تصعد الولايات المتحدة ضغوطها على الحكومة السورية وتحاول فتح تحقيق دولي لتحديد الجهة المسؤولة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية، وتتحدث عن إقامة منطقة “إنسانية” عازلة.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن إقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا يتطلب عملية قتالية كبيرة تقاتل فيها القوات الأمريكية المتطرفين الإسلاميين والنظام السوري.
وتنادي إسطنبول بإقامة منطقة آمنة على طول حدودها مع سوريا من أجل حماية المدنيين إلا أن إدارة الرئاسة الأمريكي لم توافق على هذا المقترح حتى اللحظة.
وأكد كارتر أمام أعضاء لجنة الكونغرس الفرعية لشؤون الدفاع أنه سيكون على الولايات المتحدة الدخول في قتال لإقامة منطقة عازلة، ومن ثم الحفاظ على مثل هذه المنطقة، وأضاف “لهذا فإن هذه مسألة يصعب التفكير فيها”.
وحذر كارتر من أن حكومات دول في المنطقة قد لا تكون في حساباتها المساهمة في إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة.
وأشار عضو اللجنة السناتور الأمريكي ديك دوربان إلى أن ما يحدث في سوريا أزمة إنسانية كبيرة في الوقت الحالي لكنها “قد لا تبدو عملية إبادة بالمعنى القانوني الكلاسيكي”، منوها بأنه لا يرى نهاية للأزمة في الأفق.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي في نفس الجلسة إن القادة العسكريين يخططون منذ فترة لمثل هذه الحالات الطارئة ووضعوا خططا طارئة لإقامة مثل هذه المنطقة بالتشاور مع نظرائهم الأتراك.
وأكد ديمبسي أن القوات الأمريكية قادرة على إقامة مثل هذه المنطقة العازلة في سوريا إلا أن هذا يعتبر قرارا سياسيا كبيرا، وسيشغل قوات متمركزة في مناطق أخرى عن أداء مهامها هناك.
وأشار ديمبسي إلى أن المسألة تعتبر عملية عسكرية لكنها تحتاج إلى قرار سياسي.
وأكد أنه لتحقيق مثل هذا القرار يجب أن يشارك فيه “شركاء إقليميون”.
واشنطن تريد من الأمم المتحدة التحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا
من جهة أخرى أفاد دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة اقترحت على مجلس الأمن فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن الهجمات الأخيرة بالأسلحة الكيميائية في سوريا وخصوصا بغاز الكلور.
وأكد دبلوماسي في الأمم المتحدة أن هناك اقتراحا لإنشاء آلية تسمح للخبراء في هذا المجال بالاطلاع على المعلومات اللازمة لكشف الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات وأن الولايات المتحدة تعمل على هذا الملف.
وأشار مصدر دبلوماسي آخر إلى أن هذا التحقيق سيتولاه خبراء تعينهم الأمم المتحدة مهمتهم رفع تقارير إلى المجلس.
وقال مسؤول أمريكي إن إنشاء مثل هذه الآلية “أمر ضروري لإحقاق العدل للشعب السوري ولمحاسبة أولئك الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية في سوريا مرارا”.
وأكد نفس المسؤول أنهم في الولايات المتحدة يسعون بكل جد مع الأمم المتحدة لبحث الاستخدام المستمر لغاز الكلور كسلاح في سوريا.
وأضاف أن مجلس الأمن يجب أن يكون قادرا على تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة لفرض عقوبات محتملة.
سيريان تلغراف