حزمٌ عصف بأصحابه .. ومهزلة الأمن الأعرابي .. بقلم نمير سعد
بعد “المرحلة الأولى” من العدوان ، ماذا عن النصر المزعوم ؟
يقول واقع الحال اليوم إن قدر له أن ينطق ، أن الحزم الصهيوني يعصف بالجماجم التي أدمنت البارانويا سكناها ، ويحول الأقزام في حسابات الأقزام إلى مردة . هكذا ، بكل البلاهة التي تستوطن تلك السحنات الشيطانية ، تعلن مملكة الرمال والعار أنها انتصرت ، وأنها بلغت ذروة المجد وتربعت فوقها . إنها بحق الجاهلية السياسية التي ما أتقنها أحد كما الأعراب ، وليس في الأمر غرابة ، فمن كان في هذا العصر يعاقب البشر بالجلد والرجم وقطع الأيدي والرؤوس ، ويمشي على هدي فتاوى القتلة والمجرمين من فصيلة محمد بن عبد الوهاب ، ويؤمن بالنكاح طريقاً للجنان والحور الحسان ، و يثمل وينتشي بعد تجرعه كأساً من بول البعير ، ويصل لذروة تقواه إن مارس إرضاع الكبير ، و يسبي ويغتصب ويحرق ويدمر ويهدم ويهجر ويعلن في خدمة الشيطان النفير تلو النفير ، ويفاخر أن له من طواغيت الأرض هذا الحليف وذاك النصير ، و أنه ماضٍ في غيه وكفره وزندقته وتبعيته غير آبهٍ بالنتائج والخواتم والمصير .. هو من نسل الشياطين .. فرخٌ زنيمٍ حقير . أيها القارئ العزيز .. إنه الحزم الذي أودى بحياة ما يزيد عن 3000 شهيد يمني ، وخلف آلاف الجرحى ، وشرد عشرات الآلاف من بيوتهم وبلداتهم ، ودمر ما يصعب حصره من البنى التحتية للبلد المعوز أصلاً ، و دعم من حيث أراد صهاينة البادية ، إرهاب القاعدة في اليمن ، وعمق الجرح الأزلي وأنعش ذاكرة اليمنيين بين ما كان من آل سلول فيما مضى ، وما قاموا به اليوم ، الذاكرة التي لن تنفع معها خدعٌ على شاكلة “عملية إعادة الأمل” الهزلية ، كي يجد النسيان يوماً أو الغفران طريقه إليها . لسان حال المواطن اليمني هذه الأيام يقول : : أيها الصهاينة الأعراب .. زغردوا وهللوا وارقصوا واشربوا من كأس الدماء التي سفكتم ، نخب هزيمتكم التي طاب لكم أن تعلنوها إنتصاراً !. يطيب لبعضٍ آخر من البشر .. البشر ، أن يدلوا بدلوهم ويخاطبوا الأعراب العرابيد قائلين : لكم أن تعلموا أننا كما مئات الملايين غيرنا على ثقةٍ ، أنكم ما أعلنتم عن هذا التغيير أو التعديل “لأن عدوانهم على اليمن سيستمر لاشك ، لكنه سوف يأخذ أشكالاً مختلفة “،، إلا مرغمين صاغرين أذلاء وخانعين .. وأننا على يقين بأن جينات الشر التي تستوطن شراينكم كانت وستبقى ، كافية لمضيكم في سفك دماء الآخر ما بقيتم .. تذكروا جيداً، أنكم مستحدثون ، مستجدون ، وطارؤون على هذه الأرض ، حالكم حال أبناء جلدتكم من آل صهيون الذين اغتصبوا الأرض العربية بعونكم وتآمركم وخيانتكم .. . وأنكم ، وهم ، طال الزمن أم قصر ، مهزومون زائلون راحلون .. .
الجاهلية السياسية ، إدمانٌ له من يجسده مع مرادفاته .
