الحقوق الأصلية للروهنجيا بين الهيمنة الاستغلالية و المواقف الضعيفة .. بقلم أمية فايد العثماني
شعب الروهنجيا باعتباره من الشعوب الأصلية, كأيِّ شعبٍ له وطن يُقِرُ تراثه بحقيقة ملكية مواطنيه له, و تُظهِرُ حضارته و تاريخه زمن نشأتهم فيه ! .. إلا أن أدنى حقيقة تبرزُ أبشع جرائم النظام الميانماري الذي يستغل حقوق الروهنجيا ويغيّبُها تماماً , فضلاً عن أعظمها, لم تعد تُحركُ ساكناً في المجلسين الدولي و العربي .
الحقوق الأصلية :
أكدت الأمم المتحدة عام 2007 م بموجب قرار جمعيتها العامة برقم 295/61 , أن جميع المذاهب و السياسات و الممارسات التي تستند أو تدعو إلى تفوق شعوب أو أفراد على أساس الأصل القومي أو الاختلاف العنصري أو الديني أو العرقي أو الثقافي, هي مذاهب و سياسات و ممارسات عنصرية , زائفة علميا, و باطلة قانونا, و مدانة أخلاقيا , و ظالمة اجتماعيا .
الأمم المتحدة نفسها التي أكدت جرم و إرهاب من يمارس التفوق على حساب شعب أو عرقية أخرى كممارسات ميانمار – على سبيل المثال- , ضد الروهنجيا المسلمين منذ زمن بعيد إلى الوقت الراهن.
هي التي تلفظت تورطه في أكثر من جريمة, وهي من صرحت مؤخراً بأن أقلية الروهنجيا هي أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد من ميانمار و لم تقف في وجه الجريمة , و لم تبحث عن حل يبدأ من الجذور !
و يأتي هذا التناقض العجيب من الدولة المركز في العالم إجابة شفافة لمن يناشد و يُطالب بتدخل أمريكا في حل الأزمات الداخلية في بلاده .
ومثل هذا التناقض لا يكون إلا طُعما ساماً ” للأسماك البريئة “بدافع إسكات الموقف, و صرف الانتباه عن الخطط الأساسية المشتركة و المصالح المتبادلة , و لتكون محور اهتمام الدول و رأس السياسة .
و بذلك تناقض نفسها للمرة الثانية بهدفها أن تكون في الصورة, و أن تكون محط الاهتمام على أن لا تخسر أي طرف من المتنازعين, ولا أن تتصادم مع أحدهم, لأنها تفوقت على الروهنجيا باحتيالها لمصالحها بينما خسر الآخر حقوقه الأصلية المتمثلة في :
1- الأرض ” أراكان “
2- الهوية ” الروهنجية “
3- المقومات الأساسية وحقه في العمل و الكسب و النكاح و التنقل.
الهيمنة الاستغلالية :
الحالة المزمنة التي وصلت إليها ميانمار من الغطرسة و الهيمنة, و تدعوها لارتكاب المزيد من الجرائم من قتل وتهجير قسري و فرض حصار إعلامي و اقتصادي و غيره؛ لتبقى على عرش الدولة أطول مدة و تقضي على فرص استعادة الروهنجيا لحقوقهم.
كانت من موقف أمريكا المُخادِع للمسلمين , فأمريكا أكبر و أول مشجع لميانمار على إزاحة العنصر الإسلامي من بقعته و شغل مكانه بعنصر بوذي.
حتى أن الحكومة الميانمارية البوذية و الشعب البوذي ضَمنَ عدم مزاحمته في توجهاتها الاستغلالية, فأَشاع الفساد بقدر مطامعه و طموحه .
لذلك لم تعد لشعب الروهنجيا المنكوب حقوقه المسلوبة, لأن المجلس الدولي لا يريدها أن تعود أساساً, و المجلس العربي لا يَقدر على فرض مَطالِبه بإعادة حقوق الروهنجيا المسلمين بالحرب على أمريكا !
المواقف الضعيفة :
تناقض أمريكا و تذبذبها المتعمد وحده يُضعف موقف الروهنجيين و يُعطل جدوى وثائقهم في إثبات الجريمة الميانمارية ضد النفس و العرض و الأرض الروهنجية, ويؤكد لهم أن أمريكا في صف الظلم على الحق, غير أن موقف المجلس العربي أيضاً ضعيف حيال الكارثة الروهنجية, و يزيدها ضعفاً على ضعف .
لذلك :
” دائماً لا أستغرب من تجدد الأزمات في إقليم أراكان , لأن الأزمات تكون بقدر المواقف الضعيفة “
سيريان تلغراف | أمية فايد العثماني
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)