خطورة المرحلة تستوجب حلف مصري- سوري -عراقي .. بقلم هشام الهبيشان
على غرار ما يجري ويستهدف سورية والعراق ,, انطلقت من جديد حرب استنزاف جديدة تستهدف مصر الدولة وبكل اركانها ,,ومع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على مؤامرة واضحة تسعى لاسقاط مصر في جحيم الفوضى ,,وذلك من خلال اسقاط مفاهيم الفوضى بكل تجلياتها المأساوية على الحالة المصرية كاستنساخ عن التجربة العراقية -السورية,,لتكون هي النواة الاولى لاسقاط مصر في جحيم هذه الفوضى ,, وهنا لنعترف جميعآ بأن أستراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والاقليمية على الدولة المصرية ومن خلف الكواليس بدأت تفرض واقع جديد وايقاع جديد لطريقة عملها ومخطط سيرها، فلا مجال هنا للحديث عن الحلول السياسية للأزمة المصرية ، فما يجري الان على الارض المصرية ما هو الا حرب استنزاف لمصر ودورمصر بالمنطقة وقوة مصر ومكانتها العسكرية والاقليمية وتضارب مصالحها القومية مع تحالف التآمر على مصر”أميركا واسرائيل وفرنسا” ووكلائهم من العرب والمتأسلمين الجدد “قطر وتركيا وحلف تأمري كبير.
فاليوم هناك حقائق موثقة بهذه المرحلة تحديدآ تقول ان الدولة المصرية بكل اركانها تعصف بها بهذه المرحلة عاصفه استعمارية هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول ان هناك اليوم مابين 32-45الف مسلح “رديكالي” مصري وغربي وشرق أسيوي وشمال أفريقي ومن نجد والحجاز وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة، ، يقاتلون بشكل كيانات مستقلة “داعش – انصار بيت المقدس “,,داخل مصر في سيناء وما حولها وفي بعض الدول العربية وشمال افريقية في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول وهؤلاء بمجموعهم هدفهم الاول والاخير هو مصر ,,وماحوادث سيناء الاخيرة وحادثة الاقباط المصريين بشرق ليبيا الا رسالة اولى من هذه المجاميع الرديكالية المدعومة صهيونيآ وغربيآ ومن بعض المتأسلمين ,,الى مصر بانهم قادرين على ايذاء مصر بكل اركانها وان حرب مصر مع هؤلاء هي حرب طويلة ولن تقف عند حدود سيناء ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد .
ونفس هذه الحقائق تقول ان هناك اليوم مابين 13-18الف “مسلح مصري” يقاتلون الجيش العربي المصري،، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات بأيدي اجهزة مخابرات واستخبارات الدول الشريكة بهذه الحرب على الدولة المصرية, فأدوات الحرب المذ كورة أعلاه كادت بفتره ما أن تنجح بأن تسقط الدولة المصرية بالفوضى العارمة،، لولا يقظة الدولة المصرية منذ اللحظة الأولى لإنطلاق حرب الاستنزاف المعلنة عليها،، فقد أدركت الدولة المصرية حجم الخطورة المتولده عن هذه الحرب مبكرآ،وتحديدآ منذ مطلع النصف الثاني من عام 2013، وتنبهت مبكرآ لخطورة ما هو قادم وبدأت العمل ,,مبكرآ على نهج محاربة الإرهاب ولكن للأسف بتلك الفترة وألى ألان برزت الى الواجهة فئات من أبناء الشعب المصري المسيسيين استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدولة المصرية والتقت اهدافهم وحقدهم وكراهيتهم مع اهداف وحقد وكراهية اعداء مصر سعيآ لتدميرها وتخريبها ونشر فكر الارهاب والقتل والتدمير بالداخل المصري.
فلقد مضى ما يزيد على أربعة أعوام منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011,,وبغض النظر عن نتائج هذه الثورة ومن الذي قطف ثمارها ,,فاليوم على كل مصري ان يعترف بان هناك قوى ما تسعى لا تباع نهج من التدمير الممنهج و الخراب و القتل المتنقل،بالداخل المصري ,والهدف هو تعطيل حركة تصاعد قوة الدولة المصرية، ومع هذا فقد صمدت مصرالوطن وألانسان،، ومع أستمرار فصول الصمود المصري امام موجات الارهاب المسلح في سيناء ,ومنعه من التموضع والتمدد داخل مصر ,بالتزامن مع انكسار معظم موجات الزحف المسلح باتجاه مصر على مشارف حدود مصر مع دول الجوار،، ومع عجز الدول الشريكة بالحرب على الدولة المصرية عن احراز أي اختراق يهيئ لاسقاط الدولة المصرية بأتون الفوضى كاستنساخ للحالة العراقية -السورية،، وهذا بدوره مادفع الدول الشريكة بالحرب على الدولة المصرية الى الانتقال الى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات الدولة المصرية بمحاولة اخيرة لاسقاطها.
