عالميمحلي

لافروف : لا نقبل مطالبة الأسد بالرحيل كشرط مسبق لبدء التفاوض

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إثر محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن موسكو لا تقبل مطالبة الأسد بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ظريف الاثنين 17 أغسطس/آب في موسكو إن الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده على أساس بيان جنيف دون أية تدخلات خارجية أو فرض سيناريوهات مسبقة.

وعلى الرغم من تطابق مواقف جميع الأطراف حول ضرورة أن يكون الحل في سوريا سياسيا، أقر لافروف بوجود اختلافات بين موقف موسكو ومواقف شركائها من الولايات المتحدة والخليج، سيما فيما يخص مصير الرئيس بشار الأسد.

وأوضح: “يرى بعض شركائنا أنه يجب الاتفاق مسبقا على رحيل الرئيس من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية. وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر (مسألة مصير الأسد)”.

وأضاف: “إننا مازلنا متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران عام 2012، والذي ينص على حل جميع مسائل تجاوز الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية. كما أن البيان يؤكد أن أية اتفاقات بشأن الخطوات الانتقالية والإصلاحات.. يجب أن تتخذ على أساس توافق بين الحكومة وخصومها”.

واعتبر لافروف أن على اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية الأزمة السورية، الكف عن “التظاهر بأن المنظمة الوحيدة فقط للمعارضة السورية والتي قدمها ما يسمى بالمجتمع الدولي، تتمتع بالشرعية الكاملة”. وأضاف أنه يجب تشكيل وفد للمعارضة يمثل جميع أطيافها، وستتمثل مهمة هذا الوفد في وضع قاعدة بناءة دون أية شروط مسبقة لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية في سوريا.

بدوره، قال ظريف إن طهران تؤيد موقف موسكو من سبل تسوية الأزمة في سوريا.

وأردف الوزير الإيراني: “على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين”.

وتابع: “إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعا سياسيا. إننا نشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وإن هذا التطابق في المواقف سيستمر”.

تنسيق جهود موسكو وطهران في مواجهة “داعش”

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية الاثنين أن لافروف وظريف أكدا تقارب مواقف بلديهما إزاء ضرورة إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي سيمكن الدولتين من إحراز قدر أكبر من تنسيق جهودهما، سيما في إطار “مساهمتهما في تسوية النزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات المتطرفة”.

من اللافت أن زيارة ظريف إلى موسكو تأتي بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري أجرتها وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و3 وفود للمعارضة السورية. كما يواصل لافروف في مناقشاته بشأن سبل تسوية الأزمة السورية مع نظيره الأمريكي جون كيري عبر الهاتف.

موسكو تأمل في دخول الاتفاق النووي مع إيران حيز التطبيق خلال الأسابيع القليلة المقبلة

أعرب لافروف عن أمله في أن تدخل خطة العمل المشتركة الشاملة بين إيران والسداسية والتي تم التوقيع عليها في فيينا يوم 14  أغسطس/آب، حيز التطبيق خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وتابع الوزير الروسي أن تطبيق الاتفاق الشامل سيسمح بتسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني بصورة ترضي الجميع مع ضمان الاحترام التام لحق إيران في الأنشطة النووية السلمية، كما أنه يتيح استعادة الثقة في المنطقة ويضمن إزالة العقبات التي تعرقل التعاون الاقتصادي والسياسي الطبيعي على المستوى الإقليمي مع ضمان المشاركة كاملة الحقوق لإيران.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني إن روسيا ستلعب دورا مهما في عملية تطبيق الاتفاق النووي الشامل، وأشاد بمساهمة لافروف في إنجاح المفاوضات التي جرت في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.

ظريف: الأنباء عن زيارة سليماني إلى موسكو دعاية مرتبطة بالانتخابات الأمريكية

اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الأنباء عن زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو جاءت في سياق الحملات الدعائية الجارية في الولايات المتحدة على خلفية السباق الانتخابي في هذه البلاد.

وقال: “إننا سمعنا تصريحات دعائية كثيرة من الولايات المتحدة بهذا الشأن. وأظن أنه يرتبط بالوضع السياسي الداخلي”.

بدوره، وصف لافروف الأنباء عن زيارة سليماني إلى موسكو بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

وكان الكرملين قد نفى قطعا أنباء تناقلتها وسائل إعلام أمريكية عن زيارة مزعومة لسليماني قائد فليق “القدس” في الحرس الثوري الإيراني إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين آخرين.

على الرغم من ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس الماضي في بيان أن وزير الخارجية جون كيري عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن “قلقه” من رحلة قام بها سليماني إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن اسم سليماني مدرج ضمن قائمة العقوبات الأممية ومفروض عليه حظر السفر الدولي.

وقال وزير الخارجية الروسي إنه ليس لديه ما يضيفه في هذا السياق. ودعا إلى الاعتماد على  الوقائع وليس على اشتباهات غير واضحة تثير قلق الجانب الأمريكي.

وشدد: “إننا لا نتهرب أبدا من الحديث الموضوعي، عندما يكون لمثل هذا القلق أساس. لكننا لا ننوي الرد كلما يطرح اشتباه عديم الأساس وغير واضح”.

وأعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة نفسها تنتهك نظام العقوبات المفروض من قبل مجلس الأمن. وأشار في هذا السياق إلى الإفراج عن 4 عناصر من تنظيم “طالبان” من معتقل غوانتانامو الأمريكي العام الماضي، وتسليمهم إلى قطر، وذلك في سياق صفقة تبادل للإفراج عن جندي أمريكي كان محتجزا لدى التنظيم. وذكّر لافروف في هذا السياق بأن الجانب الأمريكي لم يبلغ مجلس الأمن ولجنة العقوبات التابعة له بقراره هذا، وهو ما يعد خرقا سافرا لنظام العقوبات ضد “طالبان”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock