واشنطن .. خطط لدعم المعارضة السورية عسكريا
لم يعد رجالات الإدارة الأمريكية يعبئون كثيرا لتناقض مواقفهم وتضارب سلوكياتهم إزاء الأزمة السورية.
وأعلن رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال ريموند أوديرنو، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن حلفاء لواشنطن يشاركون في قتال تنظيم “داعش”، قد يرسلون جنودا لدعم قوة من مقاتلي ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة، التي يخطط الائتلاف لتدريبها وإعادتها إلى سوريا.
ورفض أوديرنو الحديث عن شكل ونوعية الدعم المقرر تقديمه، كما أنه ترك الباب مفتوحا في هذا المجال لكل التأويلات.
واذا كان من الطبيعي من زاوية ما أن تستكمل تصريحات الجنرال الأمريكي ما بدأته إدارته من خطوات واتفاقيات وقعت، لانتقاء وتدريب المقاتلين المعارضين، فإنها من ناحية أخرى ستكون تقويضا لمساعي نواب أمريكيين يعارضون هذا التوجهَ بالكامل.
وكان هؤلاء النواب قد عارضوا خطة الإدارة الأمريكية وذلك بسبب مخاوف من ضمنها:
سقوط الأسلحة والمعدات الأمريكية النوعية، التي ستقدم إلى الفصائل “المختارة” في يد تنظيم “داعش”،أو حتى غيره من الفصائل المتشددة، وهو ما تجسد في أكثر من موقع وأكثر من مناسبة، كان آخرها هزيمة حركة حزم.
وتتناقض تصريحات رئيس أركان الجيش الأمريكي بالطبع مع أقوال وزير الخارجية جون كيري، التي أكد خلالها أن واشنطن ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن تحول سياسي في سوريا، رغم أن دوائر كثيرة في واشنطن عادت وقللت من شأن حديث كيري.
وفي أسابيع قليلة ترنح الموقف الأمريكي كثيرا في وجهته إزاء سوريا، فتارة يرى الحل السياسي عنوانا واضحا، وطورا آخر يلجأ إلى ترويج تكتيكاته العسكرية بتصريحات يعتبرها البعض إعادة تدوير للأزمة السورية.
سيريان تلغراف