عبد المأمور ، أو عبد المال، تابعٌ بصفة مذيع في فضائية العبرية يقول لضيفه التابع للتابع عبد ربه منصور هادي ، التابع بدوره لآل مردخاي، التابعين جميعهم للصهيونية العالمية : ” إسمح لنا أولاً أن نبارك لكم بهذا الإنتصار العظيم “، !! . لهذا الكائن كل الحق في التهليل لأعراس النصر ، إذ كيف له ألا يكون `إنتصاراً ساحقاً ماحقاً مدوياً مجلجلاً `، وقد دمر حسب إدعاءات بيادق آل سلول 98% من قدرات الدفاع الجوي ” للعدو ” و 80% من قدراته العسكرية بشكل عام . ( تذكرنا هذه الإداعاءت الإستعراضية ببيانات جيش الإحتلال الإسرائيلي بعد هزيمته في حرب تموز 2006 ، الهزيمة التي طاب له بدايةً أن يقلبها إلى نصرٍ مؤزر ، قبل أن يطيح تقرير لجنة فينوغراد بالنصر ويبعثر أمجاد أبطاله و يعيدهم إلى حالة الصعلكة التي تلائمهم . غني عن القول هنا أن تقييم نتائج العدوان على طريقة لجنة فينوغراد لا مكان لها فوق رمال مضارب من يعيشون ويعايشون جنون العظمة في حلهم وترحالهم ، في أقوالهم وأفعالهم . هي حالة فريدة من العته البعيري، تعلن عن نفسها من خلال سحنات ومفردات وتقييم وشرح وإستعراض حراس الهيكل من آل سعود لنتائج غزوتهم الأخيرة على اليمن الصامد ، ومآثرهم وبطولاتهم وإنجازاتهم الخارقة فوق أرضه وبين أشلاء ضحاياه . فها هو الجنرال العسيري يشرح لمن لا يعلم ! كيف أن غارات `عاصفة الحزم` قد حققت أهدافها ، ساعة حققت الأهداف .. أهدافها؟!! ، لا تستغربوا و لا يأخذنكم العجب ، فلا نحن نتجنى ولا نحن نحرف أو نبدل أو نزور في مفردات من يجهلون في السياسة كما في العلم العسكري ، كمثل جهل أجدادهم من الجهلة ، من أحفاد أبي جهل .`لا مانع هنا من فاصل ترفيهي يرسم البسمات على شفاهكم` ، كان ذلك بعض مما أتحفنا به سيادته ، وكان من بين تحف أخبار إنتصار أحفاد الشيطان على الشعب اليمني الفقير والصامد .. أن إيقاف العمليات العسكرية الجوية كان بناءً على طلب .. `فخامة الرئيس ` عبد ربه منصور هادي !! ، وكأن لهذا الكائن حق المطالبة بما قد يراه مناسباً ؟!، وأن العمليات قد حققت جملةً من الأهداف أهمها .. منع تهديد المدنيين ! ودعم وتسهيل عمليات الإغاثة وتقديم المساعدات!! ، والتمهيد لمرحلة عملية `إعادة الأمل`! ، العملية التي تتبناها مملكة الخير والإنسانية والإيمان والتقوى !! ` .المملكة التي يسوس رعاياها كائناتٌ تشبه الإنسان شكلاً ، كائناتٌ من فصيلة آل سعود .و ها هو مندوب السعودية في مجلس الأمن يتبجح بغطرسةٍ وغرور وغباء، و الأهم . “كما وصفه الدكتور الجعفري ” .. بجاهليةٍ سياسية ، إذ قال الآل سعودي :إن المملكة التي أثبتت قدرتها على الحسم والحزم ونصرة الأشقاء في اليمن ، لن تألوا جهداً في مساعدة الشعب السوري الشقيق على تحقيق أمانيه ومطالبه في الحرية .. . !! ليرد عليه مندوب سورية الدكتور بشار الجعفري بالقول : “إنني أدعوه لهذا الإمتحان أمامكم جميعاً ،فلتجرب السعودية وترنا ماذا تستطيع أن تفعل إزاء بلادي ، وعندها ، فإننا نعدهم بقطع اليد التي ستمتد لسورية”. يبدو أن الجاهلية السياسيةإدمانٌ ، حالهم معها كحالهم مع بول البعير . وحال إدمان الخائن على عار الخيانة . والعميل على ذل العمالة .. .
