أطفال سورية في جولات السباق المميت
بينما يتواصل القتال في سورية يحاول الأطفال مواصلة حياتهم في المناطق المتاخمة لجبهات القتال، في حين تتفاقم معاناة الأسر السورية المهاجرة إلى أوروبا وهي تحاول عبور الحدود.
أيا تكن الأحوال تتغلب البراءة على غدر الزمان، حين تستريح الأسلحة، يتاح للأطفال اللعب بما تيسر من بقايا الأشياء أو الدمى.
جبهات القتال لا تعرف أياما للعطل، لكن أطفال سوريا يعرفون كيف يندسون، يغافلون الوقت فيأخذوا برهة للمرح قصيرة غالبا تنتهي عندما يصحو السلاح.
الصبية ألفوا القتال، فتشبهوا بأبطاله، تقاسموا الأدوار بين خير وشرير، ابتكروا المعركة وخاضوها و أنهوها بلا دماء تسيل.
ربما تسألون عن العالم الكبار في المحيط القريب المليء بالمكائد وعن ألعابه العارمة بالخبائث، هم وحدهم استعملوا السلاح بذكاء وسخروه لتسليتهم ليس إلا، وهم أنفسهم يرون الكبار مهوسين بروائح البارود وبمناظر الدمار.
أطفال سوريا تعلموا الكثير، اختبروا عصابات الاتجار بالبشر، وقهروا أمواج المتوسط بوسائل بدائية قريبة من الانتحار.
وصلوا إلى تخوم العالم الحر الناظم لحقوقهم و الراعي لمنظمات حمايتهم، ربما لم يسمعوا بالقانون الدولي وما يكنه لهم من عناية فائقة، لكنهم رؤوا في رحابه قانون الغاب حيث تسود شريعة البقاء للأقوى.
الأقوى الذي عليه أن يسير طويلا وينام في العراء بعيون مفتوحة ويقف في طوابير مكتظة تواجه حراس الحدود.
سيريان تلغراف