واشنطن تقر بمذابح الأرمن وتتجنب كلمة “إبادة”
حثت واشنطن الثلاثاء 14 أبريل/نيسان على اعتراف “كامل وصريح” بمجزرة الأرمن، دون أن تستخدم كلمة”إبادة” التي كان البابا فرانسيس قد استعملها مؤخرا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن “الرئيس الأمريكي ومسؤولين آخرين كبارا في الإدارة أقروا غالبا بأن ذبح مليون ونصف مليون أرمني أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية السلطنة العثمانية هو واقعة تاريخية معربين عن أسفهم لذلك”.
وأضافت أن “اعترافا كاملا وصريحا وعادلا بهذه الوقائع يصب في مصلحتنا (ومصلحة) تركيا وأرمينيا وأميركا”.
واعتبرت هارف أن “البلدان تصبح أكثر قوة وتحرز تقدما حين تعترف وتأخذ العناصر المؤلمة لماضيها في الاعتبار”، مؤكدة أن تغييرات كهذه “أساسية لبناء مستقبل مختلف وأكثر تسامحا”.
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية استخدام كلمة “إبادة” رغم استخدامها من قبل البابا فرنسيس خلال قداس الأحد في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.
وكان باراك أوباما قد استخدم هذه الكلمة حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ وتحديدا خلال حملته الانتخابية العام 2008 حين وعد بـ”الاعتراف بإبادة الأرمن”.
تركيا: وصف مجازر الأرمن بالإبادة خط أحمر
ورسمت تركيا خطاً أحمر برفضها الضغوط الدولية والاعتراف بالمجازر التي تعرض لها الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى في الذكرى الـ100 لتلك المأساة.
وأظهرت تركيا تشددا بشأن هذه المسألة حينما استدعت ممثل الفاتيكان إلى وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجها على تصريح البابا بهذا الشأن، كما استدعت سفيرها من الفاتيكان.
ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغضب على تصريح البابا فرنسيس، قائلا إن “لعب رجال الدين دور مؤرخين تكون نتيجته التحريف وعدم الواقعية”، داعيا إياه إلى “عدم تكرار الخطأ” بحسب تعبيره.
وكان الرئيس التركي قد قدم العام الماضي عندما كان رئيسا للوزراء تعازي بلاده “إلى أحفاد الأرمن الذين قتلوا في 1915”.
لكن أرمينيا رفضت تعازيه مطالبة بالاعتراف بإبادة الأرمن والتعبير عن “الندم” عليها.
وفي هجوم غير معتاد من مسؤول كبير على الحبر الأعظم، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو البابا “بالانحياز” وبأنه تصرف بصورة “غير لائقة” وتجاهل معاناة المسلمين في الحرب العالمية الأولى.
كما أوضح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، أن تصريحات بابا الفاتيكان الداعمة للادعاءات الأرمنية حول أحداث عام 1915، تتناقض مع تصريحاته التي أدلى بها في تركيا.
وقد اتهم الأرمن تركيا، في وقت سابق، بالسعي إلى التغطية على احتفالاتهم في “ذكرى الإبادة” من خلال تنظيم احتفالات في اليوم ذاته في ذكرى معركة شنق قلعة سافاشلاري أو “معركة غاليبولي” التي تعرف في الغرب باسم معركة مضيق الدردنيل الشهيرة.
حالة تأهب قصوى في تركيا تزامنا مع ذكرى مذابح الأرمن
على صعيد آخر، تشهد أجهزة الأمن التركية حالة استنفار أمني غير مسبوق، مع اقتراب الذكرى المئوية لمذابح الأرمن.
وتحيي أرمينيا هذه الذكرى في 24 أبريل/نيسان، اليوم الذي جرى فيه عام 1915 اعتقال مئات الأرمن قبل ذبحهم لاحقا في اسطنبول، وشكل بداية المجازر حيب الرواية الأرمنية.
واعترفت دول عدة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بهذه المجازر كإبادة، غير أن تركيا تؤكد أنها حرب أهلية قتل فيها بين 300 و500 ألف أرمني ومثلهم من الأتراك.
ويقدر المؤرخون عدد الأرمن الذين قتلوا على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى بـ1.5 مليون، لذا يصف العلماء الجريمة بأنها أول إبادة جماعية في القرن الـ20.
سيريان تلغراف