لقاء بوتين أوباما .. كواليس طريفة واهتمام إعلامي ضخم
حظي لقاء الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما باهتمام واسع في أوساط الصحافة العالمية. ولم يخل هذا اللقاء من إشارات ومواقف أثارت قراءات وتحليلات مختلفة.
تفاهم على الجوهر، واختلاف في التفاصيل.. هكذا بدا لقاء زعيمي أقوى دولتين في العالم بعد نحو ثلاث سنوات تجنبا فيها لقاء بعضهما البعض، في ظل توتر في العلاقات عنوانها سوريا ومكافحة الاٍرهاب وأوكرانيا، توتر تخللته انفراجات ولو وجيزة، فهل يا ترى سيكون لقاء بوتين أوباما وما رشح عنه من إشارات إيجابية على العموم، بداية انفراج حقيقي سيغير التعامل مع كافة القضايا الكبرى، أم أن احتفال الجمعية العامة للأمم المتحدة بعيد ميلادها السبعين، استوجب احترام هذا العيد وبالتالي ستعود العلاقات الى ما كانت عليه بمجرد انقضائه؟ أسئلة سيجيب عنها تطور القضايا الخلافية وما تيسر من قادم الأيام.
ركزت وسائل الإعلام الدولية التي تغطي فعاليات الدوة الـ 70 لأعمال الجمعية العاملة للأمم المتحدة على لقاء بوتين – أوباما أكثر من تركيزها على كلمات الزعيمين في اليوم الافتتاحي للدورة، بدءا من فحوى اللقاء وما نتج عنه، والمؤتمر الصحفي للرئيس بوتين، مرورا ببعض الكواليس والتي كنت أنا مراسل RT شاهدا على بعضها، منها الطريفة، ومنها تلك التي تحمل إشارات معينة.
بدا جليا ومنذ الساعات الأولى من بداية توافد زعماء الدول على مقر الأمم المتحدة في مانهاتن.. بدا أن موكب سيد البيت الأبيض حظي بترتيبات خاصة، لعل السلطات الامريكية أرادت من خلال ضخامته إيصال ما أرادت إيصاله، وهذا أمر طبيعي كما يرى كثيرون.
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيويورك وتوجه مباشرة الى مقر الامم المتحدة لإلقاء كلمته، بدا ان موكب الزعيم الروسي من الضخامة ما لا يترك مجالا للشك، ان السلطات الأمريكية تهتم بكل التفاصيل ولا تترك شيئا للصدفة، فقد قامت بإغلاق الطرقات الفرعية المؤدية الى مبنى الأمم المتحدة، وشددت من إجراءات المراقبة والتفتيش.
بعد الكلمة والتي احتشد الصحفيون امام شاشة كبيرة في المركز الإعلامي بغية عدم تفويت أي صغيرة ولا كبيرة، كان هناك إفطار رسمي برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على شرف الحضور، تصافح خلاله الرئيسان بوتين وأوباما لأول مرة منذ عام 2013، وتبادلا الابتسامات، وأعين باقي الحضور لم تفارق تحركات الرئيسين والاشارات التي تصدر عنهما، فالإشارات هنا من تتحدث وليس الألسن، كما يقول خبراء علم النفس.
من اللقطات الطريفة التي شهدتها بأم عيني، مباشرة بعد انتهاء الرئيس فلاديمير بوتين من المؤتمر الصحفي الذي عقب لقاءه بأوباما، تصادف ذلك مع اختيار رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو ومرافقيه مغادرة مقر الأمم المتحدة مشيا باتجاه الفندق حيث يقيم الوفد التركي، والذي لا يبعد كثيرا عن المبنى، وبمجرد وصوله الإشارة المرورية، تحرك موكب الرئيس فلاديمير بوتين وقامت الشرطة بايقاف الحشود التي كانت تستعد لقطع الطريق مشيا بمن فيهم داوود أوغلو ووفده، إلى حين مرور موكب بوتين..!
من الطرائف كذلك والتي ركزت عليها وسائل الإعلام الأمريكية، المكان الذي شهد اللقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي وهو قاعة المشاورات التابعة لمجلس الأمن الدولي، ومن المصادفة أن هذه القاعة هي أراض روسية بموجب القانون الدولي، على اعتبار أن روسيا الاتحادية هي من يترأس مجلس الأمن الدولي خلال هذا الشهر، فأثارني عنوان إحدى القنوات الأمريكية المعروفة حين اعتبرت أن بوتين التقى أوباما في روسيا ولو أنه حضر إلى الولايات المتحدة..!
من المؤكد إذن أن بوتين وأوباما كانا العنوان الأبرز لليوم الأول لفعاليات الدورة السبعين للجمعية العامة، فالزخم الإعلامي الذي حظيا به غطى لربما على حضور العديد من الزعماء ممن تصادف إلقاء كلماتهم في اليوم الأول، وبغض النظر عن فحوى ما تناوله الزعيمان، فإن تفاصيل حضورهما في اليوم الأول، شغل أعين الصحافة وأتعب من يهتم بالتفاصيل والإشارات على كثرتها في مثل هذه المناسبات.
سيريان تلغراف | أمين درغامي – نيويورك