مدنيو سورية والعراق بين حرب وأخرى .. النزيف يستمر
تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتزداد سوءا بسبب الحروب الدائرة في المنطقة العربية ومنها الحرب ضد تنظيم داعش، أرقام تجاوزت الملايين وظروف قاسية تعيشها تلك الملايين.
للحروب جوانب مختلفة منها من هزم ومنها من انتصر ولكن بين الهزائم والانتصارات وبين الكر والفر هناك أناس يذهبون وقودا لها إما قتلا وإما تهجيرا.
تسجل أرقام النازحين والهاربين من سعار المعارك رقما قياسيا بتجاوزه الملايين في كل من سوريا والعراق بأكثر من أربعة عشر مليونا من المدنيين.
آخر فصول النزوح أعلنته الأمم المتحدة في بيانات تحدثت عن أكثر من تسعين ألف شخص فروا من أعمال العنف في محافظة الأنبار غرب العراق، فيما ذكرت اللجنة العليا للنازحين في العراق أن عدد الأسر النازحة بلغ نحو خمسمة ألف عائلة منذ توغل داعش في البيئة العراقية فقط ناهيك عن السورية.
هذه ليست موجة النزوح الأولى من العائلات العراقية، فبالإضافة إلى ما خلفته الحرب الأمريكية منذ ألفين وثلاثة وما تبعها من أعمال قتل طائفي أتى جحيم داعش ليؤدي إلى فرار مئات الآلاف خاصة من الأقليات التي تم استهدافها من قبل مقاتلي التنظيم بخاصة الأزيديون والأكراد والأشوريون وغيرهم ممن كانوا تحت سياطه.
تداعيات سلبية للجوء أو النزوح منها:
1- تغيير البيئة الديموغرافية وهوية المنطقة بخاصة من سكان الأرض الأصليين والمستهدفين في مشروع يصفه البعض بإفراغ الشرق الأوسط من مسيحييه وهويته الأصلية.
2- الأعباء المادية للبلد أو المدينة المضيفة وما تعانيه من ضغط في الإسكان والعمل والمدارس.
3- المخاطر الصحية والآفات التي من الممكن أن تنتشر بين اللاجئين خاصة إذا كانوا يسكنون المخيمات.
4- المأساة الإنسانية والمتمثلة بالجوع والعطش والبرد الذين يتعرضون له وما مخيم الزعتري ومخيمات لبنان إلا أفضل دليل على ذلك.
5- حالات الابتزاز واستغلال الظروف السيئة للمهجرين والنازحين وعمالة الأطفال مثال على ذلك.
6- صعوبة توفير الغذاء والخدمات.
لاجئون وهاربون ونازحون قد لا يملك معظمهم شاشات تلفزة لرؤية أرقامهم المتزايدة في كل يوم جديد ولرؤية أن حجم مأساتهم قد أصبحت في كثير من الأحيان ورقة في سوق المقايضات السياسية والدولية.
سيريان تلغراف | RT