نيزافيسيمايا غازيتا : الائتلاف يفقد الأمل في تحقيق نصر سريع على “المجاهدين”
نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” موضوعا بشأن العمليات الحربية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” تشير فيه إلى أن الائتلاف فقد الأمل في تحقيق نصر سريع عليه.
جاء في مقال الصحيفة:
فقد الائتلاف الدولي الأمل في تحقيق نصر سريع على “الدولة الإسلامية”. فقد اعترف الجنرال الأمريكي مارتن دمبسي، بأن الحملة العسكرية وصلت الى طريق مسدود. من جانبه نصح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الغرب بإشراك روسيا في عمليات مكافحة المتطرفين.
يقول ساركوزي، “لقد ارتكب الغرب خطأ فادحا، في محاولته لخلق ظروف حرب باردة جديدة ضد روسيا. نحن اليوم بحاجة الى دعم روسيا، كما في الملف السوري، كذلك فيما يخص مكافحة “الدولة الإسلامية”. ثم أضاف “طبعا هذا لا يعني اننا نتفق مع موسكو في كل شيء، أو مع ما يجري في دونيتسك”.
من جانبهم يدعو الخبراء الى عدم تضخيم أهمية تصريحات ساركوزي، حيث يشير الخبير جيورجي ميرسكي الى ان “هذه التصريحات موجهة للاستهلاك المحلي. يهدف ساركوزي من ذلك الى إظهار ان الحكومة الفرنسية الحالية غير صالحة، ولا تعرف كيف تكافح “الدولة الإسلامية”، وأكثر من هذا تشاجرت مع موسكو”.
اعتقد الغرب ان روسيا ستساهم في مكافحة “الدولة الإسلامية” وفق القواعد التي يضعها. فمثلا الولايات المتحدة تعارض بشدة دعم موسكو لنظام بشار الأسد. فقد صرح نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، ايريك شولتز وقال “نحن على استعداد للترحيب بمساهمة روسية بناءة في مكافحة “الدولة الإسلامية”. ولكن نقول بوضوح بأننا ضد تقديم الدعم للنظام السوري من أي جهة كانت ومن بينها روسيا”.
جاءت هذه التصريحات بعد أن نشرت وكالة رويتر استنادا الى مصادر لبنانية، ما يفيد بأن روسيا ارسلت الى سوريا سفينتي انزال على متنهما عدد من مشاة البحرية، فضلا عن عدد من الطائرات. اتصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف وأعرب عن قلقه بشأن احتمال تصعيد النزاع. بعدها قال السكرتير الصحفي للخارجية الأمريكية، جون كيربي “لقد طلبنا من شركائنا في المنطقة طرح أسئلة قاسية على الروس”.
يشك ميرسكي في أن يعطي مشروع إشراك روسيا في مكافحة “الدولة الإسلامية” نتائج ملموسة ويقول “يكفي أن تكثف موسكو نشاطها العسكري، كما حصل الآن، حتى يعتبرها الغرب تهديدا ومحاولة لدعم الأسد”.
تنوي روسيا دعم نظام دمشق في المستقبل ايضا، حيث أشار السكرتير الصحفي للرئيس بوتين، دميتري بسكوف، الى أن روسيا تعتبر ان تقديم الدعم للجيش السوري أمر مهم جدا، لعدم وجود “قوى منظمة أخرى قادرة على القتال” ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا. ولكنه رفض الحديث عن عدد الخبراء العسكريين الروس في سوريا. من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على “وجود عسكريين روس في سوريا منذ عدة سنوات” ولكن مهمتهم تقتصر على تدريب السوريين على استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية.
من جانبه صرح وزير الدفاع الأسترالي كيفين اندريوس، لقناة سكاي نيوز، بأن الائتلاف الدولي يفقد تدريجيا الأمل في تحقيق نصر سريع على “الدولة الإسلامية” مضيفا أن اشتراك بلاده في هذه العمليات سيستمر عدة سنوات.
أما رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرال ديمبسي، فقد اعترف خلال لقاء مع الصحفيين في برلين بأن الحرب ضد “الدولة الإسلامية” هي في “مأزق تكتيكي”. لقد تمكنت قوات الائتلاف من السيطرة على قنوات إمداد الارهابيين وقضت على عدد من قادتهم، ونظمت هجمات على عدة جبهات، ولكن جميع هذه الجهود تذهب سدى في العراق.
قبل أيام أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى ان برنامج إعداد مقاتلي المعارضة السورية الذي خصص له مبلغ 500 مليون دولار قد فشل. ويذكر ان المجموعة الأولى (54 مقاتل) بعد عودتها الى سوريا قد وقعت في الأسر ولم تحظى بمساندة الأهالي. ومع ذلك يقول مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية انهم لا ينون التخلي عن هذا البرنامج، رغم عدم وجود أي مقترحات وآراء محددة بهذا الشأن.
من جانبه قال رئيس الهيئة المشرفة على هذا البرنامج كريس كونولي، “كنا نعلم أن مهمتنا صعبة منذ البداية”.
سيريان تلغراف