سٌليمان العيسى صديق طفولتنا رحل وهو باق! .. بقلم حيدر شحود
سٌليمان العيسى صديق طفولتنا رحل وهو باق! فوحي كلماته الذي لا يشيخ لا يزال ينشد في ذاكرتنا وعالمنا الأول أجمل الألحان والترانيم ويسمعنا صدى الضحكات والهمسات لا يزال يعلمنا عيش الطفولة ونغم الطفولة والأطفال الذين ما رأى فيهم إلا امتدادا له وكأنهم موج بحر يجدد حياتنا أبدا
فكان لهم نصف حياته الشعرية مخاطباً ذائقتهم بأجمل القصائد المشحونة بالمعنى العميق ناسجاً أبدع القيم والمعاني بنغمٍ موسيقي جميل بأسلوب يستقر بالذهن من دون عناء أو قسر …
ومن عالم الطفولة الذي كان يعينه على آلام ونكسات الأمة نقلب الذاكرة الشعرية لنلقى الوطن الذي سكن في وجدانه فكتب عنه حباً وعشقاً أجمل القصائد مدوناً بذلك سجلاً لأحداث كثيرة مرت بها سوريا والوطن العربي فكانت أوائل أشعاره ضد الانتداب الفرنسي وضد نزع اللواء الساكن في قلبه عن جسده الأم سورية
فكتب عن موطن نشأته الأولى مدفوعا بشهوة العودة واللقاء :
أأهزّ جرحك يا ترابَ المهدِ، يا بلدي السليبَا!
أعرفت شاعركَ الصغير، تصوغه أبداً لهيبا!
لولاكَ لم تعرفْ شفاه الشعر قافيةً خضيبا
لم تحترق منها العيون، لتنهل الفجرَ القريبا
فَجَّرْتَ نبعَ الوحدة… الكبرى، أترمُقُها غريبا؟
وضّاءَةَ الخُطوات تَزْحَم في انطلاقتِها الغيوبا
وتطلّ كالعملاقِ تحـشُد حيث أومأت القلوبا
سنعود ، نعقد في مروجِك عرسها خمراً وطيبا
وفسلطين التي آلمته والتي رافق نكبتها منذ اليوم الأول للنكبة كتب عنها :
فلسطين داري.. ودرب انتصاري
تظل بلادي..هوى في فؤادي
ولحناً أبياً ..على شفتيا
وجوه غريبة.. بأرضي السليبة
تبيع ثماري.. وتحتل داري
وأعرف دربي.. ويرجع شعبي
إلى بيت جدي.. إلى دفء مهدي
فلسطين داري..ودرب انتصاري
فما بين نعيرية اللواء وبردى دمشق ..مابين مسقط الرأس ومسقط القلب.. سنوات اختبرها النضال والإبداع والحب
وكان لنا فيها نصيب كبير .
سيريان تلغراف | حيدر شحود
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)