نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتخاذ روسيا أية خطوات لتعزيز وجودها العسكري في سوريا، فيما أكد الكرملين أن المهمة الروسية تتمثل في دعم دمشق في مكافحة الإرهاب.
وأكد الكرملين أن الجيش السوري يمثل اليوم القوة الوحيدة القادرة على مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي بصورة فعالية.
وذكر دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي الخميس 10 سبتمبر/أيلول أن روسيا شددت مرارا على الأبعاد الهائلة للخطر الذي يمثله تنظيم “داعش”.
وأردف: “القوة الوحيدة القادرة على التصدي لتقدم “داعش” هي القوات المسلحة السورية. ولا توجد (في سوريا) أية قوة منظمة وفعالة أخرى، ولذلك ترى روسيا أن مهمتها تتمثل في دعم السلطات السورية في مكافحة هذه الظاهرة”.
وبشأن مزاعم إعلامية تحدثت عن مشاركة خبراء عسكريين روس في القتال بسوريا، ذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الأسبوع الماضي إنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات الميدانية لمكافحة الإرهاب في سوريا. ونفى حدوث أي تعديل في موقف موسكو هذا.
لافروف: روسيا لا تتخذ أية خطوات إضافية لتعزيز وجودها العسكري في سوريا
بدوره نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتخاذ موسكو لأية خطوات إضافية لتعزيز وجودها العسكري في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن هناك خبراء من روسيا في الأراضي السورية تتمثل مهمتهم في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية.
وتابع أنه إذا ظهرت ضرورة لاتخاذ مثل هذه الخطوات، فستعمل روسيا على هذا المسار بما يتطابق بالكامل مع القانون الدولي والتزامات روسيا الدولية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيريه من السودان وجنوب السودان: إننا لم نخف أبدا وجودنا العسكري (في سوريا). ويعمل هناك خبراؤنا العسكريون المعنيون بمساعدة الجيش السوري في التدريب على استخدام الأسلحة. ولا تتخذ روسيا في الوقت الراهن اية خطوات إضافية”.
وأردف: “إذا أصبحت مثل هذه الخطوات ضرورية، فسنتخذها بمراعاة تامة لقوانيننا وللقانون الدولي والتزاماتنا الدولية، كنا أننا لم نقدم على ذلك إلا بطلب وبموافقة الحكومة السورية، أو حكومات دول أخرى في المنطقة، إذا كان الحديث يدور عن دعم هذه الدول في مكافحة الإرهاب”.
وذكر لافروف أن الخبراء الروس يعملون في الأراضي السورية منذ زمن بعيد، مؤكدا أن وجودهم لايعد وجودا عسكريا روسيا في سوريا.
لافروف: الاتهامات الموجهة إلينا بشأن الأزمة السورية عديمة الأساس
هذا ووصف لافروف الاتهامات التي يوجهها الغرب إلى روسيا بـ”اتخاذ خطوات تؤدي بصورة غير مباشرة إلى تعزيز تنظيم “داعش”، بأنها عديمة الأساس.
وجاء هذا التصريح تعليقا على مضمون مكالمة هاتفية جرت بين لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول.
وأكد لافروف أن كيري أعرب خلال المكالمة عن قلقه من إشاعات أثرت خلال الأيام الماضية على المساعدات الروسية لدمشق.
وقال: “أصر كيري على فكرة غريبة جدا مفادها أن دعمنا لبشار الأسد في مكافحة الإرهاب لا يؤدي إلا لتعزيز مواقع “داعش” وذلك لأن ممولي هذا التنظيم الإرهابي سيردون بتزويده بالمزيد من الأسلحة والأموال والوسائل الأخرى الضرورية لتنفيذ النوايا الشريرة للإرهابيين. لكنه منطق مقلوب رأسا على عقب، كما أنه محاولة جديدة لتشجيع أولئك الذين يعتمدون على الإرهابيين في حربهم ضد الأنظمة التي لا تروق لهم”.
