أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل الأزمة السورية غير ممكن إلا بتعزيز الحكومة الشرعية الموجودة وإقناعها بالحوار مع جزء المعارضة السليم وبإجراء إصلاحات.
وقال بوتين في حوار أجرته معه القناة التلفزيونية الأمريكية “سي بي إس”، يبث الأحد 27 سبتمبر/أيلول تعليقا على رأي بأن أحد أهداف موسكو يتمثل في إنقاذ القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد الذي يتعرض لهزيمة في النزاع المسلح: “صحيح هكذا هو الأمر”.
وأكد الرئيس الروسي قبيل مشاركته الاثنين المقبل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلتقي على هامشها بنظيره الأمريكي باراك أوباما، على قناعته الراسخة بأن “العمل في الاتجاه الآخر الموجه إلى تدمير الحكومة الشرعية، سيخلق وضعا يمكن رؤيته في دول أخرى بالمنطقة وفي مناطق أخرى، على سبيل المثال في ليبيا، حيث دمرت مؤسسات الدولة. ونحن نرى وضعا مماثلا، للأسف، في العراق أيضا”.
وأضاف بوتين قائلا، حسب مقطع من المقابلة نشر على موقع القناة التلفزيونية الأمريكية باللغة الإنكليزية: “لا توجد طريقة أخرى لحل الأزمة السورية عدا تعزيز مؤسسات الحكومة الحالية وتقديم المساعدة لها في الحرب على الإرهاب، لكن وفي الوقت ذاته تشجيعها للدخول في حوار مع القسم السليم من المعارضة وإجراء إصلاحات”.
وردا على سؤال عن موقفه من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تطالب بإسقاط الأسد، نصح الرئيس الروسي بـ”التوجه إلى الشعب السوري، وحده الشعب السوري يجب أن يقرر من يدير شؤون بلاده وكيف”.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح على قيادة سوريا ودول المنطقة بما فيها تركيا والأردن والسعودية توحيد جهودها لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأبدت موسكو استعدادها للمساهمة في إقامة حوار بين هذه الدول.
بالمقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى تنحي الأسد، وتقف ضد تقديم أي مساعدة له، في حين دعت روسيا من جانبها مرارا “التحالف الدولي” إلى التعاون مع السلطات السورية بإشراف مجلس الأمن بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويعد هذا التنظيم الإرهابي في الوقت الراهن أحد التهديدات الرئيسة للأمن العالمي، حيث تمكن مسلحوه خلال 3 سنوات من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا، وهم يسعون إلى توسيع نفوذهم في شمال إفريقيا.
وحسب تقديرات مختلفة، تصل مساحة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية إلى 90 ألف كيلو متر مربع.
بوتين: لقب “القيصر” لا يناسبني
من جهة أخرى، وصف الصحفي تشارلي روز الرئيس الروسي أثناء حواره معه بأنه “شخصية فذة” معلنا أن كثيرين يسمونه “القيصر”.
فما كان من بوتين إلا أن رد قائلا: “وماذا في ذلك؟ يطلقون عليّ أسماء مختلفة”، مشددا على أن لقب القيصر لا يناسبه، و”لا يهم ما يطلقون عليك من أسماء، ذوو النوايا الطيبة أو نقيضهم، الأصدقاء أو الخصوم السياسيون. المهم كيف ترى أنت نفسك، وما يجب عليك فعله لصالح بلادك”.
وفي معرض إجابته على أسئلة محاوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ما يعجبه في الولايات المتحدة هو النهج الإبداعي في حل المشكلات والانفتاح والتحرر الذي يساعد على تفتح القدرات المختزنة.
سيريان تلغراف