الطيران الحربي التركي محلقاً على الحدود .. ما السر ؟؟
على مدى يومين لم يتوقف تحليق طائرات الـ”اف ١٦” التركية في مناطق محاذية للحدود مع سورية، وخاصة جنوب وجنوب شرق أنطاكية، أي في المناطق المحاذية لـلاذقية وإدلب، ما ولد قلقاً لدى المدنيين في طرفي الحدود، مع استمرار الصمت من مسؤولي البلدين، وخاصة أنه يأتي في أوقات متأخرة ليلاً في بعض الأحيان.
الرواية الوحيدة المستندة على نص رسمي، تتعلق بتشويش الرادارات السورية للطيران التركي، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” الرسمية قبل ثلاثة أيام، وبالتحديد يوم الاثنين، عن هيئة الأركان التركية، حيث أفادت أن منظومة “اس آي ٥” السورية الصاروخية للدفاع الجوي شوشت على الطائرات، وأبقتها في هدفها.
ومن هنا يمكن القول أن تركيا أرادت كسر هيبة الردع السوري لتعيد الطيران وبشكل أقرب إلى الحدود السورية ليومين متتاليين.
تفسير آخر تخبرنا به مصادر متابعة أن الرسالة هذه المرة داخلية؛ وتتعلق بتهديد وجهه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو نحو أنصار الرئيس الأسد في لواء اسكندرون، عندما قال في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأنه “سيوقف حملة صورة الأسد عند حدهم” في إشارة إلى المظاهرات الواسعة التي انطلقت متضامنة مع سورية، ومع قيادة الرئيس الأسد مؤخراً، وزاد عددها على العشرين في عدة مدن تركية.
ويسوق مطلقو هذا التفسير الأخير ما يرون أنه دليل على صحة كلامهم، وهو أن الطائرات تقصدت العبور من فوق المناطق التي يكثر فيها جمهور الأسد في المنطقة، في رسالة تهديد واضحة، كما يقولون.
من جهة أخرى يلفت بعض الأشخاص النظر إلى أن هذه الطلعات الخطيرة بدأت تقريباً مع هجوم أريحا والمسطومة، وتفجير حاجز الفنار، وكلها شمال سورية على مقربة من الحدود التركية، وخاصة أن تفجير الفنار كان مقدراً له أن يفتح أبواب أريحا أمام المسلحين، ومن هنا توقعت تركيا أن يعمد سلاح الجو السوري لإمطار المهاجمين بالقنابل، فرأت أن توجه له إنذاراً عابراً للحدود، بما يؤكد الكلام عن أن الطائرات التركية أصبحت تعد سلاح الجو الخاص لجبهة النصرة.
من جهتها، مازالت سورية تتمسك بسياسة الصمت، فلم تنف أو تؤكد خبر التشويش على الرادارات التركية، كما لم تنف أو تؤكد ممارسة هذا التشويش في مرات أخرى، كما لم توضح كيفية ردها على الرسائل التركية.
ومن المؤكد أن المدرسة السورية مازالت تطبق تكتيك الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان يفضل توجيه الرسائل الصامتة المربكة للعدو.
سيريان تلغراف