طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتوحيد جهود جميع الأطراف السورية التي تقاتل تنظيم داعش على الأرض. ولفت إلى أن دعوة بوتين لتشكيل جبهة واسعة لمكافحة داعش حظيت باهتمام دولي.
فبعد مرور أسابيع على إطلاق المبادرة الروسية لحل الأزمة السورية، مباحثات دبلوماسية مكثفة غير مسبوقة، من الدوحة إلى طهران فـمسقط، تهدف لوضع حد لما خلفته سنين الحرب العجاف من قتل ودمار، حتى باتت خطرا على المنطقة برمتها. المبادرة التي أطلقت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين وصفت بالمعجزة، لما تضمنته من جمع لدمشق والرياض في إطار تحالف واسع يشمل تركيا والأردن لمواجهة تنظيم داعش.
طرحت الدعوة الروسية على وزير الخارجية السوري وليد المعلم والوفد المرافق له خلال زيارة لموسكو، وكشف الجانب الروسي خلالها عن استعداد دول المنطقة للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله داعش، موضحا أن ذلك يتعلق بأنقرة وعمان والرياض، ومشددا على أن موسكو ستدعم دمشق في حال عملت الأخيرة على تحقيق المعجزة واتجهت للدخول في التحالف.
تأتي المبادرة الروسية بعد عام على تشكيل التحالف الدولي بقيادة واشنطن وبقوام نحو ستين بلدا لمحاربة داعش، وفشل هذا التحالف في بلوغ غايته المنشودة بدليل تمدد التنظيم الإرهابي، ليس على حساب مساحات سوريا والعراق فقط بل وتخطيه لحدودهما إلى الكويت ومصر وليبيا وتونس والدول المشمولة في الدعوة الروسية نفسها كـالسعودية وتركيا.
ويأتي الزخم الدبلوماسي المكثّف مدفوعا بتطورات ميدانية ودولية لافتة كمعطيات الجيش السوري الذي يقاتل على نحو ستين جبهة، وتمدد نفوذ داعش مقابل تراجع نفوذ التنظيمات المسلحة الأخرى، وتقدم الأكراد وتدخل تركيا وإعلانـها الحرب على حزب العمال الكردستاني، تحت عباءة محاربة داعش، والاتفاق على النووي الإيراني، والتقارب السعودي الروسي الأخير، فضلا عن أعباء اللجوء والمهاجرين السوريين.
ولأن الوقت، كما يبدو قد حان، لإنضاج حل دولي يرضي الأطراف وينهي المآسي الإنسانية، ستكون موسكو محج وزراء خارجية كل من السعودية عادل الجبير وإيران محمد جواد ظريف كما وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا بـرئيسه خالد خوجة خلال الأيام القادمة.
سيريان تلغراف