القوة العربية المشتركة ! و تقزيم “الأمن القومي العربي”.
كم هو مشين أن تقوم مهلكة آل قريظة والقينقاع بقيادة العدوان على اليمن ، المهلكة التي لا يخجل سارقوا نفطها وناهبوا كعبتها من المجاهرة بأن عدوانهم يهدف إلى تحجيم النفوذ الإيراني ، وإعادة الشرعية عبر شخص المستقيل المنتهية ولايته “عبد ربه منصور هادي” ، فيما الأسباب الحقيقية تعلن بلا خجل عن نفسها في شائن وفاحش وشنيع ماضيهم ، أقوالاً وأفعالاً ، و رمليات لغتهم الصحراوية المشبعة بالدم والقار والعار، وخطابهم المغرق بالبغض والحقد وتقول للعالم أجمع ، إن محفزاتها الأهم هي وئامٌ وتفاهم وتناغم وإنسجام تجمع جميعها آل مردخاي بالصهيونية العالمية ورموزها في “تل أبيب ” و-“واشنطن ” ، تلك حقيقة يحاولون إخفاءها وطمسها ودفنها خلف عنوانٍ عريض يلخص “عاصفة حزمهم” بأنها جاءت لنصرة الشعب اليمني وإعادة الشرعية والأمن و الأمان إلى ربوع اليمن السعيد ، حق فيهم القول `شر البلية ما يضحك` ، والحفاظ على الأمن القومي لمحميات` قبائل الآل` !!. وكم يستحي العار في حضرة عار تهافت زعامات الإرتزاق و تجار المواقف في مصر والأردن والمغرب والسودان ,فكلٌ ينتظر أجره ، وكلٌ قدم نفسه وبعض مقدرات جيشه عجينةً تشكلها الإرادة الصهيونية عبر أيادي يهود البادية ووفقاً للشريعة التلمودية التي تتلطى خلف جدار الكعبة !! . كم هو صادم ذاك الهول الهائل من الوقاحة والصفاقة في تحجيم وتقزيم وإختصار “الأمن القومي العربي” في أمن مشيخات وإمارات وملكيات الخليج الأعرابي ! . فيما الهدف والمقصود فعلياً هو أمن الكيان الإسرائيلي ومصالح الولايات المتحدة القريبة والبعيدة المدى ، في ثنائية الإقتصاد والسياسة . ويبقى السؤال الأهم .. قوةٌ أعرابيةٌ مشتركة ، ماذا عن مهامها المستقبلية ، القريبة والبعيدة أيها الأعاريب ؟! .
الضمير العربي يسأل والتاريخ يجيب .
ماذا عن فلسطين الذبيحة ؟؟
ماذا عن أمنهم في غير إستحقاقات ؟! .. فلا “الأمن القومي العربي ” كان يوماً ، مهدداً أو مستهدفاً في فلسطين الذبيحة على مدار عقودٍ من الزمن ، لا في الضفة ولا في غزة التي إقتلع حكام “إسرائيل ” عينيها ، وإغتصبوها وسحلوها و أغرقوها في شلالات دمائها على مرأى ومتابعة “النشامى” ممن إكتفى أحسنهم خلقاً ، أو ، أقلهم صهينةً ، بالتنديد والشجب والإستنكار والإحتجاج ، أو.. إعلان عدم الرضا الكلي والفعلي عن نتائج تلكم الغزوات ، ربما لأن “تاريخهم المجيد وذاكرتهم التي تعبق برائحة الدماء” يستحضران تفاصيل ومشاهد انتصارات وأمجاد أجدادهم ، أمجادٌ كتبت بحد السيوف على رقاب البشر، أمجادٌ دونها التاريخ منذ “حلف الدرعية ” مع أصل الوباء الوهابي ،، في سجل “أمجاد الشياطين “.
