اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا في الخندق نفسه مع مصر ضد الحرب على الإرهاب، قائلا “سوريا تفهم الضغوط التي تعانيها مصر ولا تريدها أن تكون منصة للهجوم على سوريا”.
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة “المنار” أنه لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى الشعب لما صمدت سوريا 4 سنوات ونصف، مشيدا بالموقف الروسي والإيراني الثابت تجاه دعم سوريا في أزمتها.
وقال الأسد: “نعتمد أولا على الشعب (…) لو لم يكن لديك دعم شعبي فلا يمكن لك أن تصمد.. ولا قيمة لأي توجه سياسي أو وطني تتبناه كرئيس أو كمسؤول أو كدولة، الاعتماد الأول على الشعب، ثانيا على الأصدقاء الذين يقفون مع سوريا بصلابة ويدعمونها في المنطقة والعالم”.
السياسة الروسية مبدئية وثابتة
وأضاف ردا على سؤال حول التلاعب بالتصريحات الإعلامية وخصوصا ما يتعلق بالموقف الروسي من سوريا من حيث تأكيد موسكو على عمق العلاقات مع سوريا وعدم تخليها عنها بينما يزعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تغير الموقف الروسي والإيراني: “لكي تحدد أيهما الأصح لا بد أن تعود لسياق المسار السياسي لدولة من الدول، لا نستطيع أن نقيم روسيا اليوم فقط ، لا بد أن نقيم روسيا لعقود مضت، كيف تعاملت مع الشعوب، مع الدول، مع الأصدقاء، مع الخصوم، ونقارن بينها وبين الولايات المتحدة لكي نعرف أين هي الحقيقة”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها وطبعا مع تقدم الوقت تصبح هذه السمة بالنسبة للولايات المتحدة هى أساس السياسة (…) سمات السياسة الأمريكية التخلي عن الحلفاء، التخلي عن الأصدقاء، الغدر”.
وتابع قائلا: “أما السياسة الروسية فلم تكن في يوم من الأيام بهذا الشكل لا أيام الاتحاد السوفييتي ولا أيام روسيا، هي سياسة مبدئية وتزداد مبدئية وبالتالي عندما يخرج وزير الخارجية الروسىي في أكثر من تصريح ويخرج مسئولون آخرون روس يصرحون بنفس اللغة وبنفس السياق باتجاه معين فعلينا أن نعرف أن السياسة الروسية هي سياسة ثابتة مع التأكيد على أن روسيا لا تدعم شخصا أو تدعم رئيسا، غير مقبول من دولة أن تدعم رئيسا، هذا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية.. روسيا تدعم مبادىء محددة، سيادة الدولة، سيادة الشعب، قرار الشعب (…) هذا هو مبدأ السياسة الروسية وهذا لم يتغير ولكن روسيا لم تقل أساسا في يوم من الأيام إنها تدعم الرئيس فلان والآن تخلت عنه”.
الأسد حول الجهود الروسية: نثق بالروس ثقة كبيرة
وردا على سؤال حول الجهود الروسية وهل نحن على أعتاب جنيف 3 قال الأسد: “نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا في العلاقة ومبدئيون، هذه نقاط مهمة، لذلك عندما يلتقون بأطراف مختلفة لا يوجد لدينا قلق بأن هذه الأطراف ستشوش الصورة الحقيقية بالنسبة للروس، الروس لديهم علاقات وثيقة مع سوريا وقادرون على معرفة كل ما يحصل بدقة، ونعتقد بأن هدف الروس هو جلب القوى السياسية باتجاه الحوار من أجل قطع الطريق على دعوات الحرب، هذا هو الهدف ولكن في المحصلة لن يكون هناك اتفاق على شيء إلا إذا جلسنا كسوريين مع بعضنا البعض وتحاورنا.. ونحن نشجع الروس على اللقاء بكل القوى ونرتاح عندما يلتقي مسؤول روسي بأى شخص دون استثناء”.
واشترط الأسد في أي مبادرة سلمية “سيادة سوريا ووحدة الأراضي السورية وقرار الشعب السوري بمعنى أنه لن يكون هناك إملاء من أي جهة ويجب أن يكون القرار في النهاية قرارا وطنيا صافيا، عمليا يجب أن تكون هناك قاعدة لأي مبادرة، تبدأ بمكافحة الإرهاب وتستند وترتكز عليها”.
إيران رفضت حل ملفها النووي على حساب سوريا
وحول الاتفاق الإيراني النووي وما إذا كان على حساب سوريا قال الأسد إن “القوى الغربية حاولت بشكل أو بكل الأشكال وبكل السبل والوسائل أن تقنع بالتنازل عن أشياء لها علاقة بدعم سوريا مقابل أن تحصل على أشياء تريدها في الملف النووي، الموقف الإيراني كان حاسما حول هذه النقطة ورفض بالمطلق أن يكون هناك أي ملف يدمج أو يكون جزءا من ملف المفاوضات النووية”.
