع الروسية من قيادة الائتلاف الدولي تزويدها بـ “معطيات ومؤشرات محددة ومواقع “الدولة الإسلامية”” وان موسكو مستعدة لأخذها بالاعتبار لأجل زيادة دقة الغارات الجوية. ولكن الجانب الأمريكي لا يرغب في تبادل مثل هذه المعلومات بالذات.
قد يكون السبب الحقيقي لهذا السكوت هو اندماج المجموعات المعارضة لبشار الأسد التي يطلق عليها اسم “المعارضة المعتدلة” بمسلحي “الدولة الإسلامية”، وهذا ما تؤكده صحيفة “ستامبا” الايطالية بصورة غير مباشرة.
وبحسب الصحيفة، هناك الى جانب مواقع ارهابيي “الدولة الإسلامية” بالقرب من مدينة اللاذقية مواقع لما يسمى بـ”جيش الفتح” المدعوم من المملكة السعودية وقطر وتركيا. وبالذات قد تكون مواقعه قد تضررت نتيجة القصف الجوي الروسي. وبالنتيجة نلاحظ هذا التناقض في الأمور، فمن جانب تتهم وسائل الاعلام الغربية روسيا بتدمير المعارضة السورية المعتدلة، ومن جانب آخر يرفض الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن مواقع مسلحي “الدولة الإسلامية”.
وكما تؤكد صحيفة “ستامبا”، اقتنع البنتاغون بعدم فعالية الغارات الجوية وهو مستعد لتغيير نهجه. لذلك قرر زيادة المساعدات العسكرية لـ”الائتلاف العربي السوري” الذي يضم الأكراد والذين لا يُحتمل انضمامهم الى “الدولة الإسلامية” بعد الجرائم التي اقترفها مسلحوها في المدن الكردية.
وفي تصريحات مفاجئة لصحيفة “اكسبرس” البريطانية قال الخبير في المعهد الملكي الموحد للدراسات الدفاعية افضال اشرف، إن القضاء على الدولة الاسطورة “الدولة الإسلامية” “ممكن في خلال بضعة ساعات إذا قرر المجتمع الدولي التحرك”.
هنا يمكن ان نضيف أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت مرارا وتكرارا عن استعدادها للتعاون مع جميع من يريد القضاء على “الدولة الإسلامية”. ولكن الرد على هذا كما تشير وسائل الاعلام الأمريكية وكما جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر هو ضرورة مواجهة روسيا في سوريا…
سيريان تلغراف