ومع كل هذه المحاولات لا زالت الدولة المصرية بكل اركانها ورغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، قادره أن تبرهن للجميع انها للان مازالت قادره على الصمود،، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي المصري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة،، والتي أنعكست مؤخرآ بظهور حاله واسعه من التشرذم لما يسمى بقوى “انصار بيت المقدس وتفريخاتها “مما انعكس على تشظيها، ومن هنا نقرأ أن حالة التشرذم لهذه المجاميع المسلحة المتطرفة ،، والتي يقابلها حالة صمود وصعود دراماتيكي لقوة الجيش العربي المصري على الارض،، فهذا التطور الملفت أن استمر من شأنه ان يضعف “مرحليآ “الجبهة الدولية الساعية الى اسقاط الدولة المصرية بكل الوسائل والسبل.
ومع أستمرار انتفاضة الجيش العربي المصري ألاخيرة في وجه كل البؤر المسلحة بسيناء وما حولها وتوسع عمليات الجيش الى خارج الحدود المصرية ،، فهذه الانتفاضه بدورها ستشكل حاله واسعه من الاحباط والتذمر عند الشركاء بهذه الحرب المفروضة على الدولة المصرية،، مما سيخلط اوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة من جديد،,وهذا شيء جيد بالنسبة للمصريين ,,ولكن بذات الاطار لايمكن انكار ان المصريين لا يمكنهم لوحدهم ان يحاربو هذه المجاميع المسلحة المتطرفة ,,فهذه المجاميع المسلحة الرديكالية تديرها من خلف الكواليس ايدي خفية ,,ونفس هذه الايدي هي من تحرك نفس هذه المجاميع المسلحة بسورية والعراق وان اختلفت مسمياتها,,ومن باب ان حرب هذه المجاميع المسلحة ومن يحركها ,,تستهدف الجميع بهذه المنطقة ,,فعلى المصريين اليوم ان يبادرو الى بناء شراكة فعلية مع الدولة العربية السورية والدولة العراقية ,,للخروج بأطار عام يتم من خلاله تنسيق الجهود الامنية والسياسية لهذا المحور لمكافحة تمدد هذه المجاميع المسلحة وقطع ايدي من يحركها ويمولها ويدعمها .
ومن هنا نستطيع أن نقرأ انه ان تم هذا التحالف بين مصر وسورية والعراق ,,في هذه الحرب المشتركة على قوى التطرف ومن يحركها والتي تستهدف مصر وسورية والعراق ,,وخصوصآ مع تبدل ادوارها وخططها المرسومة،، بعد أنهيار الكثير من خططها،، واخر هذه الخطط والتي ما زالت للأن تعمل بفعالية نوعآ ما في مصر وسورية والعراق وهي “حرب الاستنزاف” ،، ومن هنا أن أستطاعت دمشق والقاهرة وبغداد بناء مسار ونهج تنسيقي فيما بينها فأنها ستصمد وبقوة كما صمدت امام خطط سابقة كانت تستهدفها،،وبذات الاطار فهي ستستطيع أن تحسم المعركة بفترة زمنية متوسطة ألاجل،، لن تتجاوز مطلع عام 2016.
أخيرآ،، على المصريين كما السوريين كما العراقيين أن يتيقنو ان حربهم على التطرف فرادى لن تعطي نتيجة ملموسة بالمدى المتوسط ,,ومن هذا الباب وجب على هذه الدول وانسجامآ مع هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الامة كل الامة ,,ان تظافر جهودها لبناء اطار واحد وشامل مبني على أسس واضحة المعالم وبتنسيق علني ومعلن لمحاربة هذه التنظيمات المتطرفة وقطع اليد التي تحركها ,,فبدون ذلك وللاسف ستبقى هذه الدول وغيرها من دول المنطقة تعاني من تمدد هذه الجماعات وستبقى تدور بحلقة دموية مغلقة ألى أمد طويل,,مما يساهم بتحقيق مصالح من يدير ويدعم هذه الجماعات ,,فهل سنرى قريبآ حلف مصري –سوري –عراقي لمحاربة الارهاب ,,هذا التساؤل اتركه برسم الاجابة عند صناع القرار ومتخذي القرار بالقاهرة ودمشق وبغداد ,,فالمرحلة خطرة وهؤلاء جميعآ موضوعيين امام هذا التحدي والمرحلة التاريخية الخطرة من عمرهذه الامة
سيريان تلغراف | هشام الهبيشان
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)