ماذا عن لبنان و ليبيا والعراق ؟
ولا كان ” الأمن القومي العربي ” مثار بحثٍ أو نقاشٍ ، ولا هو جال في دهاليز جماجمهم في زمن إجتياحات جيش الإحتلال “الإسرائيلي” لجنوب لبنان وتدمير طائراته لبيروت مراتٍ ومرات ، و لا هم سمعوا يوماً عن قانا الأولى ، وقانا الثانية ، ولا أرشفت ذاكرتهم إسماً واحداً لشهداء كل ما ذكرت من الحروب والمجازر الصهيونية بحق من يفترض أنهم شركاءهم في “العروبة” ! ، ولا كان “الأمن القومي العربي “يشكو حتى من صداعٍ أو غيبوبةٍ أو وهنٍ أو حتى إرتخاء ، ساعة تآمروا وخططوا واتفقوا على تدمير ليبيا ، وطالبوا و شرعنوا وشاركوا في العدوان “الصهيوني – الأطلسي – الأعرابي “عليها ، حتى وصل بها الحال إلى قيعان الجحيم والتقسيم والتفتيت والفرقة المستدامة . ربما كان “أمنهم الأعرابي ” في حال خطرٍ داهم وعلى أبواب كارثة فناء وانقراض ساعة وهبوا أراضيهم قواعد عسكرية للسيد الصهيو-أمريكي ليهدم إنطلاقاً منها شواهد حضارة بلاد الرافدين ، ولينشر فيها الموت والدمار والخراب ،وليكون العراق على موعدٍ رسمه له الشيطان من خلال أدواته وعبدته مع حربٍ دموية وفرقةً تسبغها وتصبغها الطائفية البغيضة ! .
وماذا عنها سورية الصامدة الجريحة ؟
وأخيراً سورية ، أقول أخيراً ، ولن يكون آخراً ، طالما تحكم تلك المحميات عضاءاتٌ تهمهم بما يشبه النطق ، وتزحف فوق رمال الصحراء ، وتسبح في بحيرات النفط ، لترقد في آخر مساءاتها على أسرةٍ تجثو على عظام و جماجم ضحاياها، فيما أغطيتها حيكت من خيوطٍ سرقت من عباءة النبي .
فما كان في سورية ، “أمنهم القومي العربي ” ، ولكنه قد يكون يوماً ! في خطرٍ محدقٍ شاخصٍ واضحٍ وبينٍ ، كما صرح ” اللانبيل اللاعربي”، الناطق بإسم من لا يجيد النطق السليم ولا يتقن تهجئة الحرف من أصحاب المعالي والسمو ، قبيل إشهار صك المؤامرة العدوانية على اليمن المكلوم الفقير والصامد من خلال تشكيل قوةٍ أعرابية “بصبغةٍ إسلامية خاصة ” فيما غرفة عملياتها الحقيقية تقبع في “تل أبيب “!. إذاً .. لم يكن ما شهدته سورية على مدار سنواتٍ أربع خطراً داهماً ووباءً يستشري ويأكل الأرض السورية ومن عليها ، بشراً وحجراً وشجراً وسماءً وهواءً وحاضراً ومستقبلاً ، و ما كان يدري من تلوكهم الغفلة و يبصقهم الجهل أن صلواتهم و ركوعهم وسجودهم للشيطان ، وفخرهم أنهم يحفظون آياته وتعاويذه وتعاليمه عن ظهر قلب ، وينفذون أوامره كما ينفذ العبد أوامر سيده ، أنها ، جميعها ، لن تجدي في تحقيق مآرب الشيطان وعبدته وحلمهم بإسقاط الدولة والجيش والقيادة السورية ، حلمهم بالقضاء على تلك النجمة التي يغار من حسنها البدر ، ويتغزل الشعراء بجمالها في ليالي السهر والسحر ، لأنها ببساطة .. سورية التي ما وجدت منذ الأزل إلا لتحيا .. تحيا سورية.
سيريان تلغراف | نمير سعد
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)