موجات هجرة واسعة للآشوريين والكلدان والسريان من سورية والعراق
تكتظ دوائر إصدار جوازات السفر، في العاصمة العراقية بغداد، بطوابير الآشوريين والكلدان والسريان، المرغمين على الهجرة إلى شتى بقاع الأرض، تحت وطأة العنف الإرهابي والأوضاع الأمنية غير المستقرة.
مرارة الكأس
بدأت هجرة المكوّن الآشوري ونزوحه، كأسراب نوارس تهاجر إلى الصحراء، قبل 30 عاماً، من العراق، منذ نظام صدام حسين، وتفاقمت بعده مع دخول القوات الأميركية وما رافقها من تداعيات تجرعتها البلاد بمرارة، من ظهور تنظيم “القاعدة” الإرهابي إلى الاقتتال الطائفي، حتى سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتحدث سكرتير عام الحركة الديمقراطية الآشورية ورئيس كتلة الرافدين في البرلمان العراقي، يونادم كنا، في حوار خاص مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن هجرة قسرية ونزوح لأكثر من نصف مليون إنسان من المسيحيين الآشوريين والسريان والكلدان، إلى خارج العراق. وأوضح يونادم، أن عمليات النزوح والهجرة لأبناء المكوّن، بدأت قبل ثلاثين عاما، ولم تبدأ من تنظيم “داعش” فحسب، مشيرا إلى أن إحصاء تعداد سكان العراق لعام 1987، بيّن أن مليون و300 ألف إنسان تقريباً من المكون المسيحي الآشوري يقطنون البلاد. ويرجح يونادم كنا بقاء 600 ألف آشوري، حاليا، في العراق، بعد أن هاجرت الغالبية إلى أميركا، وأستراليا، وكندا، ودول الجوار، في الآونة الأخيرة.
العيش الكريم
الشعور بالغبن والإجحاف والإقصاء الذي يعانيه الشعب المسيحي الآشوري، تفاقم بسقوط نظام صدام، وضعف سلطة القانون، وعدم قدرة المكوّن على الصمود أمام مخرجات السياسات الإقليمية والدولية، إضافة إلى تناغم بعض الجماعات من الداخل مع الإرهاب الدولي أو ما وراء الحدود لتنفيذ أجندات خارجية…
هكذا وصف، يونادم كنا، أسباب نزوح المكون الآشوري. ونبه كنا إلى أن المكون المسيحي الآشوري، بحاجة إلى الحماية الدولية، في ظل الإرهاب والتهميش، سواء في بغداد مركز الحكومة الاتحادية، أو في أربيل عاصمة إقليم كردستان. ويصف كنا، حال المكون المسيحي الآشوري، الكلداني، السرياني، بالمحبط من الحكومة والحاكم، و”لا أمل في المستقبل المنظور من استقرار السلطة والبلاد والازدهار… ما يدفع الإنسان إلى الهجرة”.
سيف الاختطاف
ومثلما جرت من أعمال تهجير المسيحيين الآشوريين، واختطافهم تحت السيوف والتخيير بدفع جزية أو اعتناق الدين الإسلامي، في العراق، على يد تنظيم “داعش”، شهدته الجارة سورية.
وكشف رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي، إبراهيم مراد، من لبنان، في حوار مع “سبوتنيك”، أن ما يُقارب الـ60 ألف شخص من الآشوريين، والسريان والكلدان، نزحوا إلى خارج سورية مع بدء الحرب، باتجاه أوروبا، وأستراليا، وأميركا. ولا يتعدى الـ3 آلاف شخص، من المكون، السوريين، في لبنان بانتظار موافقات الهجرة واللجوء.
تسليم الأعناق
عن تهجير وترويع الآشوريين، في قرى الخابور التابعة لمحافظة الحسكة، شمال شرق سورية، أكد إبراهيم مراد، أن 6 آلاف شخص نزحوا من هذه القرى إلى أطراف الحسكة، وإلى قامشلي المدينة السورية المحاذية لتركيا. وعدد قليل يحصى بالعشرات من أبناء المكوّن هاجروا إلى خارج سوريا، في الوقت الذي تجري مفاوضات لإطلاق سراح 350 آشوريا اختطفهم تنظيم “داعش”، من قرى الخابور، قبل أيام معدودة.
ويقول رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي، إبراهيم مراد، إن المفاوضات لإطلاق سراح الآشوريين المختطفين لدى “داعش” ما زالت مستمرة، وحتى الآن لم نصل إلى نتيجة، ملمحاً إلى أن المختطفين محتجزين في “جبل عبدالعزيز”، جنوب غرب الحسكة.
وأطلق تنظيم “داعش” الإرهابي، قبل وقت قصير، سراح 21 شخصا من المختطفين الآشوريين السوريين، جميعهم من كبار السن، وهم يرفضون التحدث للإعلام أو الجهات المعنية بحقوق الإنسان، بأي شيء.
سيريان تلغراف