كوكب الزهرة قد يوفر معلومات عن سر كيفية تطور الحياة على الأرض
يتمتع كوكب الزهرة بمكانة خاصة بين كواكب المجموعة الشمسية، فهو الكوكب الأكثر قسوة من حيث الظروف المواتية لنشأة أي شكل من أشكال الحياة عليه.
درجة الحرارة على سطح الزهرة تبلغ حوالي 460 درجة مئوية، وهي الدرجة التي يمكن أن يذوب معها الرصاص وينصهر فيها الإنسان في ثوان معدودة، وهذا بالإضافة إلى السحب الكثيفة من حمض الكبريتيك السام التي تملأ سماء هذا الكوكب.
وربما حصل الكوكب على الاسم “فينوس” من إلهة الحب، إلا أن الكوكب في حقيقته أشبه بالجحيم. ومع ذلك، فعلماء الفلك والفضاء أعربوا مؤخرا عن رغبتهم في العودة لاكتشاف عالم هذا الكوكب غير الصالح للسكن والحياة على الإطلاق.
يعتقد العلماء أن هذا الكوكب القاسي يمكن أن يوفر معلومات حاسمة حول وجود كواكب خارجية صالحة للسكن، تدور حول نجوم أخرى في مجرتنا، كما يعتقد بعض الباحثين بأن هذا الكوكب يحتوي على مفاتيح قد تقود إلى معلومات هامة حول التطور الجيولوجي لكوكب الأرض ونشوء الحياة على سطحه.
وكنتيجة لذلك فقد وجد السفر إلى كوكب الزهرة طريقه مرة أخرى إلى جدول زيارات كواكب المجموعة الشمسية. وفي الأشهر الأخيرة قُدمت سلسلة من المقترحات الجديدة لإرسال مركبات فضاء غير مأهولة، تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ونظيرتها الأمريكية ناسا، لهذا الكوكب باعتباره أقرب كواكب المجموعة الشمسية للأرض.
وربما يجد كوكب الزهرة، الذي يطلق عليه العلماء “التوأم الشرير للأرض”، ربما يجد نفسه قريبا في دائرة الضوء، ومحل اهتمام وكالات الأنباء العالمية.
ويقول كولن ويلسون من جامعة أكسفورد: “بنظرة سطحية بعض الشيء فإن الزهرة والأرض من الكواكب المتماثلة في المجموعة الشمسية، لهما تقريبا نفس الحجم، ومداراتهما تجعلهما في المنطقة الدافئة نسبيا حول الشمس، إلا أن واحدا منهما تحول إلى ظروف ممتعة للعيش، بينما الآخر تحول إلى جحيم، والسؤال هو: لماذا “؟
وباختصار، كوكب الزهرة يدور حول الشمس على مسافة متوسطها 67 مليون ميل، والأرض على مسافة 93 مليون، والمريخ 155 مليون ميل، بينما الكواكب الخارجية في المجموعة الشمسية لها مدارات أبعد إلى حد كبير، على سبيل المثال زحل على بعد مليار ميل من الشمس. ولذلك يُعتقد أن هذه الكواكب الثلاثة (الزهرة والأرض والمريخ) كانت جميعا في المنطقة القابلة للسكن بعيدا عن الشمس.
ويقول ويلسون: “نحن نعرف الآن أن كوكب الزهرة غير صالح للسكن، وأن المريخ يبدو هامدا بلا حياة، لذلك عن طريق تكثيف دراسة هذين الكوكبين قد نحصل على أدلة عن نشأة الحياة على الأرض، وعن طبيعة المنطقة القابلة للسكن حول النجوم في الكون”.
سيريان تلغراف