وصرح قائلا: “بكل تأكيد عندما يكون حلفاؤك أقوياء فهذا يزيد من قوتك وعندما يضعفون فأنت تضعف هذه معادلة بديهية”… “تحالفنا مع إيران عمره الآن ثلاثة عقود ونصف، فما هو الجديد عندما نكون مع إيران؟ نحن في الأساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء، نحن مع إيران وإيران مع سوريا في مفاصل مختلفة، عندما كانت الحرب الظالمة على إيران كنا معها واليوم في الحرب الظالمة على سوريا إيران معنا، فما الذي يختلف في أي تحالف جديد؟”.
وحول وجود مقاتلين من حزب الله في سوريا أوضح الأسد أن وجودهم جاء بدعوة من دولة شرعية، فيما المسلحون الآخرون قدموا بدعم خارجي.
تنسيق أمني سوري مصري
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول العلاقات السورية المصرية: “طبعا لا شك بأن العلاقة بين سوريا ومصر والعراق لها خصوصية لأن هذه الدول هي أساس الحضارات العربية عبر التاريخ، فنحن نحرص على العلاقة مع مصر بكل تأكيد، حتى خلال وجود الإخونجى مرسي رئيسا لمصر وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر أولا لأهمية هذه العلاقة وثانيا لأن التواصل بين سوريا ومصر لم ينقطع حتى في ظل مرسي”.
وردا على سؤال حول إمكانية استفادة مصر من الخبرة السورية في مكافحة الإرهاب قال الأسد كان هناك “تواصل مباشر بيننا وبينهم على مستوى مسؤولين مهمين، تحديدا أمنيين من سوريا ومصر في الأسابيع القليلة الماضية من دون تحديد الموعد بدقة، لديهم تصور بالنسبة لكيفية الاستفادة من سوريا، لدينا تصور الآن كيف يمكن أن نستفيد من مصر”.
ونوه إلى أن “العلاقات بين سوريا ومصر هي التي تحقق توازنا على الساحة العربية، وسوريا تعتقد بأنها في نفس الخندق مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون أسماءهم كما تبدل مسميات أي منتج فاسد مرة يأخذ اسم الإخوان ومرة يأخذ اسم داعش وربما نسمع بتسميات جديدة في المستقبل”.
الأسد: الوطن لمن يدافع عنه هذا صحيح وأتحدث عن السوري فقط
وردا على سؤال حول ما اعتبره البعض التباسا فى بعض الجمل ضمن الخطاب الأخير له حول الجيش السوري، وما ورد من أن “الوطن ليس لمن يسكن فيه ويحمل جواز سفره إنما لمن يدافع عنه ويحميه”، قال الأسد: “عندما كنت أشرح موضوع التراجع في بعض المناطق نرى أن هذا التراجع حصل ولكن بعده أيضا تتقدم القوات (…) فهذا الشيء طبيعي وبديهي في كل المجتمعات وفي كل الحروب”
وتابع: “أما بالنسبة للنقطة الثانية حول أن الوطن لمن يدافع عنه، هذا صحيح، ولكن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية والدفاع عنه، الدفاع عن الوطن هو بحسب الهدف المطلوب (…) هناك أشخاص لا يقيمون فى الوطن، يقيمون في الخارج ولكن يدافعون عن سوريا كل بحسب موقعه وبحسب إمكانياته، كل هوءلاء هم وطنيون، وهناك أشخاص يقيمون في الوطن ولكنهم يتمنون كل يوم لو تكون هناك غارات للناتو ودخول بري لقوات أجنبية، فأنا لا أقصد الوجود بالمعنى الحرفي، ولا أقصد الدفاع بالمعنى الحرفي لحمل بندقية، وإنما أقصد كل من يدافع عن الوطن بأن يزيد مناعة الوطن ويقوي كل العوامل التي تبقيه واقفا في وجه هذه الهجمات، وأنا أتحدث هنا عن السوري فقط”.
مشاريع إعادة الإعمار
وردا على سؤال حول وجود إجراءات إضافية تساهم فى تخفيف بعض الأزمات الحياة المعيشية بالنسبة للمواطن السوري قال الأسد: “نحن الآن بدأنا بمشاريع لإعادة الإعمار وهي من أهم المشاريع على الإطلاق بالنسبة لأي دولة دمرتها الحرب أو دمرت بنيتها التحتية أو أجزاء منها”.
واختتم الرئيس السوري مؤكدا: “نحن بالرغم من كل الظروف ما زالت لدينا القدرة على أن نقلع اقتصاديا ولو مجرد إقلاع”.
سيريان تلغراف