نيزافيسيمايا غازيتا : واشنطن تعرقل المبادرة الروسية
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى المبادرة الروسية بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى رفض واشنطن لها.
جاء في مقال الصحيفة:
يعقد مجلس الأمن الدولي يوم 30 سبتمبر/أيلول الجاري جلسة برئاسة روسيا بشأن المقترحات التي تضمنها خطاب الرئيس الروسي أمام الجمعية العمومية. ولكن أصبح معلوما أن الولايات المتحدة رفضت هذه المقترحات الخاصة بشأن اتخاذ إجراءات سريعة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع أن الرئيسين بوتين وأوباما اتفقا خلال لقائهما على التعاون العسكري المباشر لتجنب وقوع مواجهات خلال العمليات المحتملة في سوريا.
إن ما يعقد الأوضاع في المنطقة هو عدم تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي بسبب النزاعات المسلحة في العراق واليمن وسوريا وليبيا. على هذه الخلفية ارتفع بصورة حادة خطر الإرهاب وتهديدات من جانب أنصار “الدولة الإسلامية” المحظورة في روسيا.
سيركز اجتماع وزراء الخارجية بدعوة من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اهتمامه على هذه المشكلة أيضا، حيث من المقرر في أن يقر في ختام أعماله بيانا أعده رئيس مجلس الأمن الدولي، يتضمن الإجراءات السريعة الواجب إقرارها لتسوية النزاعات في المنطقة والخطوات اللاحقة لمواجهة خطر الإرهاب.
ولكن أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن الولايات المتحدة ستعرقل إقرار هذا البيان، حيث “قال الأمريكيون إنهم لن يعملوا بموجب هذا البيان، بسبب كثرة الخلافات بيننا”. ومع ذلك يتوقع تشوركين أن تتخلل الاجتماع الوزاري مناقشات بناءة، حيث أبدى 70 وزيرا نيته في القاء كلمة فيه.
من جانبها أعلنت مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة شيبا كروكير، أن مشروع البيان المقترح، “يمكن اعتباره دعما لوجهات النظر الرامية إلى تقويض الجهود المبذولة من أجل الانتقال السياسي للسلطة في سوريا عن طريق المفاوضات”. ومع ذلك تعتقد واشنطن أن مضمون البيان يتعارض مع الجهود التي يبذلها الائتلاف برئاسة الولايات المتحدة لمكافحة “الدولة الإسلامية”.
تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن موقف الجانب الأمريكي هو تأكيد آخر على أن بوتين لم يتمكن من تغيير موقف أوباما بشأن الأزمة السورية. لذلك اقترح تشكيل ائتلاف دولي واسع لمكافحة “الدولة الإسلامية” وتنسيق العمليات الحربية وفق قرار مجلس الأمن الدولي.
لقد اختلف موقف الرئيسين بشأن سوريا خلال لقائهما، فيما يخص تقييم الدور الذي يجب أن يلعبه بشار الأسد في تسوية الأزمة السورية. يقول ممثل الادارة الأمريكية إذا كانت روسيا تعتبر الأسد دعامة أساسية في مكافحة التطرف، فإن الجانب الأمريكي يعتبر أن الأسد “يؤجج نيران الصراع” بين الطوائف الدينية. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعتبر الاستعدادات العسكرية الروسية في سوريا غير بناءة لجهة تسوية الأزمة. وستحدد الادارة الأمريكية موقفها من ذلك على ضوء ما ستقوم به موسكو لاحقا، وهل ستكتفي باستخدام القوة ضد “الدولة الإسلامية” أم ستستخدمها في تصعيد النزاع بين الأسد وشعبه.
عموما يصف المسؤولون في الولايات المتحدة لقاء بوتين وأوباما، بأنه مثمر، “لم يكن هذا لقاء من أجل أن يحصل كل منهم على المزيد من النقاط. لقد رغب الرئيسان في التوصل إلى وسيلة لتسوية الأزمة السورية”.
لقد أشار الرئيس بوتين في المؤتمر الصحفي عقب لقائهما إلى أن اللقاء كان مثمرا وبناء تخللته الصراحة التامة. وحسب قوله، فإن لموسكو وواشنطن العديد من المواقف المتقاربة بشأن الأزمة السورية وأوكرانيا، مع بقاء اختلافات أخرى اتفق على العمل لاحقا لتقريبها.
سيريان تلغراف