ودعا الوزير الروسي إلى التخلي عن الكيل بمكيالين فيما يخص مكافحة تنظيم “داعش”، مؤكدا أن موسكو لا تريد تكرار “السيناريو الليبي” في سوريا، ولذلك تزود الجيش السوري بما يحتاج إليه. وتابع أن الجهود الروسية في هذا الاتجاه لا تقتصر على سوريا، إذ تورد موسكو أسلحة للدول الأخرى التي تواجه الإرهاب في الخطوط الأمامية، بما في ذلك العراق، الذي يتعاون معه الجانب الروسي دون أية شروط سياسية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد ذكرت تعليقا على المكالمة الهاتفية أن كيري أعرب خلالها عن قلقه من تقارير إعلامية تحدثت عن تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا، وحذر من أنه “إذا كان لهذه التقارير أساس من الصحة، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من العنف.”
وقال إريك شولتس الناطق باسم البيت الأبيض تعليقا على المكالمة: “يكمن خطنا الأساسي في دعم أية مساهمة روسية بناءة في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”. لكننا نشدد على أننا لا نرى أساسا لخطوات تقوم بها أية دولة، بما في ذلك روسيا، لدعم نظام الأسد”.
أما وزارة الخارجية الروسية فذكرت تعليقا على المكالمة أن لافروف أكد خلالها ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية المسيطرة على أجزاء واسعة من سوريا، بشكل جماعي.
وأوضحت الوزارة أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأمريكي، و”ركزت على مشكلة تسوية الأزمة بسوريا، وأن الطريق الى ذلك حسب بيان جنيف يوم 30 يونيو/حزيران من العام 2012، يقع عبر إقامة حوار بين الحكومة السورية والمعارضة”.
يذكر أن واشنطن وحلف الناتو أعربا عن قلقهما مرارا من المزاعم الإعلامية المتعلقة بإرسال قوات روسية إضافية إلى سوريا، فيما نفت موسكو هذه المزاعم قطعا، لكنها أكدت وجود عسكريين روس في الأراضي السورية تتمثل مهمتهم في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات العسكرية الروسية التي يتم توريدها إلى سوريا.
هذا ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين الأربعاء أن روسيا أرسلت إلى سوريا سفينتي إنزال عسكري وطائرة تحمل معدات مخصصة لتجهيز مدرج الهبوط والإقلاع في مطار حميميم باللاذقية، بالإضافة إلى نشر قوة صغيرة في الأراضي السورية. كما نقلت الوكالة عن مصادر لبنانية أن القوة الروسية تشارك “بصورة محدودة” في القتال بسوريا.
صحيفة روسية: الأسلحة التي تحصل عليها دمشق مخصصة لإجراء عمليات قتالية محدودة النطاق
نقلت صحيفة “كوميرسانت” الروسية عن مصادر روسية قريبة من هيئات التعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية، أن الجانب الروسي يسلم دمشق حاليا عدة دفعات من الأسلحة الخفيفة وراجمات القنابل والمدرعات من طراز “بي تي إر-82 ا” وشاحنات عسكرية “أورال” بالإضافة إلى أسلحة أخرى مخصصة لإجراء عمليات قتالة محدودة النطاق ووسائل نقل عسكري.
وأكدت المصادر أن جميع التوريدات تتطابق تماما مع القانون الدولي وتأتي في إطار العقود الموقعة بين روسيا وسوريا، وكشفت أن منها توريد جزء من الأسلحة مقابل مبلغ قدره 400 مليون دولار دفعته دمشق مقدما في إطار صفقة توريد منظومات “إس-300” للدفاع الجوي والتي تراجعت موسكو عن تنفيذها بعد مشاورات مع إسرائيل.
الكرملين: بوتين في كلمته أمام الجمعية العامة سيركز على مكافحة “داعش” وقضية اللاجئين
هذا وكشف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أن بوتين سيركز في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأزمة السورية ومكافحة تنظيم “داعش” وعلى قضية اللاجئين.
وقال بيسكوف تعليقا على الوضع المتعلق بتزايد تدفقات اللاجئين، أنه من المستحيل حل هذه القضية مع الاعتماد حصريا على إجراءات تتخذ خارج المناطق التي يهرب منها الناس.
وذكر أن هناك خطرا كبيرا آخر يتعلق بمحاولات تسلل عناصر من ” داعش” إلى أوروبا في صفوف اللاجئين، وقد حاربوا في الشرق الأوسط وتورطوا في هجمات إرهابية وإعدامات، قائلا: إنه خطر كبير جدا، ولا يمكن لأي دولة بما في ذلك روسيا، أن تنجح لوحدها في تأمين أراضيها من هذا الخطر”.
سيريان تلغراف