الاندبندنت : الشبح “خراسان” يعود إلى المشهد السوري بقوة
قالت صحيفة “الاندبندنت” إن تنظيم خراسان التكفيري المجهول الهوية، والذي سبق أن اعتبرته أمريكا خطراً داهماً وكبيراً يتهددها، قد عاد للساحة السورية بقوة، وذلك بالرغم من القصف الأمريكي الذي أكسب التنظيم شعبية واحتراماً دون أن يؤذيه بحسب الصحيفة.
وقال كاتب الصحيفة كيم سينغوبتا: “الوقت يقترب بسرعة “لضرب العصافير”، العبارة التي تستخدم الآن بكثرة في أجزاء من شمال سورية، جالبة معها إنذاراً تقشعر له الأبدان من موجة جديدة من العنف القاتل الذي أوشك أن يحرر في الحرب الأهلية والوحشية لتلك البلاد. تمت مشاهدة المقاتلين، الذين يشتملون على الفيض الجديد من الجهاديين الأجانب، يتجمعون في قواعد في أنحاء محافظتي إدلب وحلب. تعهد المقاتلون بالولاء لخراسان، فرع تنظيم القاعدة الذي كان من المفترض أن يكون قد أصيب بالشلل بسبب القصف الأمريكي في أول أيام الحملة الجوية التي شنت ضد داعش”
وأضاف الكاتب أن إدارة أوباما أكدت في ذلك الوقت على أن المنظمة التي اُسْتُهْدِفَتْ لأنها تمثل خطراً وشيكاً على الغرب على الرغم من عدم تقديم دليل يدعم هذا الادعاء. أكد مسئولون أمريكيون بأن خراسان لم تكن في سورية لتشارك في الحرب إلا أنها تُجند المواطنين الأجانب وتدربهم من أجل شن هجمات في بلدانهم.
أخبر مسؤولون في البنتاغون وسائل إعلام أمريكية في ذلك الوقت، شهر أيلول من العام الماضي، بأن الغارات الجوية الثمان كانت “ناجحة جداً.” ومع ذلك فقد تبين في وقت لاحق أن معظم التسلسل الهرمي لحركة خراسان، التي تضم ذو الخمسة والثلاثين ربيعاً، محمد الفضلي، الكويتي، ومجموعة من صانعي القنابل – الأهداف الرئيسة – قد قضوا نحبهم. الضحية رفيعة المستوى هو القائد التركي لفريق قناصة المنظمة، أبو يوسف التركي. ووفقاً لمصادر إسلامية فإن ديفيد دروجيون، الفرنسي المعتنق للإسلام وخبير المتفجرات، جُرِحَ إلا أنه تعافى منذ ذلك الحين
وفي اتهام ضمني لوجود أطراف “معارضة” قدمت الدعم الاستخباراتي للتنظيم الشبح قال الكاتب: “هنالك مزاعم بأن قادة خراسان تلقت بلاغاً من قبل بعض المتعاطفين معها من المعارضة السورية، والذين بعض أعضائها كانوا منتقدين للغارات الأمريكية، محتجين بأنها أضعفت المجهود الحربي ضد كل من داعش والنظام الحاكم واللذين تقف حركة خراسان ضدهما”
الآن هذه المنظمة متورطة جداً في الصراع السوري الذي شهد تحريض الجماعات المتمردة ضد بعضها البعض وضد النظام الحاكم أيضاً. قُتِلَ نائب قائد حركة خراسان، عادل الوهابي الحربي، من المملكة العربية السعودية، في الأسبوع الماضي في اشتباكات مع المليشيات المنافسة على الرغم من أن الظروف الدقيقة لمقتله مازالت غامضةً.
ومع ذلك يبدو الآن لا وجود لنقص في أتباع خراسان. أعطى القصف الأمريكي، بالإضافة لكونه غير فعال نسبياً، أعطى المنظمة تعزيزاً في شعبيتها وإضافةً لغموضها. قال عبدالحميد أبو إياد، وهو مقاتل سابق في جبهة النصرة من حلب “لا يعرف الناس الكثير عن خراسان، لكنها حازت على الاحترام بعد ذلك” وقال أيضاً “ما كان يقوله الأمريكيون … هم سادة صناع القنابل، خطرون جداً … وبعد ذلك فشلوا في قتلهم. فقدان التركي كان خسارة – كان أفضل القناصين – لكن ذلك كل شيء.”
“هنالك المزيد من الشباب الذين يريدون الانضمام إلى خراسان وهم أيضاً يجلبون أناسا طيبين من بلدان أخرى. مازلنا نسمع بأن شيئاً عظيماً سيحدث لكن ولا شخص يعرف التفاصيل ما عدا القادة الكبار جداً”
هنالك تخوف بين الجماعات المتضائلة من نشطاء الحقوق المدنية في سوريا والذين يواجهون فعلياً اضطهادا عنيفا من المتطرفين الإسلاميين تخوفٌ من عملية الإنشاء. كما يوجد أيضاً حالة من الحيرة عن هؤلاء المقاتلين تحديداً. بعضهم يحمل شعارا يدعي أنه تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام، الاسم الذي يستخدم في بعض الأحيان من قبل جبهة النصرة لكي يظهروا بأنهم جهاديو الشام حقاً – بلاد الشام – وليس داعش. ومع ذلك فقد ظهرت أعلام سوداء عليها نصوص قرآنية لم تكن تظهر من قبل.
شوهد المقاتلون في أرجاء مدينة عتمة في شمال محافظة إدلب، كما شوهد آخرون في وحدات صغيرة منتشرين في جميع أنحاء محافظة إدلب. قطعت داعش شجرة بلوط عمرها مئة وخمسين عاماً، لها قيمة نباتية عظيمة، في عتمة في شهر نوفمبر من عام ٢٠١٣م، بعد اتهامها لقاطنيها بتعظيمها أكثر من تعظيمهم لله.
سيريان تلغراف