مقالات وآراء

الحقيقة بالعين المجردة تحت المجهر و بدون تنظير .. بقلم دنيز نجم

دامت الحرب الكونية على سورية أربعة أعوام و لم تنهزم و لم تنكسر يوماً رغم طوق الحصار الذي تعاني منه و يعاني منه شعبها العظيم .

أينعم الشعب يعاني الكثير من الظروف الصعبة التي نتجت عن هذه الحرب اللعينة و لكنه ما زال صامد يحاول أن يتعايش مع الأزمة و يتقبل كل مآسيها و كوارثها و لكن وجع شعب لن تعطيه حقه كل الكلمات لأن وجعه فاق الخيال و لأنه أعظم من حروف الأبجدية .

الشعب السوري احتمل فوق طاقته من غلاء المعيشة و انقطاع الكهرباء و المياه و انتشار الأمراض التي ربما  لا تداويها العقاقير الطبية لأنها أمراض نفسية تفاقمت مع الوقت حتى أصبحت علل يصعب العلاج منها إثر حالات الرعب و الخوف من شبح الموت الذي ينتظرهم في كل مكان .

المواطن السوري أصبح سائحاً في وطنه و كأنه يدفع فاتورة صموده من دمه و لحمه و يشرب كأس العلقم المر في كل يوم من بعض التجار الذين كبرت كروشهم و تطاولوا على القانون في ظل غياب الرقابة و مارسوا أبشع جرائمهم اللاإنسانية على المواطن المسكين الذي لم يعد له أية قيمة في نظرهم و كل ما يعينهم في الأمر هو زيادة رصيدهم في البنوك و كأن المواطن و حياته أصبحت سلعة رخيصة بنظرهم .

حال الوطن و المواطن لا يشبه أي حال فالقانون الذي يحكم البشرية في هذا الزمان هو ( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ) و بهذا تحول الكثيرين منا إلى وحوش في غابة ننهش لحم بعضنا البعض معتقدين بأن هذا هو الحل الوحيد للخلاص و النجاة و لكن هذا هو الباب الأوسع لإرهاب أكبر من الإرهاب الذي نعاني منه لأننا نحارب الإرهاب الظاهر للعلن و نزرع بذور إرهاب باطني في دواخلنا يصعب علينا في المستقبل محاربته لأننا وصلنا إلى مرحلة فقدان الإسانية بموت ضميرنا الحي .

هناك أمور أساسية و جذرية في سياسة الدولة لا بد من أن تتغير لأن الإستمرار في الخطأ لن يكون في مصلحة أحد و لكن التغيير لن يتم بين ليلة و ضحاها لأن سيادة الرئيس بشار الأسد باشر في عملية الإصلاحات و التغييرات على جميع المستويات و ليس علينا أن نحاكمه أو نحكم عليه من خلال هذه المرحلة لأنه يحارب على جميع الجبهات و هو يحاول أن يكون مع الشعب و يلبي مطالبهم و هذا لا ينفي أن هناك خلل في مؤسسات الدولة و أنه هو المسؤول عنها و لكن التغيير سيكون بإتخاذ القرارات الصارمة بحنكة و هدوء و اتزان يتناسب مع كل مرحلة على حدة و لو أن سيادة الرئيس شخص غير مرغوب به لما اختاره شعبه و لما صمد معه أربعة أعوام و هو الرئيس العربي الوحيد الذي يتمتع بلقب قائد عروبي لأنه يقود معركة الوطن العربي بأسره ليعيد له أمجاده و الجيش العربي السوري يكتب على جدران التاريخ أروع الملاحم البطولية الأسطورية بحروف من دم و نار نيابة عن العرب ليدافع عن شرفهم و كرامتهم و هو من يقود المعركة إلى بر الأمان و هو من يمسك بيده خيوط اللعبة و أما عن التسوية و الحلول السياسية فالقائد الأسد لن يكون هو جزء منها لأن وجوده هو الحل الأوحد للأزمة لأنه يحمل بيده مفاتيح الشرق الأوسط و هو من يحمي كيان محور المقاومة التي تدافع عن قضية الوطن العربي لتعيد له أمجاده … عاشت سورية الأسد و عاشوا أسود المقاومة .

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock